السم الحلو , تعرف على تأثير السكر على جسدك
السكر هو ذلك السم الحلو الذي تستيقظ متعطشا لجرعة منه كل صباح على هيئة معجنات أو فطائر غارقة في الشوكولا لإشباع رغبتك بالسعادة اللحظية ولتزودك ببعض الطاقة اللازمة لبدء النهار بقليل من الإيجابية.
في الواقع إن هذا الروتين منتشر بكثرة لدى معظم الناس, ولكن هل فكرت يوما بأنه أسوأ ما يمكن أن تبدأ به نهارك؟ وهل تساءلت من قبل ماهو تأثير السكر على جسدك؟ سنشرح ذلك في هذا المقال.
ماهو السكر المضاف؟
السكر بصفة عامة هو نوع من الكربوهيدرات التي يحتاجها الجسم لتوفير الطاقة اللازمة له. ويوجد بشكل طبيعي في الكثير من الأطعمة مثل الفاكهة والألبان والعسل.
أما السكر المضاف فهو مصطلح يصف السكر المكرر الذي تتم إضافته للأغذية والشوكولا والمعجنات والمشروبات. ليمنحها مذاقها الحلو المميز وهو نفسه سكر الطعام الذي نستخدمه يوميا.
ماهو تأثير السكر المضاف على الجسم؟
إن استخدام السكر بكميات غير مضبوطة وكبيرة مرتبط بالإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية , فمن الأمراض التي ممكن أن يسببها السكر نذكر منها:
- أمراض القلب:
إنه السبب الأول للوفيات حول العالم وبالطبع فإن تلك المخدرات اللذيذة متورطة في ذلك. لأن الإفراط في تناول السكر يؤدي إلى البدانة بسبب المقاومة التي يحرضها ضد الليبتين (leptin ), مما يدفعك إلى تناول كمية أكبر من الطعام.
كما يسبب زيادة مستوى الشحوم الثلاثية في الدم, ويحرض عملية التهابية مزمنة في الأوعية وهذه هي أهم عوامل الخطر للإصابة بالأمراض القلبية.
وقد ربطت دراسة نشرتها مجلة circulation عام 2010 استهلاك المشروبات السكرية بأكثر من 180 حالة وفاة حول العالم سنويا ناتجة عن السكري في المرتبة الأولى تليها الأمراض القلبية الوعائية.
- السكري
نظرا لدوره السابق في تطور البدانة , فإن تأثير السكر المعالج سيزيد أيضا خطر الإصابة بالنمط الثاني من السكري. فالبدانة عاملا مؤهبا للإصابة بالسكري نتيجة نقصان حساسية الخلايا للأنسولين المفرز من البنكرياس، والذي ينظم دخول الغلوكوز للخلايا.
- شيخوخة البشرة:
تحتوي البشرة على نوعين أساسين من الألياف يساهمان في إعطائها مرونتها ونضارتها وهما الكولاجين والإيلاستين. وعندما يتواجد الغلوكوز بكميات عالية فإنه سيتحد مع الأحماض الأمينية الموجودة في هذه الألياف وستنتج مركبات ضارة تضعف الكولاجين والإيلاستين وتسرع من شيخوخة البشرة.
- حب الشباب
أثبتت العديد من الدراسات أن اتباع حمية غذائية منخفضة السكر يساهم في تقليل ظهور حب الشباب. وذلك لأن السكريات تؤدي إلى زيادة إفراز الزهم(مادة زيتية في البشرة) الذي يؤدي إلى انسداد المسام مما يزيد خطر الإصابة بحب الشباب.
- تشحم الكبد:
ربما تعلم أن الكبد هو العضو المسؤول عن استقلاب الفركتوز وهو أحد السكريات الأحادية الناتجة عن تحلل السكروز (سكر المائدة). ولكن ما لا تعلمه هو أنه عند تناول جرعات كبيرة من هذه السكريات فإن الكبد سيقوم بتحويلها إلى دهون. ومع مرور الوقت ستتراكم هذه الدهون مؤدية إلى تشحم الكبد.
- يضعف المناعة:
تؤثر المستويات العالية من السكريات على الاستجابة المناعية الطبيعية في الجسم وتغيرها للأسوأ بعدة آليات. منها تثبيط عمل بعض العناصر المناعية مثل العدلات والبالعات التي تعمل على للتصدي للبكتيريا، وهذا وفقا لما نشره باحثون من جامعة تكساس في دراسة عام 2015.
- انخفاض الطاقة:
رغم أن الكثيرين يفضلون المأكولات الحاوية على السكر كمصدر جيد وسريع للحصول على الطاقة، إلا أن المشكلة تكمن في أن الجسم يستقلب هذه السكريات بسرعة أيضا. وبالتالي فإن تأثيرها المنشط لا يدوم طويلا ويتلوه الشعوربالكسل والخمول.
أضف إلى ذلك أن هذه الأطعمة لا تقدم أي قيمة غذائية للجسم. لذا فإن الاعتماد عليها لفترة طويلة قد يسبب عوز خطير في بعض العناصر الغذائية.
السكر والصحة العقلية:
يميل بعض الأشخاص إلى تناول الحلويات والرقائق المقلية والمشروبات الغازية بشراهة عند شعورهم بالإحباط أو الاكتئاب، لاعتقادهم أن هذا السلوك قد يساعدهم في التغلب على مشاعرهم السلبية. ولكن من المؤسف أن تأثير السكر الموجود في هذه المأكولات المستهلكة يؤدي إلى نتائج معاكسة تماما.
- حيث ألقت العديد من الدراسات الضوء على العلاقة بين استهلاك السكر والاكتئاب، منها ما نشرته مجلة BMC psychology عام 2019 التي أكدت أن استهلاك الأطعمة المحلاة والسكر المكرر مرتبط بشكل كبير بخطر الاكتئاب.
- ولا يقتصر الأمر على الاكتئاب، بل إن هذه الجرعات المركزة من السكر تؤدي إلى تغيرات مزاجية مزعجة. وتمنعك من التعامل مع الضغوط بشكل صحيح.
- كما يوجد بعض الأدلة عن تأثير السكر الضار على الذاكرة. ففي دراسة على الفئران أشرف عليها باحثون من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، أدى تناول الفئران لمحلول الغلوكوز لمدة 6 أسابيع إلى تدهور معرفي لديها وإلى نسيان طريق الخروج من المتاهة التي تم تدربيهم عليها في بداية التجربة. بينما لاحظ الباحثون أن المجموعة الأخرى التي تناولت الماء العادي وأوميجا 3 استطاعت الخروج من المتاهة بشكل أسرع.
حلاوة السكر أم نشوة الإدمان؟
هل تساءلت من قبل لماذا يفضل الأطفال بل وحتى البالغون قطعة من الشوكولا على قطعة من الفاكهة؟
ليس المذاق وحده هو السبب، بل السكر!
حيث أن السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة لا تحفز دماغك على إفراز الدوبامين بنفس الطريقة التي يحفز بها سكر الطعام المكرر الموجود في الحلويات.
وهذا بالطبع ليس أمرا إيجابيا، لأن دفقة الدوبامين التي تجعلك تشعر بالنشوة المؤقتة أثناء تناول الحلويات ستدفعك لطلب المزيد في كل مرة. وسينتهي بك المطاف مدمنا حقيقيا على السكر مع كل آثاره السلبية المذكور أعلاه.
وقد يفسر هذا صعوبة التخلي عن السكر أثناء الخضوع لبعض الحميات الغذائية.
ماهي الكمية الآمنة من السكر؟
رغم أن أجسامنا لا تحتاج إلى هذه النوع من السكر المضاف، وعلى الرغم من تأثير السكر الضار على صحتنا ,إلا أننا نضعف في بعض الأحيان أمام إغواء قطعة حلويات لذيذة. ولا مشكلة في ذلك طالما أننا نلتزم بالحدود المسموح بها والتي حددتها الcdc بأنها أقل من 10% من مجموع الحريرات المتناولة على مدار اليوم. ويعادل هذا 10_12 ملعقة صغيرة من السكر في الحمية الوسطية, حيث أن معدل السكر الطبيعي يجب أن يكون أقل من 100 ملغم/دل أي (5.6 ملليمول/لتر).
وفي النهاية سننوه مرة أخرى إلى أن تأثير السكر الضار الذي ذكرناه ينتج عن الإفراط في تناول السكر، وليس عن الاستهلاك المضبوط الذي لا يتجاوز الحدود الآمنة. لذا وبالرغم من أن السكريات الطبيعية أفضل إلا أنه لازال بإمكانك الاستمتاع بقطعة من الحلوى دون تأنيب ضمير.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما