مرض إنفلونزا الطماطم | الأعراض والعلاج وسبل الوقاية
“هل يمكن أن نواجه ما هو أسوأ من كورونا” ، هذه هي العبارة التي يرددها الكثيرون عندما يبرز إلى الساحة فايروس جديد كل فترة. فبعد جدري القردة الذي أثار موجة من الرعب مؤخرًا، ظهر إلى العلن فايروس آخر يسبب مرضًا يدعى بإنفلونزا الطماطم، وقد تم تسجيل عدة إصابات به في الهند هذا الشهر، ولكن ما هو مرض إنفلونزا الطماطم؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ هل هو خطير فعلا وكيف نمنع انتشاره؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عنها في هذا المقال من موقع ملهمون.
ما هو مرض إنفلونزا الطماطم
إنفلونزا الطماطم هو مرض فيروسي ينتشر لدى الأطفال بشكل خاص، ويدعى طبيًا بداء فم_ يد_قدم. تسببه مجموعة من الفيروسات المعوية تدعى بفيروسات كوكساكي. تنتقل عبر السبيل الهضمي وتعتبر شديدة العدوى. ولكن تسمية المرض المشتقة من الطماطم تأتي من شبه الحويصلات التي يسببها بحبات الطماطم الصغيرة.
وينتشر هذا المرض بشكل خاص لدى الأطفال الأصغر من 5 سنوات. وجميع الحالات التي سُجلت في الهند هذا الشهر _والتي يبلغ عددها 26 حالة_ هي لأطفال تتراوح أعمارهم بين 1_ 9 سنوات. ويعود سبب ذلك إلى قلة اهتمام الأطفال بالنظافة التي تعد عاملًا مهمًا في انتشار المرض. كما أن معظم البالغين لديهم مناعة ضد هذا الفايروس نتيجة لإصابة سابقة به أو لقوة جهاز المناعة لديهم. ولكن على أي حال، قد تحدث الإصابة بإنفلونزا الطماطم لدى بعض البالغين وخصوصًا المثبطين مناعيًا.
وقد أشار موقع Indian express إلى أن السلطات الهندية فرضت مراقبة على حدود مقاطعة كيرالا التي تفشى فيها الفايروس، ولذلك فإن الأمور تحت السيطرة ولا يوجد داعٍ للقلق ونشر الإشاعات بين السكان.
أعراض الإصابة بإنفلونزا الطماطم
رغم أن العامل المسبب لكورونا وإنفلونزا الطماطم مختلف تماما إلا أن أعراضهما قد تكون متشابهة إلى حد كبير، مع إمكانية أن يحمل الطفل المرضين بشكل متزامن. وتتضمن هذا الأعراض التي تظهر بعد دخول الفايروس للجسم ب3_6 أيام ما يلي:
- الحمى
- التوعك والتعب
- فقدان الشهية
- الصداع
- التهاب الحلق
- التهيج
- الإسهال
- الطفح الجلدي
كما تشمل بعض الأعراض الأقل شيوعاً:
- السعال.
- السيلان الأنفي.
- الغثيان والإقياء.
- الألم البطني والتطبل.
ويتميز مرض إنفلونزا الطماطم في أنه يسبب تقرحات مؤلمة تظهر أولًا في الفم بعد بداية الحمى بعدة أيام. ثم يظهر بعد ذلك طفح حاك على راحتي اليدين وأخمصي القدمين. ومن هنا جاءت تسمية المرض بداء فم_يد_ قدم. رغم أن الطفح قد ينتشر إلى أماكن أخرى كالظهر والبطن والأرداف والمنطقة التناسلية. وتكون الآفات الجلدية على شكل حويصلات صغيرة في البداية إلا أنها قد تكبر وتنفتح مسببة زيادة في انتشار العدوى.
كيفية تشخيص الإصابة بإنفلونزا الطماطم
يتركز التشخيص بشكل أساسي على الأعراض والعلامات السريرية للمريض، وقد يساعد في ذلك إجراء مسحة بلعومية واختبار تحليل للبراز.
علاج مرض إنفلونزا الطماطم
يُعتبر إنفلونزا الطماطم مرضًا محددًا ذاتيًا يُشفى بشكل تلقائي خلال 7_10 أيام. ويكون المريض معدٍ بشدة في هذه الفترة. وتقل خطورة العدوى بعد تراجع الآفات الجلدية، مع أنها قد تستمر أحيانا لعدة أيام بعد اختفاء الطفح.
لا يوجد لقاح للمرض. ويمكن أن يصف الطبيب بعض المراهم الموضعية لتخفيف الحكة والألم الناجم عن القرحات. بالإضافة لمسكنات الألم وخافضات للحرارة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية ، مع الحرص على تجنب الأسبرين نظرًا لما يسببه من ضرر للأطفال. ومع التأكيد على ضرورة الحصول على وارد كافٍ من السوائل لتجنب التجفاف. كما قد يفيد أيضا تناول الأيس كريم أو اللبن البارد للتخفيف من الانزعاج الناجم عن قرحات الفم. ويجب تجنب الأطعمة الحارة والمملحة والمشروبات الحامضة كعصير الليمون لأنها قد تفاقم ألم التقرحات وتسبب تهيجها.
ما هي سبل الوقاية من إنفلونزا الطماطم
تعتمد إجراءات الوقاية على عزل المصابين وتجنب ملامستهم أو استخدام أغراضهم الخاصة. ونظرًا إلى أن الفايروس ينتقل عن طريق اللعاب والمفرزات التنفسية والتماس مع القرحات فإن أفضل إجراءات الوقاية تتضمن ما يلي:
- تجنب الاقتراب من المصابين أو ملامسة أغراض المشتبه بإصابتهم.
- تثقيف الأطفال حول ضرورة تغطية الفم عند العطاس وغسل اليدين وعدم الاقتراب من أقرانهم الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة.
- منع الأطفال المصابين من حك أو خدش الطفح الجلدي تجنبًا لنشر الفايروس على السطوح والأغراض القريبة منهم.
- غسل وتعقيم الوسائد والأغطية والملابس والدمى التي تخص الأطفال المصابين.
- العمل على رفع مناعة الأطفال بالتغذية المتوازنة والمكملات الغذائية.
هل إنفلونزا الطماطم مرض خطير
تتراوح شدة هذا المرض بين الخفيف والشديد، لكنه مع ذلك لا يعتبر مهددًا للحياة. كما أنه يُشفى في غضون أسبوع كما ذكرنا ومن النادر أن يسبب أي اختلاطات لدى المريض.
ولكن على أي حال، فإن أكثر اختلاطاته شيوعًا هي التجفاف _الناجم عن رفض السوائل بسبب القرحات المؤلمة التي تبطن الفم_ والتهاب السحايا والتهاب الدماغ والوذمة الرئوية وتساقط الأظافر واعتلال العضلة القلبية. كما أشار أحد التقارير إلى أن إصابة البالغين بداء فم_يد_قدم قد تؤدي إلى قصور في الأقناد (الغدد التناسلية).
وفي الختام، يبدو أن العالم أصبح أكثر حساسية من المتوقع فيما يتعلق بالأوبئة والأزمات الصحية. حيث لا يستحق مرض إنفلونزا الطماطم موجة الرعب التي أثارها مؤخرًا. ورغم أن نشر التوعية هو أمر مطلوب إلا أن المبالغة في الخوف ونشر الشائعات تؤدي إلى تأثير معاكس تماما وتشل قدرة الناس على مواجهة الأزمات التي قد يتعرضون لها مستقبلًا.