عند سؤالك عن الأعضاء الرئيسيّة في جسم الإنسان، لا بدّ أن يخطر ببالك القلب والدماغ، إلّا أنّ مصير هذين العضوين، وبالتالي مصير الجسد بأكمله، مرهون بسلامة عضوٍ آخر، وهو الرئتين.
تعتبر الرئتان العضو الأهمّ في الجسم، فالحفاظ على سلامتهما وعملهما بالشكل المثاليّ يُعتبر أهمّ وأوّل الأمور الواجب تأمينها في حال الإصابة بأيّ حادث يكن. يُشكّل سرطان الرئة أحد أشيع الأمراض التي تُصيب الرّئة، وبذات الوقت أخطرها، لذا سنبحث في مقالنا هذا عن أعراض سرطان الرئة، أسبابها، وطرق علاجها الممكنة، تابع معنا….
ما هو سرطان الرئة؟
سرطان الرئة، من أشيع أنواع السرطان والتي يبدأ في الرئتين. إن الرئتين عبارة عن عضوين إسفنجيين في الصدر يستخلصان الأوكسجين عند الشهيق ويطلقان ثاني أكسيد الكربون عند الزفير.
يعتبر سرطان الرئة سببًا رئيسيًّا للوفيات السرطانيّة في جميع أرجاء العالم. فالأشخاص الذين يدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، وعلى الرغم من أن سرطان الرئة يمكن أن يحدث أيضًا لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا، إلّا أنّ خطر الإصابة به يزداد بشكل واضح مع مرور الوقت وعدد السجائر التي دخنتها. لذا فإن الإقلاع عن التدخين يقلّل بشكل كبير من فرص الإصابة بسرطان الرئة.
اقرأ أيضا :أعراض سرطان المثانة وطرق العلاج
قد تتضمن علامات سرطان الرئة ما يلي:
- ألم صدر.
- آلام العظام.
- صداع الراس.
- بحة في الصوت.
- ضيق في التنفس.
- فقدان الوزن دون حمية.
- سعال مدمّى ولو بكمية قليلة.
- سعال مفاجئ لا يزول بمضادات السعال.
أعراض سرطان الرئة:
لا تظهر أعراض وعلامات سرطان الرئة في مراحله المبكرة بل عادة ما تكون الأعراض واضحة بعد تقدم وتطور المرض، وهذا ما يؤخر اكتشافه ويجعل إمكانية الشفاء أمرًا صعبًا.
ويشمل المرض طيفًا واسعًا من الأعراض التي تختلف قليلًا بحسب نمط السرطان، ومكان انتشاره، نذكر من أعراض سرطان الرئة:
- تعب ووهن عام وفقدان الشهية.
- ترفع حروري متكرر، وصداع شديد.
- اضطراب أو عسر بلع، وذلك عند انتشار الورم إلى المنصف.
- آلام عظمية، في المراحل المتقدمة عند وجود نقائل عظمية.
- تورم في الوجه والرقبة، وذلك في المراحل المتقدمة عند انتشار المرض.
- اضطراب صوت التنفس وسماع صوت وزيز في الصدر، بسبب تضيق القصبات الهوائية.
- ضيق نفس وصعوبة في التنفس تسوء مع تطور المرض، بسبب تضيق القصبات الهوائية.
- خشونة أو بحة في الصوت، وذلك بسبب السعال المزمن المستمر أو عند انتشار الإصابة إلى الحبال الصوتية.
- سعال مزمن خشن لم يكن موجود سابقًا، يستمر لمدة 8 أسابيع على الأقل، أو تغير طبيعة سعال قديم لديك.
- خروج دم مع السعال أو بلغم مدمى أو نفث دموي حتى لو كان بكميات قليلة، فهذا يستدعي مراجعة الطبيب على الفور.
- يمكن أن تعاني من آلام صدرية عند السعال أو الضحك أو عند أخذ نفس عميق، وذلك بسبب ضغط الورم على الأعصاب أو تطبيقه شد على جدار الصدر.
- فقدان وزن غير مفسر، عند خسارة الوزن بشكل ملحوظ من دون بذل أي جهد من شأنه تخفيف الوزن إلى هذا الحد، فإن ذلك يوجه إلى احتمال وجود ورم في الجسم.
- انتانات تنفسية ناكسة، مثل ذات الرئة(Pneumonia) والتهاب القصبات، وذلك بسبب ضغط الورم على القصبات وانسدادها أو تضيقها، وقد يسبب انصباب جنب عند تسرب مفرزات معينة خارج النسيج الرئوي.
تظهر هذه الأعراض بسبب انسداد المجرى الهوائي أو انتشار السرطان إلى كامل الرئة أو الرئة الأخرى أو أماكن أخرى من الجسم.
تشخيص أعراض سرطان الرئة:
يبدأ الطبيب بالفحص السريري، وعند توجهه لاحتمال وجود سرطان رئة يهيئ المريض لعدة تحاليل واختبارات، منها:
- صورة صدر شعاعية تكشف الكتل الصغيرة والمحصورة في الصدر.
- صورة رنين مغناطيسي أو تصوير طبقي محوري محوسب أو حتى تصوير مقطعي مطلق للبوزيترون إن وجد. وذلك عند الشك بانتشار المرض ووجود نقائل بعيدة.
- يمكن إجراء فحص خلوي للبلغم يكشف وجود خلايا ورمية، وذلك إذا كان سعالك منتجًا للبلغم.
- بالرغم من هذه الإجراءات لا بد من أخذ خزعة نسيجية تؤكد التشخيص، تؤخذ هذه الخزعة بعدة طرق.
طرق أخذ خزعة رئويّة:
- التنظير القصبي: حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا عبر الحلق إلى الرئتين، ما يسمح برؤية أفضل وفحص أقرب بالإضافة لأخذ عينة نسيجية.
- الإبرة الرفيعة: يمكن أن تكون موجهة بإحدى طرق التصوير الشعاعي كالتنظير. حيث يقوم الطبيب بإدخال الإبرة عبر جدار الصدر إلى النسيج الرئوي، وتسمح هذه الآلية بأخذ عينة من العقد اللمفية أيضًا وفحصها.
- تنظير المنص:، يجرى عادة في المشفى تحت تخدير عام. حيث يقوم الطبيب بإجراء شق في قاعدة العنق وإدخال أداة رفيعة وأدوات جراحية معينة لأخذ العينة.
يتم بعد ذلك فحص الخزعة النسيجية مجهريًا وتحديد طبيعة الخلايا المشاهدة وفيما إن وجدت خلايا ورمية خبيثة أم لا.
علاج السرطان الرئوي :
كما ذكرنا سابقًا، تظهر أعراض المرض بشكل متأخر، وهذا ما يؤخر التشخيص وبالتالي يزيد من صعوبة علاج المرض وإمكانية شفائه.
يقسم سرطان الرئة إلى نمطين رئيسيين، سرطان الرئة صغير الخلايا وسرطان الرئة كبير الخلايا، وهذا ما يجعل علاجه مختلفًا بحسب نمطه:
1. علاج سرطان الرئة صغير الخلايا
يكون علاج سرطان الرئة صغير الخلايا سهلًا وشافيًا، خاصةً عند اكتشافه في مراحله المبكرة.
نادرًا ما تكون الجراحة مستطبة في سرطان الرئة صغير الخلايا، وذلك بسبب الانتشار الواسع والسريع للمرض عند اكتشافه، ما يجعل الجراحة غير مفيدة للمريض إلا في حال وجود مضاعفات واختلاطات تستدعي إجراء استئصال أو جراحة معينة، وذلك لتحسين نمط الحياة وتخفيف الألم فقط.
2. علاج سرطان الرئة كبير الخلايا
يكون الشفاء صعبًا والمعالجة تلطيفيّة مسكنة للآلام ومخففة للأعراض فقط.
يحتاج سرطان الرئة كبير الخلايا للجراحة خاصة في مراحله المبكرة، وتتضمن هذه الجراحة استئصال فص واحد من الرئة أو أكثر أو استئصال كامل الرئة.
3. العلاج المشترك
في كلا النوعين قد تستطب المعالجة الكيميائية أو الشعاعية أو كلاهما، وذلك حسب مرحلة المرض، وخاصة عند وجود نقائل للعقد اللمفاوية أو نقائل حشوية أو حواف غير حرة أثناء الجراحة.
قد تستطب المعالجة الكيميائية البدئية قبل الجراحة وذلك عندما يكون الورم كبيرًا. ما يستدعي تقليصه أولًا ليصبح قابلًا للجراحة ثم استئصاله.
كما تختلف الخطة العلاجية أيضًا في كلا النمطين من سرطان الرئة بحسب مرحلة ودرجة انتشار الورم. وكذلك بحسب الحالة العامة للمريض ووضعه الصحي.
وبهذا نرى أنّ ضرورة الكشف عن أعراض سرطان الرئة تكمن في أهميّة عامل الزمن في مثل هذه الأمور. فالكشف المبكّر قد ينقذ حياتك، عدى عن أهميّة معرفة الأسباب المحتملة وتجنّبها، وذلك كالتدخين الذي يعتبر عاملًا رئيسيًا في مختلف السرطانات بشكل عام، وسرطان الرئة بشكل خاص. نتمنى أن يكون مقالنا ألهمك أهميّة الحفاظ على صحتك، كن ملهمًا أيضًا وأعطنا رأيك أو اسأل ما تريد….
