الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان | رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في ذمة الله
عندما تفقد البلاد شخصاً كسموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان فمن الطبيعي أن تجد آلاف بل الملايين من الناس اللذين يدعون له بالرحمة والغفران من مختلف الثقافات ومختلف البلدان. حيث ضجت جميع الصحف ونشرات الأخبار اليوم بخبر وفاة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. الذي قدم الكثير لدولة الإمارات وكانت له العديد من الأيادي البيضاء في مختلف الدول العربية. هذا الرجل الذي ساهم بنهضة الإمارات لتصبح إحدى أهم الدول في العالم العربي والعالم ككل.
في الحقيقية، رجل كهذا إنسان تُرفع له القبعة احتراماً. رحل عن عالمنا اليوم ولكن ذكره وما تركه من أعمال خلفه سيبقى ذكرها مؤبداً. من موقعنا هذا نتقدم بخالص العزاء لدولة الإمارات العربية المتحدة شعباً وحكومة، راجين من الله أن يلهمهم الصبر لرحيل هذا الرجل العظيم. لنتعرف على القائد من هو؟ وما هي أهم إنجازاته؟.
لمحة عن حياة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
كانت ولادة الشيخ خليفة في إمارة أبو ظبي وتحديداً في قلعة المويجعي في مدينة العين، وكان ذلك في عام 1948. في الواقع، هو الإبن الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وولي عهده. وأما أمه فكانت هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.
تلقى تعليمه في نفس المدينة في (المدرسة النهيانية) التي أُسست من قبل الشيخ زايد الأب رحمه الله. وقضى أغلب طفولته في واحات مدينة العين حيث كان والده حاكماً لتلك المنطقة في ذلك الوقت. ولكن والد الشيخ خليفة كان حريصاً على أن يلازمه ابنه في مجالس الحكم ليتعلم منه الحكمة السياسية. حيث كان يسعى الشيخ زايد في ذلك الوقت لتحسين حياة القبائل وإقامة سلطة الدولة. وتعلم الشيخ خليفة من أبيه أن القائد الناجح هو من يسعى دائماً نحو تحقيق الرفاهية للشعب. كما وتعلم الحكمة من جده لأمه الشيخ خليفة بن محمد، الذي كان يعرف بحكمته ومهاراته وحنكحته القيادية.
عندما انتقل الشيخ زايد رحمه الله إلى إمارة أبو ظبي في آب عام 1966، عيّن ابنه الشيخ خليفة ممثلاً عنه في المنطقة الشرقية ورئيساً للمحاكم في تلك المنطقة. وكان الشيخ خليفة يبلغ من العمر حينها 18 عاماً. وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على الثقة الكبيرة الممنوحة من قبل الشيخ زايد لنجله الأكبر.
المناصب التي شغلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
في الواقع، كان للشيخ خليفة بن زايد دور كبير في نهضة المنطقة الشرقية وتحسين الزراعة فيها. كما كان يؤدي مهامه بكل مهارة وإخلاص، وكان له العديد من المشاريع الناجحة في تلك المنطقة وأثبت أنه أهل للقيادة.
بعد ذلك، تولّى المغفور له العديد من المناصب الهامة وأصبح المسؤول التنفيدي الأول في حكومة والدة الشيخ زايد. كما تولّى مهمة الإشراف على جميع المشاريع المهمة في البلاد. بعد ذلك، في شهر فبراير من عام 1969، تم ترشيحه ليكون ولي عهد إمارة أبو ظبي.كما وتولّى دائرة الدفاع في الإمارة في اليوم الثاني. وقام رحمه الله بإنشاء دائرة الدفاع في إمارة أبوظبي، والتي تعتبر الأساس التي تقوم عليه القوات المسلحة لدولة الإمارات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك توّلى سموه منصب حاكم أبو ظبي، ووزيراً للدفاع والمالية في الإمارة في عام 1971 الواحد من يوليو. وبعد ذلك، في نهاية عام 1973 شغل منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني. ومع بداية عام 1974 تولّى مهام رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الذي بدوره حل محل الحكومة المحلية في الإمارة نفسها.
وشغل منصب رئيس الإمارات العربية المتحدة في 3 نوفمبر لعام 2004 وحتى تاريخ وفاته. وذلك بعد أن تم انتخابه عقب وفاة والده الشيخ زايد في الثاني من نوفمبر عام 2004. وأصبح بذلك الرئيس الثاني لدولة الإمارات، و الحاكم السادس عشر لإمارة أبوظبي.
الإنجازات التي قام بها سموّه
من أهم أهدافه التي سعى لها هو أن يكمل مسيرة والده في تطوير وتعزيز دور الإمارات كبلد حضاري ومتطور. فقاد بلاده نحو الازدهار وأصبحت الإمارات اليوم منارة اقتصادية وعلمية ومن أكثر البلاد أمناً واستقراراً. ومن أهم الانجازات التي قام بها نذكر:
- أطلق خطة ممنهجة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، كما عمل على تحقيق الرخاء والرفاهية للمواطن الإماراتي.
- بالإضافة إلى ذلك، قام بتطوير كبير في قطاع النفط والغاز في الدولة. ودعمٍ للصناعات التحويلية التي ساهمت بدورها في نهضة الإمارات الاقتصادية وتحقيق التنوع المطلوب.
- اهتم سموه بجميع مناطق الإمارات ككل، كما كان دائماً يقوم بجولات في جميع أنحاء البلاد. وأنشأ العديد من المشاريع وخاصة في المناطق الشمالية. والمزيد من المشاريع السكنية، والطرقية إضافة لمشاريع الخاصة بمجال التعليم وجميع الخدمات الأخرى.
- إضافة لذلك أطلق مبادرة تهدف لتطوير السلطة التشريعية في البلاد، حيث أصبح يتم اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة. من قبل الشعب في دولة الإمارات.
- وكان للمجالات الرياضية نصيب من اهتمام سموّه. حيث كان يحرص على متابعة الأنشطة الرياضية بشكل دائم ومستمر وبالأخص كرة القدم. وقام بالدعم المادي لجميع الفرق والأندية في الإمارات بالإضافة إلى التكريمات. للفرق التي تقوم بتحقيق بطولات سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
- وكان حرصه على النشاط السياسي الخارجي لا يقل عن حرصه على نشاطه الداخلي. مما ساهم في تعزيز العلاقات الدولية الخارجية وتوطيدها وذلك عبر استقبال رؤساء وحكام دول آسيا وأوربا والدول العربية.
- حرص على تعزيز دور الإمارات الإغاثي عبر مساعدة جميع الدول التي تحتاج إلى مساعدة. حيث تعتبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان ثالث أكبر جهة تمنح المساعدات الخارجية في الدولة. ووصلت مساعداتها إلى أكثر من 70 دولة في أنحاء العالم.
المبادرات التي قام بها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
مسيرة سموّه تعتبر عامرة بالإنجازات والمبادرات التي تهدف إلى الإرتقاء بدولة الإمارات ككل وأهمها:
- إصداره جائزة الشيخ خليفة للامتياز (SKEA).
- إنشاء المؤسسة الإنسانية الأهم في البلاد مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان.
- جائزة خليفة التربوية.
- صندوق معالجة الديون المتعثرة.
- مبادرة إحلال المساكن القديمة قبل 1990.
- مبادرة أبشر.
- اعتماد السياسة العليا للإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
- تحديد عام 2015 عاماً للابتكار.
- تعيين 2016 عام القراءة في دولة الإمارات.
- مبادرة أقدر.
- إعلان 2017 عام الخير.
- توصيف 2018 بعام زايد.
- إعلان 2019 عام التسامح.
- تطوير البنية التحتية في الإمارات.
- حملة الإمارات ضد شلل الأطفال.
وفاته
أعلنت الحكومة الرئاسية في الإمارات وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في يوم الجمعة الواقع في 13\5\2022، عن عمر ناهز ال 73 عاماً.
كما أعلنت الحداد وتنكيس الأعلام في كل البلاد لمدة 40 يوماً اعتباراً من تاريخه. بالإضافة إلى ذلك، تم إعلان تعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية العامة والخاصة لمدة ثلاثة أيام.
في الواقع، يطول الكلام عن إنجازات وأعمال سموّ الشيخ وماقدمه من دعم لأبناء دولة الإمارات. فلا يوجد من ينكر فضله على ازدهار وتطوّر الدولة الذي كان ملحوظاً في عهده. كما نرجو من الله الغفران والرحمة لسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والصبر والسلوان لكل أهل الإمارات خصوصاً والعالم العربي عموماً.