نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم

علم الصرف في اللغة العربية: ما هو و 4 من أهم فروعه

0 1٬865

يشكِّل علم الصرف في اللغة العربية ركن هام في علوم العرب، فما هي الأهمية التي يحظى بها هذا العلم في ميدان العربية، وما هي الفائدة التي يحققها هذا العلم في المجال العملي. بداية عليك أن تتأكد بأنّ جميع علوم اللغة العربية من نحوها وصرفها وبلاغتها لم توضع عبثاً. ولربما سيخطر في بالك سؤالا وهو: هل كان العرب قبل وضع القواعد يدرسون هذه العلوم؟ 

أنا سأجيبك، بداية يجب أن نتعامل مع علم الصرف على أنه جانبٌ عملي كان العرب يتعاملون به، فهم في ذلك الوقت لم يكونوا بحاجة إلى تدريسه. لكن ومع دخول القوميات الجديدة واندماجها مع العرب، الأمر الذي أثر في نقاء اللغة العربية واختلاطها مع اللهجات الأخرى. أصبح من اللازم دراسة علم الصرف وبناء اللغة الصحيحة والحفاظ عليها. موقع ملهمون سيكشف لكم مفهومه وأهميته ونشأته.

علم الصرف في اللغة العربية
علم الصرف

ما هو علم الصرف في اللغة العربية؟ 

من الضروري بداية معرفة مفهوم علم الصرف. فالصرف والتصريف في اللغة العربية يعني (التغيير)، والصرف يعرف لُغَةً أنه: “علم بأصول تُعرف بها أحوال بنية الكلمة التي ليست بإعراب ولا بناء”.

أما تعريفه معنى فهو: مجموعة من القواعد تعرف بها الكلمات من حيث وزنها، وحركاتها، وسكناتها، وحروفها الأصلية والزائدة، وما طرأ عليها من إعلال أو إبدال و ما إلى ذلك.

نشأة علم الصرف

 يقال أنّ أوّل من تناول موضوع علم الصرف والصِرافة في اللغة هو (علي بن أبي طالب رضي الله عنه) عام/٤٠هـ/. ويقال الأول هو (معاذ بن مسلم الهرّاء ) /٢٠٠هـ/.على أنّ المؤلفات النحوية الأولى كانت تضمّ علم النحو والصرف في آنٍ معاً، فلم يكنِ الصرّف علماً مستقلاً عن النحو، وربّما يعود السبب إلى أنّ (مؤسس علم النحو سيبويه) /١٨٠ هـ/ لم يُفرد في كتابه فصلاً خاصّا بالصرف، ومن ثمّ نهج المؤلفون من بعده نهجه، ثمّ أتى زمنٌ اتجه فيه علماء العربية إلى التخصّص، فظهرت كتب خاصة بعلم الصرف، ومن أهمّها وأقدمها كتاب (التصريف) لـ (المازني) سنة /٢٤٧ هـ/.

اقرأ أيضا: تعلم الكتابة العروضية وبحور الشعر

أهمية علم الصرف و فائدته

بصورة شاملة يمكننا توضيح أهمية هذا العلم في اللغة وفائدته، حيث يعتبر في اللغة العربية من أهمّ ميادين المعرفة وهو المدخل إلى إتقانها. ولا بدّ من أن يُقدَّم على غيره من علوم العربية؛ حتى لا يقع اللحن والتحريف. والخوف من امتداد هذا إلى القرآن الكريم وبالتالي محاولة تغيير لفظ بعض الآيات. 

فمثلاً سُمِعَ بعضهم يقرأ قوله قوله تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أُخرِجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر} بفتح الهاء وسكون الواو في (تنهَوْن)، فيقرؤها: (تنهُون)، بضمّ الهاء تسكين الواو؛ لأنّه يجهل أنّ أصلها: (تَنْهَيُوْن)، استثقلت الضمة على الياء فخذفت ثمّ بقيت الياء ساكنة. الواو أصلاً ساكنة فالتقى ساكنان فحذفت الياء، وبقيت الهاء مفتوحة.

عموما علم الصرف في اللغة العربية كما قال (ابن جني) /٣٩٢ هـ/: “أشرف شطري العربية وأغمضها”. فأمّا ما يبيّن شرفه فحاجة المشتغلين في علوم اللغة العربية جميعهم من نحويين ولغويين أيما حاجة إليه؛ لأنه ميزان اللغة، وجزء كبيرٌ من اللغة العربية يُؤخَذ بالقياس، ولا نصل إليه إلّا عن طريق التصريف، كقولهم: “كلّ اسم في أوّله ميمٌ زائدة، ممّا يُعمَل به وينقل، ومنه مكسور الأوّل، كقولك: (مطرقةٌ، مثقبٌ، مبردٌ، منقارٌ)، إلّا ما استثني من ذلك”.

و أمّا ما يدلّ على غموضه فكثرة ما يعرض فيه للعلماء من السقطات التي تعد في علوم اللغة العربية من الكبائر. منها ما يحكى عن أبي عبيد  /٢٢٤ هـ/ أنّه قلل في (مندوحة) من قوله: ما لي عنه مندوحةٌ، أي (متّسعٌ)، إنّها مشتقة من (انداح)، وذلك فاسدٌ؛ لأنّ (انداح) وزنه (انفعل)، ونونه زائدة، و(مندوحة) على وزن (مفعولة)، ونونه أصلية؛ إذ لو كانت زائدة لكانت (منفعلة).وهو بناء لم يثبت في كلام العرب، فهو على هذا مشتق من (الندح).

ويعدّ الصرف وعلم النحو و العروض تراثاً لغوياً في اللغة العربيّة؛ لذا عدّه العلماء في المنزلة الأولى للغة، ومن خلاله يتجنّب المرء الأخطاء التي تخلّ بالفصاحة، قال أبو الأسود الدؤلي: ولا أقول لقدر القوم: قد غليت و لا أقول لباب الدّار: مغلوق.

ما هي فروع علم الصرف؟

يشمل علم الصرف في اللغة العربية عدة أقسام والتي لا بد للدارس من معرفتها وغيرها من العلوم المتعلقة فيها، ومن أهم هذه الفروع نذكر ما يلي:

الميزان الصرفي في علم الصرف

إنّ الجانب التطبيقي لعلم الصرف، هو الذي يعتمد على معرفة أصول الكلام، وما يطرأ عليها من زيادة أو حذف، أو تقديم أو تأخير، أو إعلال أو إبدال، أو حركة، أو سكون.

فالميزان الصرفيّ هو لفظٌ  يظهر لبيان أحوال الكلمة في الصِرافة من حيثُ: حركاتها، وسكناتها، وأصولها، وزوائدها. وهو مؤلف من أحرف الفاء و العين واللام (فعل). ليكون معياراً موضوعاً تقابل عليه صيغة الموزون كما هو، من حيثُ عدد حروفه (أي حروف الموزون) ، وتركيبها، وحركاتها، وسكونها.

مثال: (آرَاء) وزنها (أعْفَال)، بدليل مفردها (رَأي)، و جمعه (أرْآء) على وزن (أفعال)؛ إذ الأصل (أرْأاْء)، نُقلت الهمزة التي بعد الراء، و وضعت قبل الراء؛ لتصير (أارَاء) على وزن (أعفَال)، ثمّ تصير (آرَاء).

المصادر

وهو نشاط غير متعلق بزمن معين، فيما يلي أهم أنواع المصادر:

  • المصدر الصريح: مثل، الدُّخول.
  • مصدر الهيئة: دَخل دِخلة المنتصر.
  • المؤول: يسعدني أن تنتصر، والتأويل: يسعدني انتصارك.
  • المصدر الصناعي في علم الصرف: السرية المصرفية شرط بنكي.

أحرف الزيادة

مصطلح حروف الزيادة في علم الصرف في اللغة العربية يطلق على الأحرف التي تدخل على الفعل المجرد فتغير معناه، هذا الفرع مِن أقسام علم الصرف يقوم بدراسة هذه الحروف والتغيير الذي تحدثه بالفعل المجرد من تغير أساس المعنى.  

أجمع علماء المجمع اللغوي في علم الصرف على جمع أحرف الزيادة الموجودة في الكلمات لتسهيل حفظها، وهي مجموعة في الكلمة (سَألتُمونِيها). نذكر لك توضيح مفهوم علم الصرف أحرف الزيادة في صيغ الفعل الثلاثي :

  • أفعل: مثل، أبْعَدَ الأب ولده. بزيادة  ألف مهموزة.
  • فاعَل: وهنا زيد الألف بعد فاء الفعل ليس قبلها. مثل راجَع الأب الطبيب.
  • فعّل: وهنا شدد عين الفعل. مثل غلّق الباب.
  • انفعل: زيد ألف ونون قبل الفعل. مثل (انغلق).
  • تفاعل: والزيادة هنا هي التاء في بداية الفعل والألف بعد الفاء. مثل، تَغافَل الرجل.  

هناك أيضا الكثير مِن أنواع المصادر في اللغة العربية، اكتفينا بذكر بعض الأمثلة عنها لبيان تأثير علم الصرف على الكلمة وفق قواعد النحو في اللغة العربية.

 المشتقات

ماهو قسم المشتقات وعلى ماذا يشير في علم الصرف ؟ في الحقيقة يمكننا صياغة التعريف للمشتقات والاختصار في ذلك، على أنه كل نشاط أو حدث يرتبط باللغة بمكان أو زمان محددين، عند البحث في مكتبة قاموس اللغة العربية. إليك البعض من أمثلة  تصريف المشتقات:

  • اسم الفاعل في اللغة العربية: لكل راغب  شروط.
  • صيغ المفعول في علم الصرف: إليك أحد الأمثلة: كل  مرغوب محبوب.
  • المبالغة في علم النحو: من هو الفاروق؟
  • اسم الآلة: ويختص بالأسماء التي تدل على أداة، مثل المِسمار
  • أسماء التفضيل: محمود أجمل من أخيه.

أهم أمثلة قواعد علم الصرف

إليك أهم الأمثلة التي تفيد لمعرفة  التصنيف وما يبحث عنه الدارس لقواعد علم الصرف و النحو في اللغة العربية:

– الألف لا تكون أصلاً في متمكّن. و لا في فعل، بل تكون منقلبة عن واو أو ياء، أو زائدة، فالألف:

  • في الكلمة العربية (قال) منقلبة عن واو.
  • الكلمة (باع) منقلبة عن ياء.
  • في (حامد) زائدة.

– إذا تحرّكت الواو والياء بعد حرف مفتوح قلبتا ألفين في الكلمات العربية:

مثال : (قال)، أصلها (قَوَلَ) وفق قواعد اللغة العربية.

و مثال الياء: (باع)، أصلها (بَيَعَ).

 في ختام مقالنا، لتبيان منهج علم الصرف في اللغة العربية ينبغي دراسة الكثير من محاضرات علم النحو والتصريف. حيث أن علم التصريف في الكلمات العربية لا يمكن حصره في مقال فهو يتكون من موضوعات مختلفة إضافة إلى نظريات متعددة قد تكون صعبة على البعض، لكنه مجال علمي للغتنا لا بد من تعلمه فهو العِلم الذي يدرس بنية وأصل الكلمة ووزنها.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
اترك رداً

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.

تم إضافة تعليقك بنجاح

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء ملفات الكوكيز في أي وقت إذا كنت ترغب في ذلك. موافققراءة المزيد