أحمد خالد توفيق
لماذا أحتفل غوغل بعيد ميلاد أحمد خالد توفيق، سؤال تردد على مسامعي كثيراً. ربما هذا الجيل لا يعرف من هو هذا الكاتب والأديب الرائع. ولربما إن سألت أحداً من مواليد الثمانينات أو التسعينات لأخبروكَ من يكون. وسيحكون لكَ عن إنتظارهم لشهور بفارغِ الصبر للحصول على العدد الجديد من سلسلة القصص الشهيرة ما وراء الطبيعة. كيفَ لا وهو الذي جعلَ الشباب تقرأ وذلك بسبب أسلوبه السردي السهل والساخر بنفس الوقت. ويبرر سبب ذلك بقوله لا يجب أن تصعب الأمر على القارئ أو تشعره بالهزيمة. فمن هو العراب والأديب الرائع أحمد خالد توفيق، جمعنا لكم في هذا المقال بعض تفاصيل حياته، وأعماله التي أثرت الأدب العربي ككل.
من هو أحمد خالد توفيق
هو كاتب وروائي ومؤلف ومترجم مصري الجنسية، درسَ الطب في جامعة طنطا، حصل على شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة بإختصاص طب المناطق الحارة، كانَ يعمل كعضو هيئة تدريس في جامعة طنطا إضافة إلى نشاطه الأدبي.
مولده ونشأته
ولد أحمد خالد توفيق في مدينة طنطا، عام 1962م، بعد أن أتم المرحلة الثانوية دخل جامعة طنطا الحكومية بمعدل ممتاز ودرس الطب وأختص في طب المناطق الحارة، فور تخرجه عمل كعضو في هيئة التدريس في نفس الجامعة، تزوج من الدكتورة منال توفيق التي تعرف عليها خلال دراسته الجامعية، وله من الأبناء اثنان هما محمد أحمد توفيق، و مريم أحمد توفيق.
البداية الأدبية للأديب الراحل
ظهرت على أحمد خالد توفيق بوادر الأدب في سن مبكرة، بدأ أولاً بكتابة الشعر لكن هذه البداية أنتهت حالاً ليقرر فيما بعد التحول إلى نوع جديد من الأدب في وطننا العربي، مستغلاً حركة الإنفتاح الثقافي التي كانت تعيشها مصر في ذاكَ الوقت، بدأ أول محاولاته في الكتابة من خلال قصة قصيرة في أدب الرعب وكانت تحمل عنوان أسطورة مصاص الدماء، لتتحول فيما بعد للسلسلة شهيرة تحت اسم ما وراء الطبيعة، ولقب بالعراب بسبب ذلك.
أعمال أحمد خالد توفيق
قدم أحمد خالد توفيق في حياته الكثير من الأعمال الأدبية التي ظلت راسخة في ذهن الشباب إلى وقتنا الحالي، كتب ضمن إطار السلسلة، وكتب ما يقارب ستة سلسلات قصصية وصلت إلى ما يقارب 236 عدد ، كان ينشر كُلَ شهر عدداً منها، إضافة إلى أنهُ ترجم بعض الروايات العالمية مثل رواية عداء الطائرة الورقية لكاتبها الأفغاني خالد الحسيني، إصافة إلى كل ذلك كان يكتب المقالات المنوعة في بعض الصحف العربية، وبعض المواقع الإلكترونية، جُمعت في ما بعد في كتب وطُبعت مثل كتاب شربة الحاج داوود. ومن أعماله:
- سلسلة ما وراء الطبيعة عام 1992 إلى عام 2014
- وسلسلة فانتازيا عام 1995
- وسلسلة سافراي عام 1996
- روايات رعب مترجمة تحت عنوان رجفة الخوف
- سلسلة WWW عام 2006
- روايات عالمية للجيب
روايات أحمد خالد توفيق
كتب أحمد خالد توفيق خمسة روايات وهي في ممر الفئران التي صدرت عام 2016 وهي مستوحاة من قصة أسطورة أرض الظلام، إضافة إلى رواية السنجة التي صدرت عام 2012، ورواية إيكاروس عام 2015، وشآبيب في عام 2018، والرواية الأهم في تاريخه الأدبي وهي رواية يوتوبيا التي حققت نجاحاً مميزاً وكبير لاقت تفاعلا وسط القراء وترجمت إلى عدة لغات منها الفرنسية والألمانية والتي تتحدث عن مدينة يجتمع فيها الأغنياء بعيداً عن الفقراء الذين يسمون الأغيار.
أحمد خالد توفيق وسلسلة ما وراء الطبيعة
لم يكن طريقه مزورعاً بالورود، وإنما كان شائكاً حاله كحالِ أغلب الناجحين، ففي بدايته قوبلت أول أعماله الأدبية وهي القصة الأولى في سلسلة ما وراء الطبيعة بالرفض المتكرر ويعود السبب إلى نوع الإدب الذي لم يكن منتشراً في ذاكَ الوقت، لكنه لم يستسلم أبداً، في أول الأمر وبدايته التي قوبلت بالرفض أصابه إحباط شديد وقرر عدم الكتابة مجدداً، ويقول أن الفضل يرجع إلى الدكتور نبيل فاروق الذي شجعه على إستكمال الكتابة ودخوله في المؤسسة العربية الحديثة، بعدها بدأ بنشر سلسلتهِ الشهيرة التي قارب عددها 80 قصة محققاً بذلك شهرة واسعة وكبيرة في الوطن العربي ككل، وكانَ أغلب القراء من فئة الشباب.
وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق
لقد عانى من مرض رجفان القلب. في الفترة الأخيرة من حياته، وكانت فكرة الموت تتعبه كثيراً. ويخاف منها ويعود سبب ذلك لتوقف قلبه أربع مرات وعاد لينبض بالحياة مرة أخرى، وفي يوم 2 نيسان 2018 فقد الوطن العربي قامة عملاقة من عمالقة الأدب العربي، توفى بعد عملية كي للقلب لكن قلبه توقف فجأة، وغادر الحياة تاركاً وراءه أدباً خالداً، وذكراً حافلاً بالإنجازات. ونعت الدكتور أحمد خالد توفيق العديد من الشخصيات العامة مثل وزيرة الثقافة المصرية وعدد من الفنانين المصريين، وعدد من الأدباء العرب كما نعته جامعته الأم التي درس فيها وعمل بها، وشيعه إلى مثواه الأخير الكثير من الشباب الذي عاشوا وكبروا مع قصصه المشوقة.
اقتباسات لأحمد خالد توفيق
أتمنى أن أبكي وأرتجف، التصق بواحد من الكبار لكن الحقيقة القاسية هي أنكَ الكبار. أنت من يجب أن يمنح القوة والأمن للأخرين.
ما جدوى أن يتجوز الشقاء من التعاسة؟،والهباب من الطين، ما الجديد الذي سنقدمه للعالم سوى المزيد من البؤس.
ساعة واحدة فعلت فيها كل شيء، ولم يبقى في الحياة شيء يهمني أو أريده.
غريب هو ذاك العالم المتشابك الكامن تحت فروة رأسي، أبداً لن أتمكن من فهم ذاك الكائن الذي هو أنا.
من المفترض أننا أنهينا الدهشة منذ زمن وصار كل شيء قابلاً للتصديق.
سئمت التظاهر بأنني حر.
يوماً ما سأقرأ هذه الكتب وأصيرُ رائعاً، لكن ليس اليوم.
في كل فترة من فترات حياتي الصعبة كنت أنتظر أن تمر، أنتظر النور في نهاية النفق، ماذا لو عرفت أن هذه حياتي ذاتها، وأن النفق لا نهاية له إلا القبر.
[…] اقرأ أيضا: أحمد خالد توفيق […]