تفسير الأحلام | بين الواقع والأوهام ونظريات تفسير الأحلام
مما لاشك فيه أن الأحلام هي رفيق الوسادة الدافئة، لذلك عندما تغرق في نوم عميق تبدأ أحلامك بالعبور في ذهنك. وهناك قلة نادرة من البشر يُقال أنها لا ترى الأحلام خلال النوم. والأحلام أنواع فهناك تلك الأحلام التي عندما تراها لاتكاد تُفرقها عن الواقع ولا تكتشف أنها مجرد أحلام إلا عندما تستيقظ من النوم، وبالمقابل هناك الكوابيس التي تصيبك بالخوف وتتمنى أن لا تراها مرة أخرى. ودائماً ما يدفعنا الفضول نحو تفسير الأحلام حال استيقاظنا من النوم.
في الواقع، يعتبر موضوع تفسير الأحلام من المواضيع التي تثير اهتماماً وجدلاً دائماً والأسباب كثيرة. حيث يعتقد البعض أن فهم المعنى العميق للأحلام ممكن أن يؤدي إلى إدراك ما تشعر وتفكر فيه، والذي من الممكن أن يكون مفيداً لتكشيل رؤية شخصية. بالإضافة لذلك، فإن البعض الآخر يعتقد أنها مجرد ترهات وصور نشاهدها خلال النوم ولا فائدة منها.
ما هي الأحلام وما هو تفسير الأحلام
الأحلام، هي عبارة عن قصص وصور تخلقها عقولنا أثناء مرحلة النوم. من الممكن أن تكون مسلية وممتعة ورومانسية، ومن الممكن أن تكون مزعجة ومخيفة وأحياناً غريبة.
وتعتبر الأحلام أيضاً تجربة إنسانية عالمية، لذلك توصف بأنها حالة من الوعي نعيشها أثناء النوم تتميز بالأحداث الحسّية والمعرفية والعاطفية.
في الحقيقة، يهتم علماء الأعصاب بالمصادر الموثوقة والهياكل المشاركة في تنظيم وإنتاج الأحلام، أما التحليل النفسي فيركز على معنى الأحلام وما هو تأثيرها على العلاقات في تاريخ الحالم.
يميل البعض إلى تفسير الأحلام والاعتماد على هذا التفسير، حيث أنه يمثل انعكاس لحياة اليقظة التي يعيشها الحالم.
نظريات تفسير الأحلام
في الواقع، هناك العديد من النظريات التي تشرح ما هو سبب الأحلام. ولكن لا أحد حتى الآن يفهم تماماً ما هو الغرض منها، ناهيك عن كيفية تفسير معنى الأحلام الأمر الذي يعتبر محيراً تماماً.
يمكن أن تتغير محتويات الأحلام فجأة، أو تعرض عناصر غريبة، أو تخيفنا بصور مرعبة. حقيقة إن الأحلام عادة تكون غنية جداً ومقنعة وهذا ما يجعل الكثير يعتقد أنه يجب أن يكون هناك معنى لهذه الأحلام.
في الحقيقة فإن 75% من الأحلام تعكس الصورة النفسية للشخص الرائي.
وإليك بعض النظريات التي درست الأحلام وتفسيرها.
نظرية Freud فرويد الأحلام هي الطريق إلى اللاوعي في العقل
في الحقيقة، يعتقد فرويد أن محتوى الحلم وأحداثه، تعمل على إخفاء المحتوى الكامن أو الرغبات التي يفكر فيها الحالم في اللاوعي.
وقام بتوصيف تفسير الأحلام بأربعة عناصر:
- التكثيف: يتم تكثيف العديد من الأفكار والمعلومات في فترة حلم واحدة.
- الإزاحة: يخفي هذا العنصر المعنى العاطفي من الحلم، من خلال الخلط بين الأجزاء المهمة وغير المهمة في الحلم.
- الترميز: تقوم هذه العملية بمراقبة الأفكار المكبوتة الموجودة في الحلم، من خلال تضمين أشياء تقوم بترميز المحتوى الكامن للحلم.
- مراجعة ثانوية: المرحلة الأخيرة من عملية الحلم، اقترح فرويد إعادة تنظيم العناصر الغريبة للحلم من أجل جعل الحلم مفهوماً.
نظرية هول Hall التي ترى الأحلام كعملية معرفية
يرى Calvin S. Hall أن الأحلام جزء من عمليات معرفية تكون فيها الأحلام بمثابة تصورات لعناصر حياتنا الشخصية.
إن تفسير الأحلام وفق نظرية هول يتطلب معرفة ب:
- تصرفات الحالم داخل الحلم
- الأشياء والأشكال في الحلم.
- التفاعلات بين الحالم والشخصيات في الحلم.
- ما هو وضع الحلم والانتقالات والنتيجة.
كما اعتبر أن الهدف الأساسي من تفسير الحلم ليس فهم الحلم وإنما فهم الحالم. وكشفت الأبحاث التي أجراها هول أن السمات التي يظهر بها الأشخاص في اليقظة، هي نفسها التي يتم التعبير عنها في الأحلام.
نظرية دومهوف Domhoff التي تقول أن الأحلام هي انعكاس لحياة اليقظة
إن الباحث G. William Domhoff وليام دومهوف هو باحث أحلام وقام بدراسات واسعة حول محتوى الأحلام.
يقول: إن الأحلام تعكس أفكار و مخاوف يعيشها الحالم في وقت يقظته. كما ويقترح نموذجاً معرفياً عصبياً للأحلام، تكون فيه الأحلام ناتجة عن عمليات عصبية ومعرفية. و يظن أن محتوى الحلم هو ناتج عن هذه العمليات.
بعض أنواع الأحلام
سنتعرف معاً على بعض أنواع الأحلام التي نعيشها ومنها:
الكوابيس
الكوابيس هي صنف من الأحلام التي تولد مشاعراً مزعجة لمن يراها، وتسبب له القلق والخوف. يمكن أن تصيب كل الناس من كبار وأطفال ولعل أبرز أسبابها هو :
- التعرض لضغوطات عصبية.
- الشعور بالخوف.
- التعرض لصدمة ما.
- الشعور بأزمات عاطفية.
- أن يكون الشخص مريضاً.
- استخدام بعض الأنواع من الأدوية أو المخدرات.
الأحلام الواضحة
هي تلك الأحلام التي يدرك فيها الحالم أنه يحلم، وقد يكون لديه بعض السيطرة على حلمه. ويمكن أن يختلف مقياس التحكم في الأحلام الواضحة، حيث تحدث غالباً في منتصف الحلم العادي. عندما يدرك الحالم فجأة أنه يحلم.
يعيش البعض الأحلام الواضحة بشكل عشوائي، بينما يحاول البعض الآخر السيطرة وزيادة القدرة على التحكم بها.
هل يمكن للأحلام أن تتنبأ بالمستقبل؟
قد يبدو أن بعض الأحلام تتنبأ بالأحداث المستقبلية، حيث يزعم بعض الباحثين أن لديهم أدلة على ذلك. ولكن في الواقع لاتوجد أدلة كافية لإثبات ذلك.
وإذا لاحظت أنك سبق وشاهدت مايحصل معك اليوم في حُلمك مثلاً. فالسبب يرجع إلى الصدفة أو الذاكرة الخاطئة أو الأفكار التي تكون مختزنة لديك بعقلك الباطن، الذي يربط المعلومات المعروفة ببعضها.
كُتب تفسير الأحلام
يجب على الأشخاص المهتمين بتفسير أحلامهم أن يفكروا ماذا يعني كل جزء في أحلامهم على وجه الخصوص. قد لاتكون الكتب و البحوث التي تعطي معانٍ محددة وعالمية للأحلام ورموزها مفيدة بالشكل الكافي. ولكن لا بأس من اقتنائها في حال كنت من الفضوليين حول هذا النوع من العلوم.
وإليك بعض الكتب التي قد تساعدك:
كتاب منتخب الكلام في تفسير الأحلام لمحمد بن سيرين، كتاب تعطير الكلام في تفسير الأحلام للشيخ عبد الغني النابلسي، كتاب تفسير الأحلام لفرويد.
في الواقع ، مما لاشك فيه أن الأحلام أقرب للوقائع مما تظن. ففي الغالب هي مرآة لما تعيشه يومياً، تحفظه في عقلك الباطن لتقوم بعرضه مجدداً أثناء نومك وفق ترتيبات جديدة.
لذلك سعى الإنسان دائما وأصابه الفضول حول تفسير تلك الرؤى التي تراوده ليلاً، ربما كانت الغاية الأهم هي إرضاء الذات بسماع ما تحب.
نأمل أن يكون مقالنا قدم لكم معلومات ممتعة وذات فائدة.