الدخول إلى عيادة طبيب الأسنان أمرٌ حدث مع غالبية الأشخاص، فالألم الّذي يسببه تسوس الأسنان رهيب ولا يُحتمَل. والجميع يمتلك فرشاة لكن القليل من يستخدمها، والقليل من يعتني بأسنانه، رغم أنَّها المسؤولة عن المظهر الجميل المرافق للإبتسامة. والآلية الّتي تحدث بها مختلف أنواع تسوس الأسنان آلية صامتة، تنبّهنا عندما تكون زمام الأمور أصبحت خارج سيطرتنا. بعد الانتهاء من قراءة هذا المقال سوف تصبح على دراية بتسوس الأسنان، أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه، وستصحو من غفلتك إذا كنت ما زلت غافلا عن الصحّة الفمويّة وأهميتها.
ما هو تسوس الأسنان؟
يقصد بتسوُّس الأسنان أو نخر الأسنان هو الضرر الّذي يلحق بأجزاء من الطبقة الظاهرة للأسنان و التي تعرف باسم طبقة المينا , ويكون على هيئة ثقوب صغيرة .
ويعود سبب تسُّوس الأسنان إلى وجود بكتيريا في الفم لها إنتاج حمضي ,بالإضافة إلى تناول السكريات والمشروبات الغازية وعدم الاهتمام بنظافة الأسنان بالشكل الجيد.
كما يعد نخر الأسنان من أكثر مشاكل الصحة الفموية انتشارا حول العالم ويصيب كافة الفئات العمرية وخاصة الأطفال والمراهقين. فإذا ما تم علاجه بالوقت المناسب من الممكن أن تكبر الثقوب و تتسبب للشخص بأوجاع كثيرة.
حيث تكمن خطورة تَسوّس الأسنان في أنّهُ معدي، أي أنه إذا تعرَّض سن للنَّخر فاحتمال تعرّض الأسنان المجاورة له للتّسوس كبير جدَّاً.
أسباب تسوس الأسنان:
- تحصل البكتيريا الموجودة في فم الإنسان على السكريات وبقايا الطعام العالقة على الأسنان ومن ثم تبدأ بإنتاج الأحماض و التي تؤدي إلى حدوث ثقوب و نخور في طبقة المينا.
- نوعية الطعام اليومي المتبع يعد من الأسباب التي تؤدي إلى تسوس الأسنان , حيث أن تناول كميات كبيرة من السكريات و المشروبات الغازية بالإضافة إلى الأغذية الدبقة, كل ذلك يؤدي إلى تآكل طبقة المينا.
- جفاف الفم, حيث أن اللعاب يلعب دور كبيرا من تطهير الفم و موازنة حموضة الوسط الفموي وبالتالي يساعد في حماية طبقة المينا , لذلك يجب ترطيب الفم دائما.
- عدم تنظيف الأسنان بالطرق الصحيحة أول سبب لحدوث تسوس الأسنان , حيث يجب اختيار معجون أسنان وفرشاة مناسبة بالإضافة إلى استخدام الغسولات الفموية المطهرة و تنظيف الأسنان باستخدام الخيط للتخلص من كافة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
- الإصابة بأمراض المعدة مثل القرحة أو حدوث ارتجاع معوي مريئي ,حيث أن الأحماض الآتية تؤدي إلى آذية طبقة المينا و تدميرها.
اقرأ أيضا : كيفية العناية بالأسنان وما هي طرق تنظيف الأسنان؟
أنواع تسوس الأسنان:
يمكن للتسوس أن يصيب أي سن وأي جزء من الأسنان حيث يوجد عدة أنواع لنخر الأسنان و منها:
- التسوس على سطح السن: يكون التسوس على السطح الخارجي من السن حيث تقوم الأحماض بمهاجمة طبقة المينا وغالبا ما يظهر على الجانب الخارجي من السن. وتكون معالجة هذا النوع من التسوس بسهولة إلا في حال أصاب النخر بين الأسنان.
- تسوس الأسنان الطواحن: في هذا النوع يهاجم التسوس الثقوب و الفجوات الموجودة على سطح الجزء الماضغ من الأسنان الطاحنة, ويكون سريع الانتشار إذا ما تم علاجه بالوقت المناسب.
- تسوس جذر السن: يصيب هذا النوع جذر السن ويكون منتشر عند الأشخاص الذين لديهم تراجع في اللثة.
أعراض تسوُّس الأسنان:
يشتكي الجميع من تسوس الأسنان بعد أن يكون الثقب الحاصل جرّاء التسوُّس قد وصل إلى اللّب.
حيث أن اللّب يحتوي على النهايات العصبيّة، وبالتّالي الألم الحاصل هو من يرشد الأشخاص إلى المشاكل السنيّة الّتي يعانون منها.
ففي المراحل الأوليّة للتسوُّس لا تظهر أي أعراض حسية ولكن تقتصر الأعراض على:
- مشاهدة طبقة بيضاء اللّون على السن (طبقة البلاك).
- في حال إهمال هذه الطبقة أو عدم تنظيفها والاعتناء بالأسنان فسوف تتطوّر الأعراض لتشمل:
- بقع بنيّة أو سوداء اللون تظهر على سطوح الأسنان.
- ألم وخاصة عند قضم الطعام.
- حساسيّة الأسنان للمشروبات الحارّة أو الباردة، والحلويات.
- فجوات وثقوب في الأسنان.
- خرّاج، وهو عبارة عن انتفاخ في الوجه يسبِّب ألماً وارتفاعاً في درجة الحرارة.
علاج التسوس:
يعتمد علاج تسوس الأسنان على المراحل الّتي وصل إليها النخر، وبالتّالي:
أوّلاً: في حالة تسوس الأسنان البسيط، يكون النخر في بداياته، ونستطيع أن نقضي على طبقة البلاك وإعادة بناء المينا، عن طريق :
- العناية الفموية.
- استخدام المعاجين الّتي تحتوي على الفلور.
ثانياً: في حال سبّبَ النّخر ثقباً في أسنانك، فالعلاج يكون بالذّهاب للطبيب، الّذي سيقوم بإزالة النسيج السنّي المصاب بالنّخر، ومن ثمَّ حشي السّن.
ثالثاً: إذا تطوّر التسوس ووصل للب وسبَّب تموتهُ، فهنا وظيفة الطبيب تكون:
- إزالة اللّب الفاسد.
- تنظيف السن من الدّاخل.
- وضع قناة للجذر.
- ومن ثمَّ حشي السن بحشوة دائمة.
أخيراً نلجأ إلى القلع، وهنا تكمن خطورة تسوس الأسنان، ففي الحالات الشديدة يكون قلع السن هو الحل الوحيد، لعدم إمكانية إصلاح الضّرر الّذي لحق به.
ومنعاً لترك فراغ في الأسنان، ينصح بالحصول على جسر أو القيام بعملية زرع.
قد يعاني البعض من تسوس الأسنان رغم تنظيفها والاعتناء بها، فهنا العامل الوراثي يلعب دورا كبيرا، والعامل الغذائي. ننصح في هذه الحالة بمراجعة الطبيب وعدم إهمال هذه الحالة.
وفي ختام هذا المقال، تذكّر أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأنّ التكلفة الضّخمة المرافقة لعلاج تسوس الأسنان سببها الإهمال وعدم الاعتناء بالصحة الفموية بشكل جيد من خلال استخدام الفرشاة و المعاجين المناسبة بشكل منتظم ,متمنين دوام الصحة و العافية للجميع.
تابع ملهمون، لعلك تكون ملهماً يوماً ما.