الفطر الأسود | لعنة وباء كورونا الجديدة
كثرت في السنوات الأخيرة العديد من الأمراض و الأوبئة التي كان لها تأثير و انتشارا كبير حول العالم مثل وباء كورونا الذي أدى إلى إصابة ووفاة مئات الأشخاص بكافة الدول.
ولكن في الفترة الأخيرة ظهر مرض جديد يصيب الجهاز التنفسي أيضا وغيرها من أعضاء الجسم و الذي اعتبر أحد أنواع وباء كورونا وعرف باسم مرض الفطر الأسود.
فما هو الفطر الأسود و ماهي أعراضه وكيفية العدوى و طرق العلاج تابع معنا هذه المقالة.
ما هو الفطر الأسود؟
الفطر الأسود (بالإنكليزية Mucormycosis) هو آخر ما جاء به وباء كورونا الذي لا يزال يصدع رأس البشرية. وهو عدوى خطيرة تسببها مجموعة من الكائنات الفطرية التي تتخذ اسم الميكرومايسات. وغالباً ما تصيب الجيوب الأنفية، الرئتين، الجلد بل وحتى الدماغ. وتحدث العدوى نتيجة استنشاق أبواغ العفن أو لمسها من التربة، الخضار العفنة أو الخبز.
من الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود؟
يمكن أن تحدث العدوى لأي شخص ومن أي فئة عمرية. والواقع أن معظم الناس يتعرضون للإصابة بالفطور في حياتهم اليومية. لكن تزداد احتمالات المرض في حال كان النظام المناعي ضعيفاً نتيجة المرض أو الأدوية. ومن الحالات التي تزيد من احتمالات الإصابة:
- السكري وخصوصاً إذا لم يكن تحت السيطرة
- الإيدز أو فيروس عوز المناعة البشري
- السرطان
- زرع الأعضاء والخلايا الجذعية
- انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء
- استخدام الستيروئيدات والمنشطات الرياضية طويل الأمد
- إدمان المخدرات المحقونة
- ارتفاع مستويات الحديد في الدم (فرط الخضاب)
- سوء التغذية
- اختلال في توازن الحموضة في الجسد
- الولادة قبل الأوان أو انخفاض في الوزن عند الولادة
بالإضافة إلى ذلك تزداد احتمالات الإصابة عند وجود إصابات جلدية. مثل الجروح والحروق. وقد تم الإبلاغ عن إصابات بين ضحايا الكورونا. لكن يجب القول أن الفطر الأسود ليس معدياً.
أعراض الفطر الأسود:
تعتمد أعراض الفطر الأسود على الموضع من الجسد الذي ينمو فيه الفطر. وتتضمن الأعراض ما يلي:
- حمى
- سعال
- ألم في الصدر
- ضيق في التنفس
- تورم في جهة واحدة من الوجه
- صداع
- انسداد الجيوب الأنفية
- تهيجات وآفات جلدية على الأنف أو داخل الفم
- ألم في المعدة
- غثيان وتقيؤ
- نزيف داخلي في الأمعاء
- براز مدمى
- إسهال
أما في حال إصابة الجلد فمن الممكن ظهور قروح واحمرار وتورم. كما يمكن أن يسود الجلد وترتفع حرارته مع الشعور بالألم.
بالإضافة إلى ذلك يمكن تنتشر العدوى إلى مناطق أخرى في الجسد عبر الدم. وعندها يسمى المرض الفطر الأسود المنتشر. وعند حدوث ذلك يمكن للفطر أن يصيب أعضاء هامة وحيوية أخرى مثل الطحال والقلب. أما في الحالات الحادة يمكن أن يحصل اضطراب في الحالة العقلية بل وحتى الدخول في غيبوبة. وعندها تصبح الوفاة واردة جداً.
شاهد أيضاً: مرض إنفلونزا الطماطم | الأعراض والعلاج وسبل الوقاية
التشخيص والعلاج:
إذا ظن الشخص أنه مصاب بالفطر الأسود فعندها سيجري الطبيب فحص جسدي مع أسئلة عن الأمراض السابقة. ويجب على المريض أن يخبر طبيبه في حال اقترب أو لمس طعاماً متعفناً أو أماكن تحتوي على أبواغ فطريات.
من جهة أخرى وفي حال كان الشخص يعاني ما يشبه التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب رئوي فعندها سيتم أخذ عينة. وذلك أما من سائل الأنف أو الحنجرة. وبعدها يتم فحصها بالمخابر. كما يمكن أخذ خزعة من الأنسجة المصابة وفحصها.
بالإضافة إلى ذلك يمكن إجراء صور أشعة مقطعية أو رنين مغنطيسي للتحقق من انتشار العدوى إلى الدماغ أو الأعضاء الأخرى.
هذا بالنسبة للفحوصات. لكن إذا تم تشخيص المريض وثبت إصابته بالعدوى فعندها يجب البدء بالعلاج فوراً. حيث يصف الطبيب عقاقير مضادة للفطريات. وكما يشير الاسم تعمل هذه الأدوية على عرقلة نمو الفطريات وقتلها وفرض نوع من السيطرة على العدوى. ومن الأدوية التي يصفها الطبيب:
- أمفوتيريسين B
- إيسافوكونازول
- بوساكونازول
ويتم تعاطي الأدوية بالحقن الوريدي أو على شكل أقراص. ويمكن أن يوصي الطبيب بجرعات عالية محقونة من هذه الأدوية في بداية العلاج بهدف السيطرة على العدوى. وذلك لبضعة أسابيع ويمكن بعدها البدء بتناول الأقراص.
كما يجب إخطار الطبيب إذا كان المريض يعاني من الأعراض الجانبية المزعجة التي تنتج عن الأدوية مثل آلام المعدة، الشعور بالحرقان، أو صعوبة التنفس. وعندها يمكن تغيير خطة العلاج.
على المقلب الآخر تستدعي الحالات الحادة تدخلاً جراحياً. وذلك بهدف استئصال الأنسجة المصابة أو الميتة. وللأسف قد يتضمن هذا الأمر إزالة أجزاء من الأنف أو العين. وبالرغم من التشوه الحاصل إلا أن الجراحة ضرورية ولا مفر منها في هذه الحالة.
مضاعفات الفطر الأسود:
إذا تم إهمال العلاج فيمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة كما أن الوفاة ليست أمراً نادراً. لكن بسبب ندرة الإصابة بالمرض فمن الصعب تحديد نسب الوفاة. بالرغم من ذلك يتوقع العلماء أن نسبة الوفيات تصل إلى 54% من مجمل إصابات الفطر الأسود.
ومن البديهي أن منطقة الإصابة تحدد إلى مدى كبير احتمال الوفاة. فالذين إصيبوا في جيوبهم الأنفية ستكون إصابتهم أقل من أولئك الذين أصيبوا في الرئة أو الدماغ. على أية حال تتضمن مضاعفات المرض ما يلي:
- العمى
- حدوث الجلطات وانسداد الأوعية الدموية
- التلف العصبي
كيفية الوقاية من المرض:
الواقع أنه لا توجد طريقة علمية مثبتة لتجنب استنشاق الأبواغ. لكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل احتمالات الإصابة. وهي مهمة جداً إذا كان الشخص يعاني من مرض أو حالة صحية أخرى تزيد من فرص الإصابة.
حيث يجب الابتعاد عن مناطق التراب أو الغبار مثل مناطق الإعمار أو الحفر. أما إذا اضطررت إلى الوجود في هذه الأماكن فيجب ارتداء قناع من تصنيف N95. كما يجب تجنب المياه الملوثة بالفطر وهذا يتضمن مياه الفيضان أو الأبنية المتضررة من الرطوبة.
اما إذا كنت تعاني من ضعف المناعة فيتوجب عليك تجنب الأنشطة التي تتضمن أتربة أو غبار. مثل رعاية الحدائق أو العمل في ساحة المنزل. وإلا يجب حماية الجلد بالأحذية الواقية الطويلة والقفازات والملابس الطويلة.
ويجب غسل الجروح والكشوط بالماء والصابون فوراً. وبالطبع يجب اتباع الخطة العلاجية فوراً عند التأكد من الإصابة والتواصل مع الطبيب المختص للبدء في تناول الأدوية المناسبة وتغييرها في حال كانت الأعراض الجانبية مزعجة.
و في نهاية مقالتنا نكون قد عرضنا أحد أكثر أمراض العصر الذي سبب خوف لدى الناس و هو الفطر الأسود و ذكرنا أهم أعراضه و طرق الوقاية و العلاج, لذا يجب علينا الانتباه في حياتنا اليومية و الحفاظ على صحتنا قد الإمكان.