تلبيسات الأسنان أنواعها وميزاتها
الابتسامة هي المفتاح الأوَّل للدخول إلى قلوب النّاس، وسابقاً كانت الأمراض السنيّة تفتك بابتسامات البشر وكان الطب عاجز عن التعويض، ولم يظهر مصطلح تلبيسات الأسنان إلا في العصر الحالي. أمّا اليوم وفي عصر التطوّر هذا، تمَّ الاهتمام بالجانب السّني بشكل كبير. وظهرت العديد من أنواع تلبيسات الأسنان الّتي تعالجُ الأسنان المتهتِّكة، وتعوِّض عن أجزائهَا المفقودة ووظائفهَا أيضا. فما هي تلبيسات الأسنان وماهي أنواعها تابع معنا المقال التالي.
ما هي تلبيسات الأسنان؟
تعدُّ تلبيسات الأسنان من العلاجات الحديثة في مجال طب الأسنان، ومعنى تلبيس الأسنان هي الاستعاضة عن السّن الطبيعي التالف أو المفقود بسن اصطناعي(تلبيسة) لتأمين الوظيفة الّتي كان يقوم بها.
حيث تختلف أنواع تلبيسات الأسنان باختلاف الغرض من استعمالها، وباختلاف القدرة المادية للمرضى. فهنالك أنواع من التلبيسات تتمتع بالقساوة لتلائم وظيفة الأسنان الّتي ستعوِّض عنها، وخاصّة أنواع تلبيسات الأضراس الخلفية. أمَّا عند التعويض عن الأسنان الأماميّة فهنا يتم الإهتمام بأنواع تلبيسة أسنان أكثر عناية بالنَّاحية الجماليّة.
فوائد تلبيسات الأسنان:
تتنوَّع الفوائد الّتي تُقدِّمُها تلبيسات الأسنان ، فهي تسعى لأن تعوِّض عن الوظائف الّتي كان يقدِّمهَا السّن الطبيعي.
ولعلَّ أهمَّها وظيفة المضغ، فالضرس يدخل بشكل رئيسي في عملية تفتيت الطعام إلى مركبات مهضومة نتيجة لقساوته وبنيته التشريحية الّتي تساعده على ذلك.
لذلك نهتم عند استخدام تلبيسات الأضراس بمواد تتمتّع بقساوة تمكِّنُها من التعويض عن الوظيفة المفقودة.
أمَّا في حالات التعويض عن الأسنان الأماميّة أو الأسنان الخلفيّة الّتي تدخل في خط الابتسامة. فهنا يجب انتقاء أنواع تلبيسة أسنان تهتم بالناحيّة الجماليّة أكثر من اهتمامها بالنّواحي الأخرى.
لذلك نلجأ إلى أنواع تلبيسات الأسنان الّتي تدخل في صناعتها مواد اشتهرت بلمعانهَا وألوانهَا الّتي تُطابِق ألوان الأسنان الطبيعيّة.
إذاً إنَّ من أهم الفوائِد الّتي يقدِّمها تلبيس الاسنان تكمن في تلبية رغبات المرضى الّذين يعانون من صعوبة في المضع والتلذُّذ بالطَّعام نتيجة فقدان أحد الأضراس. أو ما يرافق فقدان الأسنان الأماميّة من مشاكل نفسيّة نتيجة فقدان منظر الابتسامة الجميل.
اقرأ أيضا : كيفية العناية بالأسنان وما هي طرق تنظيف الأسنان؟
أنواع تلبيسات الاسنان:
تعدُّ المعادن المكوِّن الأكثر شهرة في صناعة التلبيسات، وتختلف أنواع تلبيسات الأسنان باختلاف المعدن الّذي يدخل في تركيبها. ولعلَّ أشهر أنواع التلبيسات ما سيتم ذكرهُ حالاً.
التلبيسات الخزفية(البورسلان) :
يعدُّ الخزف أو البورسلان ( Porcelain Veneers)من أكثر المواد استخداماً في عصرنا الحالي للتعويض عن الأسنان المفقودة، لأنَّهُ يتمتَّع بالعديد من الميِّزات نذكر منها:
- لهُ لون مطابق لألوان الأسنان الطبيعيّة.
- يتمتَّع بناحية تجميليّة كبيرة، لذلك يَكثُر استخدامه في حالات فقد الأسنان الأماميّة للتعويض عن المظهر الجمالي المفقود. لكن لا يُنصَح باستخدامه على الأسنان الخلفيّة لأن صلابتهُ قليلة ولا تؤمِّن وظيفة السن المفقود، ويُستخدم فقط في حالات كان المريض فيها يعاني من حساسيِّة تجاه التلبيسات المعدنيّة.
ويعتَبرُ سعر تلبيس الأسنان بالبورسلان المرتفع من أكثر العوائق الّتي تقف بين رغبة المريض بهذا النوع وقدرته الماديّة الضعيفة.
تلبيسات الأضراس المعدنية:
بسبب المظهر المعدني الغير مرغوب لهذهِ الأنواع، انحصرَ استخدامها على الأسنان الخلفيّة. لكن صلابتهَا وصفاتَهَا الجيّدة أعطتهَا أفضليّة على باقي أنواع تلبيسات الأسنان في التعويض عن السّن الخلفي المفقود.
فالخصائص الميكانيكية الّتي يتمتّع بها من مقاومة وصلابة كانت كافية ليكون خياراً جيِّداً لإعادة وظيفة المضع إلى سابق عهدهَا.
ولعلَّ أبرز المعادن المستخدمة في هذهِ التلبيسات هي:
- أسنان الذهب والفضة.
- تلبيسات البلاتين.
- أسنان مزيج الكوبالت أو النيكل والكروم.
تلبيسات أسنان خزفية معدنية
وهذا النّوع من التلبيسات يجمع إيجابيات النوعين السابقين، فهو عبارة عن تلبيسة تكون من الداخل مصنوعة من المعدن. بالتّالي يمكن الاستفادة هنا من خصائص المعدن، ومن الخارج تكون مصنوعة من الخزف أو البورسلان فتُؤمَّن بذلك الناحية التجميليِّة.
كثر استخدام هذا النوع في الأضراس الّتي تقع بين الأسنان الأماميّة والخلفيّة. أي تدخل في المضع وتظهر في خط الابتسامة، لذلك يكون المريض بحاجة لتلبيسة تؤمِّن الناحية الجماليّة وأيضاً تعيد له وظيفة المضع المفقودة.
إحدى السلبيِّات الّتي عانى منها المرضى الّذين استخدموا هذه التلبيسات هو ظهور خط رمادي في منطقة اتصال السن بالّلثة. وما ترتَّب عليه من ناحية جماليّة لم يرغب المريض بوجودها.
تلبيسات الزيركون:
تتميّز تلبيسات الزيركون بصلابتهَا، وبمظهر جمالي يطابق بنسبة كبيرة مظهر الأسنان الطبيعي. ما جعلهَا تتربَّع على عرش التلبيسات الأكثر طلبا وإقبالاً من قبل المرضى والأكثر تفضيلاً من قبل الأطباء.
وهذا النَّوع من التلبيسات يعتبَرُ من الأنواع الحديثة، والَّتي لا تحتاج إلى عدّة جلسات لتركيبهَا حيثُ يمكن الإنتهاء منها في جلسة واحدة.
أضرار تلبيسات الأسنان:
يأتي معظم المرضى إلى عيادة طبيب الأسنان والفكرة المترسّخة في أذهانهم أنَّ الطبيب سوف يضع لهم سن صناعي إمَّا مساوي في خصائصهِ ووظائفهِ للسّن المفقود، أو حتَّى أفضل منه.
لكن هذه الأفكار مستحيلة، لأن العلم ومع تطوّرهِ لم يصل إلى مادّة تستطيع التعويض عن السّن المفقود بشكل كامل. أغلب المواد المستخدمة تعيد للمريض الوظيفة المفقودة بنسبة مقبولة تجعله يستمر في أنشطتهِ ووظائفهِ.
لذلك تلبيسات الأسنان تمتلك العديد من الأضرار أهمَّها:
- عدم راحة وتقبُّل المريض للتلبيسة: وهذا أمر شائع في البداية، لكن إذا استمر فيجب على المريض مراجعة الطبيب.
- مهاجمة الجسم للتلبيسة: حيثُ أن هنالك العديد من التلبيسات تكون على التصاق مباشر مع النسج حول السنيّة كاللّثة وغيرها. إذا لم يتقبَّلها الجسم فسيقوم برد فعل مناعي تجاهَها مما سيؤدِّي إلى التهابات لثويِّة حادّة.
- سقوط التلبيسة: وهذا الأمر يعود إلى خطأ ما ارتكبهُ الطبيب أسنان التركيب، أو يكون السبب في ذلك سوء المادة المستخدمة في الالصاق.
هل تلبيس الأسنان مؤلم؟
من أكثر الأسئلة الشَّائعة الّتي يتلقَّاهَا الأطباء من قبل المرضى المقبلين على تلبيس الأسنان هو: هل تلبيس الأسنان مؤلم؟
في الحقيقة لا يعدُّ تلبيس الأسنان مؤلم في الحالات الّتي لا يتأخر فيها المرضى عن مراجعة الأطباء عندما يحصل ضرر في السن، وذلك لأن معظم المرضى لا يذهبون للعيادات إلى في حالات متأخِّرة ويكون الألم هو السبب الرئيسي لمراجعتهم.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن تلبيسات الأسنان وأنواعها وميزات وعيوب كل منها ومدى الاهتمام من قبل العلماء والأطباء للخروج بمواد وتلبيسات تعوِّضُ عن السن الطبيعي قدر الإمكان. لذا يجب الحفاظ على صحة الفم والأسنان قدر الإمكان لأنه لا شيء يعوض الأسنان الطبيعية.
تابع ملهمون فلعلك تكون ملهمًا يومًا ما.