عادة سلوكية سيئة؟ إليك 7 عادات تفقدك محبة الناس
تجلس وحيداً في الركن وسط الضحكات والأحاديث الشيقة. وتقول ملاحظة أو اثنتين لكن الجميع يتجاهلك ولا يوجه لك الحديث بل وحتى يقاطعونك. لماذا يتجاهلونني؟ يسيطر السؤال على وعيك. لكن وللأسف جميعنا يحب لعب دور الضحية المعذبة وأنه المغلوب على أمره. فشعورنا بالرفض والحزن يعطينا شعوراً بالشفافية والنضج. وشعار معظمنا في الحياة: أنا ضد العالم. وللأسف يعاني الكثير منا من شعور زائد بالاستحقاق وبأنه الجوهرة المكنونة التي لا أحد يفهمها. لكن هل حاولت أن تسأل نفسك مرة عن عادة سلوكية سيئة تعاني منها وتجعل الناس يتجاهلونك؟ إليك بعض السلوكيات الخاطئة التي تفقدك محبة الناس والتي ننصح بتجنبها لكي تكسب محبة الناس الصادقة والحقيقية.
ما الذي يمثل عادة سلوكية سيئة؟
الناس لا يعرفونك. ونتيجة لذلك وفي معظم الحالات لن يتجنبوك لمجرد كونك أنت. وفي معظم الأحيان ايضاً سلوكك الواعي أو غير الواعي هو ما يجعلهم ينفرون منك. وسنبدأ في سرد هذه العادات التي تفقدك محبة واحترام الناس.
الزيف والتصنع
نحن نتفهم رغبتك في إظهار أفضل صفاتك عند لقاء أحد وتعرفك عليه لأول مرة. على الرغم من ذلك هل سمعت من قبل عبارة “كن أنت؟”. أو على رأي مطرب الراب المصري أحمد مكي “ما تحاولش تبقى حد تاني غير نفسك”. ثقتك وصدقك مع نفسك سيجذب الناس لك ويظهر لهم مدى جمال مهرجان الألوان الذي هو أنت. على المقلب الآخر فإن الزيف والتصنع ومحاولة أن تكون شخصاً آخر ستجعل الناس يرتابون بأمرك ونواياك. بالإضافة إلى ذلك لا أحد يحب من يتعامل معه على أنه ساذج أو غبي ويحاول خداعه. لذلك كن أنت على طول الخط ونحن نثق أنك ستجد من يحبك برغم كافة عيوبك ونواقصك.
أسوأ عادة سلوكية في الحياة الاجتماعية
أي تفاعل اجتماعي مع الناس يتألف من أخذ ورد. والعلاقات من جانب واحد تموت بسرعة ولا تستمر. لذلك احرص على أن تكون كافة أحاديثك وعلاقاتك ثنائية الجانب. بالتالي لا تتوقع من الطرف الآخر أن يتصل بك دائماً، أو يدعوك لزيارته دائماً ويجب أن تبادر في بعض الأحيان. بالإضافة إلى ذلك قد تكون ثقتك بنفسك ضعيفة. نتيجة لذلك قد تعاني من عادة سلوكية سيئة هو رفض أي دعوة توجه لك على أساس أنها ليست دعوة حقيقية. بالتالي سيتوقف الناس عن محاولة دعوتك في مجالسهم واجتماعاتهم. على المقلب الآخر لا تحاول فرض رأيك في الأحاديث وتتجاهل ما يقال لك طوال الوقت.
عدم الابتسام
في المجتمعات العربية قد يعتبر الابتسام نوعاً من الخفة ونقص الشخصية. ففي ثقافتنا المتجهمة يبقى الابتسام نوعاً من عيوب الشخصية. لكن يجب أن نعرف أن التجهم الكثير والنظرات الحادة طوال الوقت ستنفر الناس منك وتعبر عن عدائية لا مبرر لها. لذلك حاول الابتسام في بعض الأحيان مما يعطي الناس شعوراً بأنك ذو صدر رحب ومستعد للتفاعل البناء مع الآخرين.
عادة سلوكية سيئة في التقرب من الأخرين
الانسان كائن اجتماعي بطبعه. نتيجة لذلك فنحن نعتمد على بني جنسنا لنتلقى الدعم العاطفي والاحساس بالأمان. لكن في نفس الوقت يجب أن نفهم أن هناك أمور تقال لصديقك المفضل منذ عشرة سنوات. ولا يمكن البوح بها لمن التقيت به منذ عشرة دقائق فقط. لذلك احرص على عدم الخوض في تفاصيل حساسة وشخصية عن حياتك لمن لا تعرفه. فالبوح بأسرار شخصية لمن لا يعرف حكايتك كاملة قد يؤدي إلى حكمه عليك بشكل خاطئ وينفر منك. لذلك يجب أن تتعرف على الشخص جيدا قبل أن تطلعه على خبايا وأسرار حياتك.
التباهي والتفاخر
من الجيد والممتع أن نتحدث عن إنجازاتنا الشخصية. بالرغم من ذلك وكأي أمر آخر هناك وقت ومكان مناسب للتباهي. فالحديث عن نفسك وإنجازاتك طوال الوقت قد يعطي شعوراً منفراً بالأنانية والتفوق على الآخرين. وقد تكون هذه عادة سلوكية واضحة في خطئها. لكن البعض يمارس نوعاً خفياً من التباهي يدعى بالتباهي المتواضع. والذي يتنكر بنوع من النقد الذاتي. على سبيل المثال قد تعتذر لمجموعتك في العمل على ضغطك عليهم بأنك تهتم كثيراً بأمر المشروع. ويكون هذا نوع من التباهي بأخلاقياتك المهنية بالرغم من الأمر يبدو نقداً لمبالغتك في ضغطك على الفريق. ومعظم الناس لا تنطلي عليها هذه الحيل والاعتذارات المزيفة.
عادة سلوكية سيئة في الترهيب والتنفير
لن نحملك المسؤولية كاملة في موضوع نفور الناس منك. بمعنى آخر قد يكون الطرف الآخر يكرهك بسبب الغيرة أو لأمر تملكه وهو يفتقر إليه. لكن يجب أيضاً أن تدرك أن لغة الجسد ونبرة الصوت بل وحتى موضوع الحديث قد تجعل الناس يبتعدون عنك. لذلك احرص على تجنب أهم عادة سلوكية سيئة وهي لغة الجسد المنغلقة. واعمل على أن تكون مرحباً في حركاتك ولفتاتك.
هويتك الحقيقية
هل نصحناك بتجنب الزيف والتصنع؟ جيد، والآن سنخبرك بالحقيقة المرة. بعض الناس سيتحنبوك لمجرد كونك أنت. نعم للأسف هذه هي الحقيقة. فقد تتجنب كل عادة سلوكية سيئة ذكرناها. لكن ومع ذلك سيبقى البعض يكرهك. فكل منا لديه تفضيلات اجتماعية لا تتماشى مع شخصيتك الحقيقية. لا يعني هذا أنه لا يجب أن تحاول تطوير نفسك وتحسين شخصيتك. لكن هذا لا يعني أيضاً أن تتخلى عن هويتك وكينونتك وأن -مجدداً نقول- تتظاهر بأنك شخص آخر. قد لا تنسجم مع مجموعات معينة من الناس وهذا أمر لا بأس به. ليس بالضرورة أن يحبك الجميع. لذلك اعمل على تطوير نفسك في المجالات التي تحب وتقبل ما لا يمكن تغييره في شخصيتك.
في الحتام نقول أن العلاقات الاجتماعية ليست امراً هيناً. فهي تحتاج إلى الكثير من خوض التجارب التي قد تؤذيك نفسياً لكنها ستعلمك الكثير. وتبقى الثقة بالنفس والتصالح مع الذات هو أهم أمر يجب العمل عليه بالإضافة إلى تجنب كل عادة سلوكية سيئة ذكرناها.