أفضل مبرمج عربي | محمود شحود يتفوق على التحديات
كان ياما كان في قديم الزمان يحكى أن شاباً حزم أمتعته وحلم فاستيقظ ذات يوم مع لقب أفضل مبرمج عربي وجائزة مليون دولار. قد تبدو حكاية كهذه في عام 2022 ضرباً من الجنون. لكن لطالما ولد الأمل من رحم الألم ولا تزال قدرة الإنسان محط الإعجاب حين يسمو فوق جراحه ويصنع المعجزات. مهما بدت لك هذه القصة مثيرة وشدك غموضها لكنها بالنسبة لمن خاض تفاصيلها لحظة بلحظة بين الألم والأمل والكفاح أكثر إثارة بالتأكيد. فحلم الملايين الذي يداعب مخيلة الكثيرين وتنعشه برامج مثل “من سيربح المليون” أو “مبادرة مليون مبرمج عربي”. أصبح حقيقة بالنسبة للمهندس السوري محمود شحود ملهمون لا يفوت قصص الملهمين فما هي تفاصيل القصة؟
مبادرة مليون مبرمج عربي
في متحف المستقبل بدبي كرم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي المبرمجين والمدربين الفائزين في تحدي “مبادرة مليون مبرمج عربي”. حيث استطاع المهندس السوري محمود شحود تحقيق لقب أفضل مبرمج عربي والفوز بجائزة المليون دولار.
وبارك سمو الشيخ حمدان للسوري شحود فوزه قائلاً “فوز مستحق لمبدع عربي نفخر به وبإنجازه” كما هنأ سموه جميع الفائزين والمشاركين الذين نجحوا في توظيف لغة العصر لتطوير مشاريع رائدة تخدم مجتمعاتهم.
المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي عام 2017 إيماناً منه بطموح الشباب العربي وقدرته على تحقيق أحلامه ودعم الاستثمار في الإنسان للنهوض بمستقبل المنطقة. وبالفعل فقد أتاحت الفرصة لملايين الشباب الطامحين لزيادة مهاراتهم البرمجية ومساعدتهم في إطلاق برامج ومشاريع نوعية تعود بالنفع على المجتمع إضافة إلى دخول المنافسة للحصول على لقب أفضل مبرمج عربي.
شهدت المبادرة منذ إطلاقها مشاركة مليون وثمانية وخمسين ألف عربي من 80 بلداً على مدى 5 ملايين ساعة عمل وتدريب. كما منحت 1500 شهادة ” نانو ديغري” للمتميزين من المشاركين. كذلك وصلت بأصدائها إلى خارج حدود الإمارات حيث تم تبني المبادرة في الأردن وإطلاق مليون مبرمج أردني في 2019 لمواكبة التطور الرقمي ورفع مستوى الشباب الأردني في مجال البرمجة. في السياق نفسه أيضاً تم الإعلان عن مبادرة مليون مبرمج أوزبكي بالشركة بين دولتي الإمارات وأوزبكستان لرفع مهارات الشباب الأوزبكي في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي.
تحدي أفضل مبرمج عربي 2021
بدأ التحدي في 2021 حيث شهد مشاركة 257 مشروعاً لخريجي المبادرة من 50 دولة حول العالم في مختلف مجالات التكنولوجيا والبرمجة وتطوير المواقع الإلكترونية بالإضافة إلى تطبيقات الأجهزة المحمولة حيث تم اختيار الأفضل للوصول إلى المرحلة النهائية وفق عدة معايير أهمها فكرة المشروع والابتكار وسهولة الاستخدام ليتنافس أصحابها على الفوز بجائزة المليون دولار. وتضم لجنة التحكيم للمرحلة النهائية كلاً من:
- فادي غندور رئيس مجلس إدارة ومضة كابيتال
- بشار كيلاني عضو شركة أكسنتشر الشرق الأوسط
- د.عبد اللطيف الشامسي مدير كليات التقنية العليا
- رونالدو مشحور نائب رئيس أمازون في الشرق الأوسط
وتشرف على المبادرة مؤسسة دبي المستقبل كما تحظى المبادرة بدعم العديد من الشركات والمؤسسات الناشطة في المجالات الخيرية والاجتماعية من أهمها:
- داماك الخيرية مؤسسة حسين سجواني.
- منصة يوداسيتي التعليمية الرقمية.
- أهم شركات التكنولوجيا العالمية مثل Microsoft وFacebook بالإضافة إلى Oracle وغيرها.
من هو محمود شحود
محمود شحود 33 عاماً حائز على إجازة في الهندسة تخصص الذكاء الصناعي من جامعة دمشق عام 2012. بعد أن اضطر إلى مغادرة سورية التي تعاني ماتعانيه بحثاً عن حياة أفضل. وانتقاله إلى الأردن وبعدها إلى تركيا. حيث عاش فترة صعبة وكانت البداية من الصفر حتى أتقن اللغة التركية وحصل على عمل كمهندس ومطور لتطبيقات Android في شركة بيان بين عامي 2013 – 2016 بالإضافة إلى عمله في شركة KAYISOFT .بينما يعمل حالياً في شركة Psychological Technologies بتركيا من آب 2021.
كان إعلان المبادرة على الفيسبوك نقطة تحول غيرت مسار حياته وحصد شحود المركز الأول من خلال تطبيقه Habit 360. الذي يساعد الأشخاص في بناء عادات حياتية جديدة ومتابعة الإنجاز وتحفيز المشاعر ويستخدم التطبيق حوالي 200.000 مستخدم في مختلف انحاء العالم.
المنافسون
تفوق محمود شحود على منافسيه الخمسة الذين حصل كل منهم على مبلغ 50 ألف دولار وهم:
- المصري محمد الاسكندراني 22 عاماً طالب علوم كمبيوتر عن برنامج “مؤهل” التعليمي لتأهيل الأفراد في مختلف المجالات. بالإضافة إلى مساعدة الشركات في توظيف المواهب
- المصرية إيمان وجدي 37 عاماً بتطبيقها “عالفرازة” لتوصيل الطعام المنزلي الطازج.
- العراقي عمار سالم عن برنامج “الأصابع الناطقة” الذي يعمل على تصميم لغة إشارة جديدة.
- المصري الكندي أندرو مكرم 39 عاماً وبرنامج “نجيب” لتسهيل تقديم وتصحيح الاختبارات.
- المصري حسن محمد 35 عاماً برنامج للدردشة مع ترجمة فورية بأكثر من 36 لغة.
كما تم تكريم أفضل 4 مدربين بجائزة قدرها 25 ألف دولار منحت لكل من:
- عبد المؤمن بومالية من الجزائر
- رشا بحبوح من سورية
- مصطفى عبد الفتاح من مصر
- أبو بكر فاروق من مصر
وذلك لجهودهم في التدريب وتقديم النصح والخبرة البرمجية لتطوير مشاريع وتطبيقات مستقبلية.
نصف جائزة أفضل مبرمج عربي ليتامى سورية
عبر شحود عن سعادته البالغة وحمد الله على توفيقه في هذا السباق. كاشفاً أنه وخلال عمله على تطبيق Habit 360 قطع عهداً على نفسه بالتبرع بنصف مبلغ الجائزة لأيتام بلاده الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم بسبب الحرب. حيث اعتبر أن هذا العهد كان أحد أسباب فوزه بالجائزة مؤكداً أنه سيمنح مبلغ 500 ألف دولار ليتامى سورية.
ختاماً في العالم العربي الكثير من أمثال محمود شحود. شباب تنعش آمالهم فرصة كتحدي أفضل مبرمج عربي وتمنحهم دافعاً للبداية من جديد. أما البقية فتقدم لهم مبادرات كهذه دليلاً جديداً على قدرة الشباب العربي على الإبداع والتميز عندما تتوفر البيئة الحاضنة المناسبة حيث تتم رعاية المواهب وخلق الملهمين.