علاج مرض الثعلبة | إليك أحدث الاكتشافات حول هذا المرض
بعد صفعة ويل سميث المدوية لزميله كريس روك والتي سُمعت أصداؤها في أنحاء العالم، أصبحت هناك الكثير من التساؤلات عن مرض الثعلبة الذي دفع زوجته جادا إلى خسارة شعرها والتعرض للتنمر والسخرية.
وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسليط الضوء على معاناة مرضى الثعلبة بهذا الشكل. لذلك دعنا نتعرف على سبب هذا المرض وأعراضه مع الإشارة إلى أحدث طرق علاج مرض الثعلبة توصل إليه العلم حتى الآن.
ماهو مرض الثعلبة؟
الثعلبة هي مرض مناعي ذاتي غير ندبي وغير معدٍ. سببه خلل في الجهاز المناعي يدفع الخلايا المناعية المسؤولة عن حماية الجسم بشكل طبيعي إلى مهاجمة خلايا الجسم نفسه بسبب تمييزها على أنها جسم غريب. وفي حالة الثعلبة تهاجم المناعة الذاتية بصيلات الأشعار مما يؤدي إلى إضعافها وتساقطها. ولكن يبدو أن هذا التأثير ليس دائما حيث تعود هذه الأشعار للنمو بعد فترة بشكل طبيعي في كثير من الأحيان.
وتتفاوت الأرقام التي تحدد بدقة عدد المصابين بالثعلبة حول العالم. ولكن أشارت أحدث الإحصائيات إلى أن 1 من كل 50 شخص حول العالم سيتطور لديهم مرض الثعلبة خلال مرحلة ما من حياتهم.
ماهي أسباب الثعلبة؟
يؤكد العلماء أن هناك عاملًا جينيًا متهمًا بإحداث مرض الثعلبة. ويتكامل هذا الاستعداد الوراثي مع عوامل بيئية من داخل الجسم أو خارجه كالتعرض لمستضدات بعض الجراثيم والفيروسات. حيث يمتلك 20% من مرضى الثعلبة أقرباء آخرين مصابين بالمرض.
وقد نجح باحثون من جامعة كولومبيا في تحديد 8 جينات مسؤولة عن تطور مرض الثعلبة. وكانت هذه الجينات مرتبطة أيضًا بأمراض مناعية أخرى كالتهاب المفاصل الروماتيدي والنمط الأول من السكري.
وأغلب المصابين هم أشخاص في منتصف العمر، رغم أنها يمكن أن تصيب باقي الفئات العمرية بشكل نادر. كما ثبت ارتباطها بأمراض مناعية أخرى كالصداف والحساسية وأمراض الدرق.
ماهي أعراض مرض الثعلبة؟
تتميز أعراض مرض الثعلبة بأنها تتطور فجأة. حيث يستيقظ المريض في أحد الأيام ليلاحظ وجود فراغات في شعره تُصبح أكثر وضوحًا خلال عدة أيام أو أسابيع.
وتتميز بقع الثعلبة بأنها مستديرة بلون الجلد وخالية تمامًا من الأشعار. ويوجد حول المنطقة أشعار متكسرة تأخذ شكل إشارة تعجب النهاية الدقيقة للشعرة تكون متجهة للأسفل_ كما أنها غير حاكة وغير مؤلمة. وتبدأ غالبًا بفروة الرأس أو اللحية، ويمكن أن تمتد الثعلبة لتشمل كامل فروة الرأس في الثعلبة الكلية. وقد تمتد في حالات نادرة إلى جميع شعر الجسم بما فيها الحاجبان والرموش وتدعى حينها بالثعلبة الشاملة.
ماهو علاج الثعلبة؟
رغم أنه لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لمرض الثعلبة يمكن أن يناسب جميع المرضى، إلا أن الستيروئيدات القشرية لا تزال الخط الأول للعلاج. حيث يمكن تطبيقها على المنطقة المصابة موضعيًا أو حقنًا. ولا داعي للتخوف منها في هذه الحالة لأن الامتصاص الجهازي لها إلى داخل الجسم يكون ضيئلًا للغاية أو منعدمًا ولا يسبب أي مضاعفات. ولكن على أي حال يمكن أن يصفها الطبيب بشكل جهازي في الحالات الشديدة كالثعلبة الشاملة بجرعات مدروسة.
ويصف الأطباء أيضا دواء يدعى المينوكسيديل Minoxidil وهو موسع وعائي يعمل على زيادة جريان الدم لجريبات الأشعار وتحفيز نموها ويستجيب الكثير من المرضى بشكل جيد لهذا الدواء. بالإضافة لمواد كيميائية منظمة للمناعة يتم تطبيقها موضعيًا كالديفينسيبرون diphencyprone (DPCP), الذي نجح في علاج مرض الثعلبة لدى نسبة كبيرة من المرضى. ولكن برزت مخاوف حول استخدامه كونه حرض إصابة ثانوية بالبهاق_ مرض فقدان الميلانين البقعي لدى بعض المرضى.
كما لاحظ بعض المرضى تحسنًا في أعراض مرض الثعلبة بعد استخدام مرهم الديترانول(الأنترالين) الذي يُستخدم بشكل واسع لعلاج الصداف.
وقد تمكن علماء من جامعة يل yale university مؤخرًا من إختبار دواء جديد يدعى مثبط يانوس كيناز janus kinas inhibitor أو باريسيتينيب baricitinib أثبت فعاليته في علاج حوالي 40% من المرضى. ومن المتوقع أن يُحدث هذا الإكتشاف ثورة في علاج مرض الثعلبة. ومن المعلوم أيضًا أن هذا الدواء يمكن استخدامه لعلاج التهاب المفاصل المناعي.
كم يجب أن يستمر علاج مرض الثعلبة؟
يستجيب معظم المرضى بشكل جيد على العلاج الموضعي وقد تستغرق فترة الاستجابة الأولية 2_3 أشهر وتظهر الاستجابة العظمى خلال 6 أشهر إلى سنة. ومع ذلك قد يحتاج بعض المرضى إلى الاستمرار في العلاج لفترات أطول. ومن المهم الإشارة إلى أن العديد من المرضى يتعرضون للشفاء الذاتي حيث يعاود الشعر النمو بشكل طبيعي دون أي علاج.
ماذا عن العلاجات البديلة؟
يتداول العامة الكثير من العلاجات الطبيعية التي تدعي القدرة على علاج مرض الثعلبة بشكل كامل ونهائي. وتتضمن هذه العلاجات الثوم وشرائح البصل والعسل وغيرها، ورغم أنها ليست ضارة إلا أنها أيضا ليست فعالة، حيث لا يوجد بين أيدينا أي دليل على نتائجها الشافية على المرضى.
وفي ذات الوقت يوجد علاج آخر تتصاعد شعبيته في هذا المجال وهو حقن البلازما الغنية بالصفيحات prp. وقد رصدت بعض الدراسات فعاليته المحتملة ولكن لا يوجد له بروتوكول علاج واضح حتى الآن يحدد عدد الجلسات اللازمة للحصول على الاستجابة المطلوبة.
هل للتوتر علاقة بتطور مرض الثعلبة؟
يشيع كثيرًا لدى الناس ارتباط مرض الثعلبة بالتوتر والضغوط النفسية. ولكن الأدلة التي تدعم هذا الادعاء ضعيفة نوعاً ما. وقد أكدت إحدى الدراسات التي جمعت بشكل عشوائي إفادات مجموعة من المصابين بالثعلبة أن 6.7% من المرضى فقط أبلغوا عن تعرضهم لشدة نفسية في الفترة التي سبقت إصابتهم. لذا فالعلماء يفضلون اتهام السبب الجيني بالوقوف وراء هذا المرض أكثر من السبب النفسي.
وختامًا نرجو أن نكون قد نجحنا في الإجابة على أبرز التساؤلات التي لديك حول علاج مرض الثعلبة وآليته وأسبابه. وتجب الإشارة إلى ضرورة دعم مرضى الثعلبة نفسيًا واجتماعيًا وتثقيفهم حول مرضهم؛ لأن المعاناة النفسية لهؤلاء المرضى أشد من معاناتهم الجسدية.