تكنولوجيا الصواريخ الأسرع من الصوت في الحرب الروسية الأوكرانية
قد استخدمت روسيا صاروخًا تفوقت سرعته سرعة الصوت حتى (Hybersonice) للإصابة بمستودع أسلحة تابع لأوكرانيا الذي يقع بالجزء الغربي من أوكرانيا ضمن 18 مارس/آذار . وقد يبدو هذا مخيفا، ولكن التكنولوجيا التي قام باستخدمها الروس لم تكن متقدمة بشكل خاص. ومع ذلك، فإن الجيل التالي والقادم من الصواريخ الأسرع من الصوت التي تطورها وتجهزها بأحسن التجهيزات روسيا والصين والولايات المتحدة يشكل تهديدا كبيرا ومخيفا للأمن العالمي.
أخبار عن الصواريخ الأسرع من الصوت
وفي مقال موجود بموقع “إنتريستنغ إنجنيرنغ” (interestingengineering) يقول لاين بويد وهو مهندس الطيران الذي يقوم بدراسة أنظمة الفضاء والدفاع. بما في ذلك ايضا الأنظمة التي تفوق سرعة الصوت. وتشكل هذه الأنظمة الجديدة تحديا مهما وقويا نظرا لقدرتها على المناورة والصمود على طول مسارها. وذلك نظرا لأن مسارات وطرق طيرانها يمكن أن تتغير خلال سفرها. ولذلك يجب عليها ان تتبع هذه الصواريخ طوال رحلتها.
تأثير مزعزع للاستقرار
كما وزعمت روسيا أن بعض أسلحتها التي تفوق سرعة الصوت من الممكن أن تحمل رأسا نوويا. وهذا البيان وحده مدعاة وجالب للقلق سواء كان ذلك صحيحا أم لا.
وإذا قامت موسكو في أي وقت بتشغيل هذا النظام ضد اي عدو خارجي لا على التعيين. فسيتعين ويترتب على تلك الدولة أن تقرر على الفور احتمال أن يكون هذا السلاح تقليديا أو نوويا.
وفي حالة الولايات المتحدة، وإذا تم تحديد أن السلاح قد كان نوويا. فهناك احتمال كبير جدا أن تعتبر على الفور أن هذا هو هجوم الضربة الأولى وترد على ذلك بتفريغ واطلاق أسلحتها النووية على روسيا.
كما وتزيد سرعة هذه الأسلحة الجديدة من خطورة وجدية هذا الموقف لأن الوقت اللازم لأي حل أو أي قرار صحيح و دبلوماسي. في اللحظة الأخيرة، سينخفض ذلك بشدة.
ويرى الكاتب أيضاً أنه يجب على واشنطن وحلفائها القيام بنشر أسلحتهم التي تتميز بأنها قد تفوق سرعتها سرعة الصوت لجلب معظم الدول أخرى مثل روسيا والصين إلى طاولة المفاوضات والمناقشة وتطوير هذا النهج والمنهج الدبلوماسي وذلك لإدارة هذه الأسلحة.
ما معنى الصواريخ الأسرع من الصوت؟
كما وأن وصف السيارة بأن سرعتها من الممكن أن تفوق سرعة الصوت هذا يعني أنها قد تطير أسرع بكثير من سرعة الصوت. والتي تبلغ 1225 كيلومترا في الساعة تقريبا عند مستوى سطح البحر. وأيضا 1067 كيلومترًا في الساعة تقريبا على ارتفاع 35 ألف قدم (10 آلاف و668 مترا) حيث تقوم طائرات الركاب بالطيران.
وتسافر طائرات الركاب بسرعة أقل بقليل فقط من 600 ميل في الساعة (966 كلم/ ساعة) ففي حين تعمل الأنظمة التي قد تفوق سرعتها سرعة الصوت بـ 3500 ميل في الساعة (5633 كلم/ساعة) وأعلى بالمعدل التقريبي.
كما وتم استخدام الأنظمة فوق الصوتية منذ عقود. تقريبا فعندما عاد جون جلين إلى الأرض في عام 1962 من أول رحلة طيران أميركية الاصل مأهولة حول الأرض. كما و دخلت كبسولته الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت حتى.
وأن جميع الصواريخ الباليستية والعابرة للقارات في الترسانات النووية العالمية تتصف بأنها قد تفوق سرعتها سرعة الصوت. وذلك حيث قد تصل سرعتها القصوى إلى 15 ألف ميل في الساعة تقريبا (24140 كلم /ساعة) أو حوالي 4 أميال (6.4 كلم) في الثانية بسرعتها القصوى.
التكنولوجيا المستخدمة
كما ويتم إطلاق الصواريخ الباليستية التي تعبر القارات محمولة على صواريخ كبيرة جداً. ومن ثم ثم تطير في مسار يمكن التنبؤ والتوقع به حتى يتم إخراجها من الغلاف الجوي إلى الفضاء. ومن ثم تقوم بالعودة إلى الغلاف الجوي مرة أخرى.
أن الجيل الجديد من الصواريخ التي تتميز بأن سرعتها تفوق سرعة الصوت تطير بسرعة كبيرة، ولكن ليس ذلك بنفس سرعة الصواريخ الباليستية و العابرة للقارات. وذلك حيث يتم إطلاقها على صواريخ أصغر تبقيها وتحافظ على تواجدها في الروافد العليا من الغلاف الجوي.
أنواع الصواريخ التي تتميز بتفوق سرعتها سرعة الصوت
كما نعلم هناك 3 أنواع مختلفة من الصواريخ الأسرع من الصوت غير الباليستية و العابرة للقارات والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل : الطائرات الباليستية، المركبات الانزلاقية، صواريخ كروز.
أيضاً يتم إسقاط مركبة باليستية والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت من طائرة. ويتم ايضا تسريعها إلى سرعة قد تفوق سرعة الصوت. وذلك باستخدام صاروخ. ثم تتبع وتقوم باللحاق بمسارا باليستيا، أي يكون مسار غير مزود بمحركات.
كما وأم النظام الذي قامت باستخدامه القوات الروسية لمهاجمة أوكرانيا المسمى ب “كينجال” (Kinzhal) وهو صاروخ باليستي جوي. بتقنية قديمة الابتكار والتصنيع موجودة منذ عام 1980 تقريبا. وأيضا حيث يتم دفع مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت من على صاروخ ما إلى ارتفاع عال ثم تنزلق باتجاه ونحو هدفها. وتقوم بالمناورة على طول الطريق أيضاً.
ومن الأمثلة على المركبات الانزلاقية التي تتميز بتفوق سرعتها سرعة الصوت “دونغ فينغ-17” (Dongfeng-17) الصينية. “آفان غارد” (Avangard) الروسية،و نظام الضربات السريعة التقليدية التي تتبع للبحرية الأميركية.
كما وقد أعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم الشديد من أن تكنولوجيا المركبات الإنزلاقية والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت الموجودة بالصين أكثر تقدما وتطورا من النظام الأميركي.
ومن جانب آخر، يتم تعزيز الصاروخ المدعو ب كروز والذي تفوق سرعته سرعة الصوت بواسطة صاروخ آخر حتى تصل سرعته إلى السرعة التي تتميز بتفوقها على سرعة الصوت ومن ثم يستخدم محرك سكرامجت (scramjet) وذلك للحفاظ على هذه السرعة.
وأيضا نظرا لأنها تستوعب وتحتوي الهواء في محركاتها. قد تتطلب صواريخ كروز والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت صواريخ إطلاق اخرى أصغر من المركبات الانزلاقية. والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وذلك يعني أنها يمكن أن تكلف أقل من ذلك ويمكن إطلاقها أيضا من أماكن أكثر.
وأن صواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قيد التطوير حاليا من قبل الصين والولايات المتحدة. وقد ورد أن واشنطن قد أجرت رحلة تجريبية لصاروخ يدعى سكرامجت. والتي تفوق سرعته سرعة الصوت في مارس/آذار من عام 2020.
تكنولوجيا الصواريخ الأسرع من الصوت تجعلنا نفكر بعظمة هذه التقنية وقدرتها المهولة على التخريب والتدمير فنرجو الله أن يتم استخدام هذه التقنية المميزة بأعمال ترتقي بالبشرية لنستحق إنسانيتنا أكثر.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما