نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم

الثورة الصناعية في ألمانيا

0 295

مع نهاية القرن التاسع عشر ميلادي وبعد الثورة الصناعية في ألمانيا التي تم تصنيفها على أنها أقوى الدول الصناعية على مستوى العالم. وقامت كذلك بالتغلب على المملكة المتحدة التي كانت تعتبر في ذلك الوقت الدولة الصناعية الأولى في العالم. فيما كان الأمر الذي ساعدها على النهوض بواقعها يتمثل بامتلاكها المقومات الأساسية اللازمة لهذه الثورة الصناعية. وأهمها احتواء مناطق تحتوي على مخزون ضخم جداً من الفحم واحتوت كذلك مناطق شاسعة تحوي كميات كبيرة من الحديد الخام.

في هذه المقالة من ملهمون سوف نلقي الضوء على أبرز النقاط التي أسهمت في قيام هذه الثورة الصناعية. بالإضافة إلى تاريخها وأهم السمات المميزة لمراحل تطورها وحتى الوصول إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى.

نظرة عامة حول الثورة الصناعية في ألمانيا

بعد نهاية الحرب العالمية لوحظ نقص كبير للغاية في العمالة في ألمانيا (Germany). وبالرغم من ذلك، كانت البنوك في ألمانيا جاهزة للبدء بالاستثمار والقيام بالمشاريع، من أجل تطوير مجال الصناعة وهنا بدأت ملامح الثورة الصناعية في ألمانيا بالظهور. لتحتل بعد ذلك الدولة الألمانية مكانة عالمية في مجال الصناعة ومن أوائل الدول في صناعة الصلب والحديد، في حين أن العديد من الصناعات في ألمانيا تصدرت منتجاتها أسواق العالم.

الأمر الذي ساعد الثورة الصناعية في ألمانيا في تحقيق نقلة نوعية بمجال الصناعات المتنوعة يتمثل بمحاولاتها الحثيثة في التعافي بعد الحرب التي قامت بإنهاكها. ليحاول سكانها النهوض من جديد متحدين جميع الصعاب التي تعرضوا لها. وتم اعتبار ألمانيا فيما بعد من الدول المتصدرة في مجال تصنيع المعدات الكهربائية، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر. وبعد الوحدة الألمانية تم إغلاق الكثير من مصانع العزل والنسيج فيها، لكنها تجاوزت المشكلة بالنشاط في المجالات الأخرى.

ما قبل الثورة الصناعية 

بعد القرن التاسع عشر عانت ألمانيا من الكثير من المشاكل والأزمات التي قامت بشكل أو بآخر بإعاقة تقدمها. كما مرت بعدة أزمات أبرزها الأزمة الغذائية للعام 1866 والتي استمرت لمدة عام كامل وقلة نشاط في موانئها مما قاد إلى ركود اقتصادي كبير. أيضاً كان تفكك ألمانيا الإتحادية لعدة دول من أبرز العوائق التي وقفت في طريقها.  حتى توحدت هذه الدويلات الصغيرة وبدأت في العمل بهدف واحد لا غير يتمثل في إعادة بث الحياة في ألمانيا من جديد رغم كل ما حدث لها ما قبل الثورة الصناعية في ألمانيا.

اقرأ أيضا: شركة أديداس | 4 حقائق لا تعرفها عن أكثر الشركات شهرة

تطوّر الصناعة في ألمانيا

بعد قيام الثورة الصناعية في ألمانيا، تطورت المجالات الصناعية بشكل كبير، فيما كانت أبرز سمات هذه المرحلة:

العمالة في قطاع الصناعة بألمانيا

وفقاً للإحصائيات في عام 2017 وصل عدد العاملين في قطاع الصناعة إلى ما يزيد عن 6 مليون شخص في أكثر من 45300 شركة صناعية في ألمانيا. فيما بلغت القيمة الإجمالية بعد الثورة الصناعية 23% تم تحقيقها من خلال القطاع الصناعي الألماني، وبالمقارنة مع المملكة المتحدة البريطانية والتي تعد كذلك رائدة في الصناعة فقد بلغت القيمة الإجمالية للصناعات 12%، والجدير بالذكر أن مبيع السيارات في ألمانيا لعام 2017 وحده تجاوز 425 مليار يورو.

نسبة التصدير في الصناعة

بالتأكيد ليست جميع الصناعات الألمانية تباع في السوق المحلية الألمانية وحدها بل إن قسماً كبيراً منها أعدَّ من أجل التصدير لدول عدة وبشكل خاص فيما يتعلق بقطع الغيار والسيارات، وقد وصلت نسبة التصدير بعد الثورة الصناعية في ألمانيا بشكل عام 48% من الناتج كله أي ما يعادل النصف تقريباً.

أهم القطاعات الصناعية في ألمانيا

يوجد في ألمانيا قطاعات رئيسية تقوم بالسيطرة على الصناعة فيها. كصناعة الآلات والسيارات وكذلك الصناعات الكهربائية والصناعة الكيميائية، ومن أبرز الشركات فيها شركة بس إم دبليو، و فولكسفاجن وسيمبز. 

الاستثمار في البحوث

تجري الأبحاث في القطاعات الصناعية بغرض تطويرها حيث تقوم الشركات بإنفاق المليارات من الأموال على الباحثين. ووفقاً لآخر إحصائية بلغ الاستثمار في البحوث حوالي 9 مليار يورو. والذي يعتبر نقطة ممتازة لألمانيا لأنها لا ترغب في أن تعتمد على العلوم المتوفرة فقط. بل تسعى للقيام باكتشافات جديدة بنفسها تعمل على تطوير جميع القطاعات.

يعتبر الاقتصاد بعد الثورة الصناعية في ألمانيا متطوراً بشكل كبير فهو يعد الأكبر في أوروبا. والجدير بالذكر أنه يأتي في المركز الخامس على مستوى العالم بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي. بحيث يقوم قطاع ألمانيا الصناعي بإنتاج المنتجات ذات الجودة الأفضل، ويُعتبر اقتصاد ألمانيا من أكثر الاقتصادات من ناحية الاستقرار، وهو الأقل عرضةً لأن يمر في الأزمات المالية المتعاقبة وحالات الطوارئ.

هذا الأمر جعل من دولة ألمانيا قوة عظمى متحكمة في الكثير من المجالات بسبب القوة الاقتصادية التي تجعل منها مؤهلة حتى يكون لها دور بارز في كل ما تريد ففي الوقت الحالي خاصة تعتبر من القوى الأكبر اقتصادياً.

الصادرات في ألمانيا

تعد الصناعات التحويلية والصناعات الخدمية أهم الأنشطة الاقتصادية المهيمنة على السوق الصناعية الألمانية. فألمانيا تعتبر واحدةً من أكبر المصدّرين للسلع الشهيرة في العالم. وتتضمن سلة صادراتها على منتجات الآلات، والسيارات الحديثة وقطعها. والصناعات الكيميائية والغذائية، والصناعات المتنوعة كذلك،

تُعتبر كل من فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة البريطانية وإيطاليا شركاء تجاريّين رئيسيّين لألمانيا. فقد استفادت من السكان أصحاب المهارة العالية لسنوات عديدة من أجل النهوض بواقع اقتصادها وتطوير الصناعة فيها.

أخيراً نرجو أن نكون قد عرضنا أبرز الأسس التي ارتكزت عليها الثورة الصناعية في ألمانيا، وكيف حصل تطورها بعد الحرب العالمية التي قامت بإنهاك ألمانيا في ذلك الوقت، نتمنى أيضاً أن تكون التجربة الألمانية قد ألهمتك وتعلمت منها العديد من المعلومات وأهمها كيفية النهوض بعد الدمار ورؤية الفرص في كل مشكلة.

الثورة الصناعية في ألمانيا
تابع ملهمون فلعلك تكون ملهماً يوماً ما.
اترك رداً

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.

تم إضافة تعليقك بنجاح

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء ملفات الكوكيز في أي وقت إذا كنت ترغب في ذلك. موافققراءة المزيد