نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم

ضغوطات الحياة والتعامل معها

0 292

هل شعرت يوماً بضيق في صدرك، وثقل على كتفيك، وأرق في نومك، ولست مريضاً ولا متألّماً ؟ .
لا تخف، إنها فقط ضغوط الحياة التي قامت بإحاطتك من كل الجوانب، زيادة على ذلك يقول نيكولاس غومبيل (لا تخافوا من الضغط، إن الضغط هو ما يحول قطعة الفحم إلى ألماس) . أي بما معناه إن الضغوطات هي من تجعلنا أقوياء، وتكسبنا الخبرة في الحياة، بناءاً على ذلك من الطبيعي عندما توجد المشاكل والمنغصات، أن تتواجد معها الضغوطات، والتي بدورها هي عجلة استمرار الحياة، لذا بدايةً لنتعرف معاً إلى مفهوم ضغوطات الحياة.

الجهد العقلي
مفهوم ضغوطات الحياة

هي ذاك الشعور والإحساس، الذي يحيط ويلامس الإنسان، عندما يسعى ويكافح لمواجهة كل التحديات الخاصة بالأمور العملية والمالية، وعلى وجه الخصوص العلاقات الاجتماعية والبيئة التي يعيش بها، والتي يشعر حينها الإنسان بالقلق والتوتر عندما يرى أن هناك تحديات حقيقية، وتهديد لأموره الحياتية.

أبرز علامات الضغوطات النفسية

إن العلامات الداخلية والخارجية، التي تظهر على الإنسان بسبب الضغوطات قد تكون فيزيولوجية، نفسية، وسلوكية وأبرزها هي:

  • المشاكل الهضمية والتشنجات ضمن الأمعاء والمعدة ( القرحة المعوية ).
  • العصبية والغضب والاكتئاب.
  • الصداع الدائم والتوترات العضلية ( شد العضلات والأوتار).
  • تسرع في نبض القلب، ارتفاع ضغط الدم، الأرق.

 

متاعب الحياة

أسباب ضغوطات الحياة اليومية

إن لكل مشكلة سبب مباشر وغير مباشر، إليكم أبرز أسباب ضغوطات الحياة :

  • العمل : إن الوظيفة من المرجح دائماً أن تكون المسبب الرئيسي للضغوطات. بالأخص لما تحمله من مواجهات مباشرة مع الزملاء والمدراء. وزيادة على ذلك تقلبات مزاجهم الدائمة وربما معاملتهم السيئة. بالإضافة إلى المجهود الجسدي والذهني المبذول خلالها. وأيضا خسارة العمل والرزق هو عامل رئيسي في المتاعب النفسية.
  • البيئة : إن المحيط الذي نعيش ضمنه لا يمكننا غض النظر عنه. لأنه ومن البديهي أن يكون سبباً في الضغوطات التي نتعرض لها. علاوة على ذلك إن كان وجودنا فيه. ضد معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا سوف يكون أحد العثرات التي سنواجهها باستمرار.
  • التغيرات الحياتية : إن مرورنا ضمن مراحل مختلفة في حياتنا. من المرجّح أن يسبب لنا ضغوطات نفسية. كالذي يصيب النساء بعد مرحلة الحمل والولادة. أو  وفاة من نحب من الأقارب أو الأصدقاء .
  • العلاقات الاجتماعية: إن تواصلنا مع الآخرين بشكل غير صحيح. قد يسبب لنا نوعاً من الضغط. كالمشاحنات التي تولد بيننا وبين شركائنا. وعدم إيجاد حلول مناسبة لها، وعلاقتنا المتوترة الدائمة مع أهالينا. ستكون من أقوى الضغوطات التي نتعرض لها.
  • الأمراض المزمنة : إن تعرضنا لأمراض خطيرة ومزمنة، سيكون من أبرز أسباب الضغط النفس.  على سبيل المثال أمراض ( السرطان والسكري والربو و الإيدز )
قد يهمك أيضاً معرفة أفكار لتطوير العمل في الشركات

 

ضغوطات العمل

طرق التعامل مع الضغوطات

ينصح أخصائيو علم النفس، بالتقيّد بعدة طرق للتعامل مع الضغوطات التي نتعرض لها في حياتنا، إليكم أبرزها:

  • التفكير بهدوء وبعقلانية في كيفية التعامل مع أسباب الضغوطات هذه، وتجنّب القيام بأفعال تنافي العقل والمنطق، والتي ستعرضنا إلى المرض واستنزاف الطاقة .
  • توزيع الأعباء الحياتية بشكل يتناسب مع طاقتنا، فمن غير المعقول أن نواجه جميع التحديات بآن واحد، لذا علينا تقسيم المهام الخاصة بحل كل مشكلة على حدى.
  • ممارسة الرياضة التي تساهم في تخفيف الضغط النفسي، والتي تساعد في تنشيط الدورة الدموية، وفي الوقت نفسه ستقلل الإجهاد العقلي والجسدي، على سبيل المثال ( اليوغا ، السباحة ، الرقص )

 

يمكنك أيضاً الاطلاع على كل ما يخص رياضة اليوغا

ممارسة اليوغا تخفف من الضغوطات
  • الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي. والتي تعد من أكثر الأمور ضرراً على الصحة النفسية عند تعرضنا للضغوطات. وبصفة عامة علينا إغلاق كل ما هو متعلق بالسوشال ميديا، والاهتمام فقط بالأجواء الطبيعية للحياة، كالتعرض للهواء الطلق ولأشعة الشمس الجميلة.
  • التغذية الجيدة تعتبر عنصراً أساسياً في محاربة الضغوطات، فالعقل السليم في الجسم السليم، لذا علينا الإكثار من تناول الخضار والفواكه وشرب المياه، والابتعاد عن الوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية والزيوت.
  • التخفيف من نسبة دخول الكافيين إلى أجسامنا، على وجه التحديد (القهوة والشاي والشوكولا)، لأن زيادة الكافيين تسبب التوتر والأرق والصداع.
  • ممارسة الهوايات المفضلة، التي تساهم في تخفيف أعباء الحياة وضغوطاتها، والتي تساعد في تحسين الحالة النفسية للإنسان، على سبيل المثال ( ركوب الدراجات، تسلق الجبال، اللعب مع الحيوانات، الكتابة، الرسم….الخ).
  • التحدث مع من نثق بهم كالأصدقاء والأبوين، عن كل ما نشعر به من إحباط وقلق، خاصة أن ( الفضفضة) مطلوبة لتخفيف الهموم عن القلب والعقل.
  • الضحك ليس فقط شكل من أشكال التسلية والمرح، بل هو من أهم الأشياء الإيجابية التي تستطيع تخفيف الضغوطات، إليكم أبرز فوائد الضحك :

فوائد الضحك

إن للضحك آثاراً جيدة جداً على المدى الطويل والقصير في حياتنا ، وأهم فوائده:

  • زيادة الرضا الشخصي
  • تحسين الحالة المزاجية
  • تخفيف الآلام الجسدية والنفسية
  • تحسين الجهاز المناعي
  • تحفيز عمل العديد من الأعضاء الجسدية كالوجه والفكين
  • يؤثر على الدورة الدموية بشكل إيجابي

الضحك علاج التوتر

ضغوطات الحياة حافز للنجاح

تقول الدكتورة النفسية كيلي ماكغونيغال ( خلقنا بكثير من الغرائز كي نحمي أنفسنا من الضغوطات النفسية، فإن استطعنا التعامل معها بإيجابية وطريقة مختلفة، سوف نتمكن من تغييرها إلى صالحنا ).

إذاً على وجه الخصوص إن الشعور بالضغط هو حالة طبيعية ، فالضغوطات تساعد في مواجهة التحديات وتحفز الوصول إلى الهدف، إن تم التعامل معها بشكل عقلاني.

في النهاية علينا تيقن أنه عندما نتوق إلى الحياة دون مصاعب، سنتذكر شجرة البلوط التي تنمو في مهب الرياح المعاكسة وتبقى صامدة، وأحلامنا الكبيرة تحمل العديد من المشاكل والتحديات التي يجب تقبلها بكل روح رياضية، دون أن نسمح لها بأن تحبطنا وتقلل من حماسنا نحو تحقيق أهدافنا، ولنعلم أننا لن نعرف ذاتنا إلا عندما نتعرض للضغوطات ونخرج منها سالمين.

 

 

اترك رداً

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.

تم إضافة تعليقك بنجاح

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء ملفات الكوكيز في أي وقت إذا كنت ترغب في ذلك. موافققراءة المزيد