جدري النسناس | أسبابه وأعراضه وطرق العلاج
يكثر مؤخراً التساؤل عن مرض جدري النسناس، وعن علاقته بمرض جدري القرود. حيث أن تزايد حالات الإصابة بهذا المرض أثار الكثير من المخاوف عند الناس. لذلك حرص موقع ملهمون على تقديم معلومات دقيقة حول جدري النسناس. وخلال هذا المقال سنتعرف على سبب هذا المرض وأعراضه وكذلك طرق التشخيص والعلاج المتبعة.
سبب جدري النسناس
إن مرض جدري النسناس هو نفسه جدري القرود، حيث أن النسناس هو نوع من القرود صغيرة الحجم. وسبب هذا المرض فيروس من سلالة الفيروسات الجدرية التي تضم عدة أجناس مختلفة. ينتقل فيروس جدري القرود من الحيوانات الحاملة له إلى الإنسان بطرق مختلفة منها:
- التماس المباشر مع الحيوانات.
- ملامسة مفرزات الحيوانات المصابة أو دمائها.
- تناول اللحوم غير المطهوة بشكل جيد.
- تناول أي من المنتجات المستمدة من الحيوانات المصابة.
الحيوانات التي ثبت نقلها للفيروس هي السناجب والجرذان وأنزاع مختلفة من القرود. إلا أن تسمية المرض أتت من أن الباحثين اكتشفوه لأول مرة عند القرود.
بالإضافة لما سبق، يمكن أن ينتقل الفيروس من إنسان مصاب إلى آخر. وذلك عن طريق مخالطة المريض، والتعرض لرذاذ التنفسي أو ملامسة مفرزات الآفات الجلدية.
أعراض مرض جدري النسناس
لا تختلف أعراض جدري القرود عن مرض الجدري العادي. حتى أن أعراضه عادة ما تكون أخف، ونسبة حدوث الاختلاطات الخطيرة أقل بكثير.
تتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود (الفترة الزمنية الممتدة بين التقاط الفيروس وظهور أعراضه) بين أسبوع إلى أسبوعين. ثم تبدأ الأعراض بالظهور وفق مرحلتين:
- مرحلة الغزو: قد تغيب عند بعض المرضى، ولكنها تستمر بشكل نموذجي 5 أيام. تتميز هذه المرحلة بارتفاع الحرارة والشعور بالتعب والصداع المستمر. كما قد يكشف الطبيب خلال فحصه تضخم في العقد اللمفاوية عند المريض. وهذه العلامة تميز جدري النسناس عن غيره من الأمراض الجدرية مثل جدري الماء والحصبة.
- مرحلة الطفح الجلدي: يظهر الطفح الجلدي خلال يوم إلى 3 أيام من بدء ارتفاع الحرارة. ويكون توزعه مميزاً حيث يصيب الوجه في 95% من الحالات، وكذلك من الشائع إصابة الأطراف (اليدين والقدمين)، في حين تكون إصابة الجذع غير شائعة. كما يتميز طفح جدري القرود بمراحله المتتالية حيث يبدأ بشكل بقعة غير مرتفعة عن سطح الجلد، ثم يوحول إلى حويصل يحتوي على سائل معدٍ بشدة، وأخيراً تجف الآفات الجلدية وتتقشر ويحدث الشفاء.
بالتالي فإن الضجة التي أحدثها هذا المرض لا تنبع من خطورته، بل بسبب ظهوره في بلدان ليس من الشائع انتشاره فيها. حيث أن جدري القرود ينتشر في مناطق غرب ووسط إفريقيا، بالقرب من الغابات المطيرة. اقرأ أيضاً: هل جدري القرود قاتل وما تاريخ ظهور هذا المرض؟.
كيفية تشخيص المرض
يبدأ الشك بمرض جدري النسناس من خلال الفحص السريري، الذي يظهر أعراض ضعف عام مع طفح جلدي وكذلك ضخامة عقد لمفية. ولكن لتأكيد الإصابة يجب أخذ عينات من الآفات الجلدية على سبيل المثال سائل من داخل الحويصل. بعد ذلك توضع العينات في أنابيب نظيفة معقمة ومحكمة الإغلاق، ليتم نقلها بأمان إلى المختبر. في حال عدم إجراء التحاليل مباشرةً يجب أن يتم حفظ العينة في درجة حرارة منخفضة حتى لا تتخرب.
يتم إجراء اختبار البوليميراز المتسلسل PCR، الذي يعد الاختبار الأكثر دقة وحساسية. ويمكن إجراء هذا الاختبار على عينات الدم وكذلك على عينات الطفح الجلدي. حيث تعتبر الأخيرة هي الأكثر دقة لأن فترة وجود الفيروس في الدم قليلة مقارنة بمدة وجودها في الآفات الجلدية.
في حين لا ينصح بإجراء اختبارات الأضداد والمستضدات لكشف الإصابة بجدري القرود. ذلك لأن الفيروسات الجدرية متصالبة مناعياً أي تترافق مع نفس الأضداد والمستضدات، بالتالي لا يمكن التمييز بينها. كما أنه في حال تلقي المريض لقاح ضد أي نوع من الجدري، سوف يظهر لديه أضداد ومستضدات جدرية. اقرأ أيضاً: الجدري المائي الأعراض وكيفية الوقاية والعلاج.
علاج مرض جدري القرود
منذ ظهور مرض جدري القرود عام 1970 م في إفريقيا، كانت العلاجات مقتصرة على تدبير الأعراض ومنع حدوث المضاعفات طويلة الأمد. حيث يتم العمل على تخفيض درجة حرارة المريض، ودعمه تغذوياً عن طريق إعطاء محاليل الفموية أو الوريدية، وكذلك يجب الوقاية من حدوث أمراض جرثومية ثانوية وعلاجها على الفور.
لكن مع تفشي مرض جدري النسناس مؤخراً عام 2022 م، تم إجراء بحوثات ودراسات جديدة، اكتشف الباحثين من خلالها دواء تيكوفيرمات (tecovirimat). حيث يعتبر هذا الدواء مضاداً فيروسياً لكنه غير متاح على نطاق واسع ولا يزال قيد التجريب.
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول جدري النسناس أو جدري القرود. تعرفنا خلاله على أسباب المرض وطرق انتقاله، بالإضافة إلى الأعراض المميزة له وطرق تشخيصه. مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.