أيمن العتوم لطالما طرق مسامعنا هذا الاسم، ترى الكلمات في حيرة.
كيف ستبدأ؟ أهو شاعرٌ أم كاتب؟ روائي أو قاص؟ لربما أديب.
جميعها احتمالات لا يمكن البت فيها إلا إذا قرأت مقال اليوم، واطلعت على سيرته ومؤلفاته وتخبطاته.
فلا يمكن لأي كاتب لمع اسمه في عالم الأدب إلا وتعرض لنكبةٍ، اقتحمت حياته. وافتكت بتلافيف عقله فأنتجت كاتباً لمع نجمه وسطع في حقبتنا.
أيمن العتوم
هو أيمن علي حسين العتّوم، ولد في الثاني من آذار في عام ألف وتسعمئة واثنى وسبعين في الأردن.
وفي الحديث عن تعليمه أكمل ثانويته في إمارة عجمان في دولة الإمارات العربية المتحدة ثم عاد للأردن ليلتحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا، ليحصل منها على البكالوريس في الهندسة المدنية في عام ١٩٩٧.
ثم حصل على بكالوريوس في اللغة العربية في عام ١٩٩٩ من جامعة اليرموك، من بعد ذلك أكمل الدراسات العليا في الفرع نفسه لكن في الجامعة الأردنية وحصل على الماجستير في عام ٢٠٠٤ وثم الدكتوراه في عام ٢٠٠٧ في النحو.
إضاءة على بعض روايات أيمن العتوم
يا صاحبي السجن
تعتبر هذه الرواية من أولى روايات الكاتب أيمن العتّوم التي نُشرت، لكن صادرتها الحكومة بعد نشرها؛ بسبب ما قدمتها من نقد للنظام الأردني حينها. فكان موضوعها عن معاناته في السجون الأردنية إبان إلقائه لقصيدة انتقد فيها سياسة النظام في المملكة. ولذلك سُجن سنة واصفاً في هذه الرواية ما صادفه في ذلك السجن. وقد نشرتها الدور عام 2012م، وصدرت عن المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر في بيروت، تنتمي الرواية لأدب السجون، فعمد الكاتب استعمال أسلوب متين، ولغة شائقة تثير الخوف وفي الوقت نفسه الرغبة في إكمال الرواية. كما مال الكاتب إلى الاقتباس من الآيات، كعناوين لفصول الرواية؛ مثل: “من قبل أن نبرأها”، و”يقص الحق”، و”ادخلوا مساكنكم”، و”يسألون عن أنبائكم” وغيرها من العناوين، وتتألف الرواية من 346 صفحة.
طريق جهنم
يتابع أيمن العتوم مسيرته في وصف ما يلاقيه السجين في السجون، لكن هنا يختلف الموقع فالقصة تدور في سجون القذافي. نُشرت الرواية عام 2019م.
تسعة عشر
تدور الرواية حول قصة شاب مات بين كتبه، ومن بعد ذلك، بعث ليرى نفسه أنه في البرزخ، ويمكث فيها سنوات طوال ثم يرى طائر العنقاء عندما تسقط منه ريشة فيكتشف أن بكل ريشة تسقط ينبت مكان سقوطها شجرة وعدد الريش التي تسقط تسعة عشر. ويكتشف أن تحت كل شجرة مجموعة من الكتاب والأدباء والمفكرين، ومن بعد ذلك تتوالى الأحداث ويأتي الحدث الأكبر وهو عرضهم على الله عزّ وجلّ.
يتابع الكاتب في الرواية باستعمال أسلوبًا لغويًا يفزع القارئ ويحبس أنفاسه، ولا يمكن أن نمضي دون أن نرى جزالة الألفاظ وصعوبتها على القارئ المبتدئ، والصور والمشاهد التي تجعل خيال القارئ يبحر لأبعد حد، فتمسكه تلك المشاهد فتجعله لا يتوقف عن تذكرها؛ فيختلط الخيال بالواقع لديه. فيترك للقارئ رؤية تحبسه في الزاوية ليفكر ويعيد حساباته اتجاه الدنيا. ونشرتها الدار عام 2018م، أصدرتها دار عصير الكتب للنشر والتوزيع في مصر، أحداثها تتجمع في 300 صفحة، وتنتمي هذه الرواية للروايات الخيالية.
ويذكر الكاتب في نهاية روايته أنه أنهت في غضون شهر، فأثار ذلك نقد القراء، وعبر بعضهم عن استيائهم وبعضهم الآخر انبهر من ذلك.
حديث الجنود
يتحدث الكاتب في هذه الرواية عن أحداث جامعة اليرموك عام 1986م بعد الاحتجاجات التي حدثت فيها، إبان القرارت التعسفية التي أصدرتها الجامعة آنذاك. ولذلك الرواية لاقت إقبالًا واسعًا من القراء مما جعلها محط أنظار للمنع. وزعتها الدور عام 2015م، وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وتقع أحداث الرواية في 472 صفحة. والجدير بالذكر أن هذه الرواية من روايات الأدب السياسي؛ بسبب توضيح الكاتب لدور عدد من التيارات السياسية فيها، مثل: تيار جماعة الإخوان المسلمين.
ذائقة الموت
هنا نلمح الطابع الفلسفي فقد نراه قد طغى على أفكار الكاتب في هذه الرواية. ويناقش بمحاور فلسفية تتمثل في: الحرية، والحب، والموت. ونرى تغلب قالب الألم، والحزن، والفراق، ولم تكن نهايتها تحمل شيئًا من الأمل. وتحدث عن الموت الذي يأتي دونما استئذان. يشعر القارئ برهبة قوية، وخوف من المجهول، وخوف من عدم تحقيق ما يحب ويرغب. إضافة إلى الخوف على من يحبّ. وقد وزعت الدور الرواية عام 2016م، وأصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وتقع أحداثها في 400 صفحة ويزيد.
نفر من الجن
يبتعد الكاتب قليلًا في هذه الرواية عن أدب السجون والسياسة؛ ليصف أحد السنن الكونية ألا وهي المعركة بين الحق والباطل. ولاحت للأفق هذه الرواية عام 2014م، وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
هذه سبيلي
من الممكن أن تنتمي لكتب السير الذاتية. ففي هذه الرواية يحكي الكاتب حكايته من طفولته حتى عمره الآني. فنرى فيها حصيلة عمره كاملة بطريقة تفصيلية. وقد خرجت للأفق مؤخرًا عام 2021م، وصدرت عن دار المعرفة في مصر، وتقع أحداثها وتفاصيها ضمن 556 صفحة.
أعمال أُخرى للكاتب أيمن العتوم
نبدأ مع رواية خاوية وهي رواية صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. وتم ذلك سنة 2016م، وتقع أحداثها في ثلاثمئة وتسعة وسبعين صفحة. وقد كان نشرها بعد رواية كلمة الله التي صدرت من نفس الدور لكن اختلفت أنها قبل رواية خاوية بسنة. وأنها تقع في مئتين وخمس وأربعين صفحة.
والجدير بالذكر أن رواية خاوية قد رافقت في نفس العام رواية يوم مشهود لكنها صدرت عن دار المعرفة في مصر. وتقع أحداثها في 367 صفحة. ومن ثم في عام 2020م ولدت رواية أرض الله، وقد صدرت عن دار الإبداع الفكري. وتقع الأحداث في خمسمئة وأربع وعشرين صفحة.
والآن سنعرض باقي الروايات ونبدأ:
- أنا يوسف وقد وزعت دور النشر هذه الرواية عام 2019م. وصدرت عن دار المعرفة للنشر في مصر، وتقع أحداثها في 355 صفحة.
- مسغبة وقد رأت هذه الرواية الضوء حديثًا في 2021م، وصدرت عن دار المعرفة للنشر والتوزيع في مصر. وتقع أحداثها في 465 صفحة، من الآلام والمآسي التي لا تتخيلها القلوب الضعيفة.
- رؤوس الشياطين وقد نشر الرواية عام 2020م، وصدرت عن دار المعرفة المصرية. وتعدّ أقل رواية للكاتب من حيث عدد الصفحات. إذ إنها بلغت 199 صفحة؛ تنتهي من قراءتها ولا تنتهي داخلك.
وهكذا نرى كيف كان لأيمن العتوم مساهمة في إثراء ادب الرواية في مؤلفاته. ونلمح كيف كان لتجربة السجن في حياته نصيبًا في كتبه. وليكن ملهماً لك ككاتب، وكساعٍ إلى أهدافٍ ترجوها.
