نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم

فن الصمت | حان الوقت لتتعلم متى يكون الكلام مناسباً

0 478

قد تتعرض أنت أو غيرك للعديد من الضغوط والمواقف الحياتية المختلفة. التي تكون أحياناً مستفزة للإنسان أو أن الإنسان ذاته يكون في حالة نفسية لا تسمح له بتحمل أي نوع من الضغوطات. فيغضب لأتفه الأسباب وقد يترافق غضبه مع التلفظ بكلام غير لائق. أو جارح أحياناً لا يلبث أن يشعر بالندم بعد أن يهدأ. ويتمنى لو أنه صمت ولم يتفوه ببنت كلمة. وهنا في مثل هذه الحالات نحس بأهمية امتلاك فن الصمت عندما يتطلب الأمر منا ذلك. ولكن في الواقع فإن القدرة على الصمت وضبط النفس والتصرف بحكمة هي فن بحد ذاته وهذا ما سنتطرق إليه في مقالنا هذا.

 ما هو فن الصمت

يعرّف الصمت في اللغة بأنه السكوت والتوقف عن الكلام. وهو مهارة ليس بمقدور الجميع امتلاكها. كما أن إتقان فن الصمت إلى الكثير من التدريب. والقدرة على ضبط النفس والتحكم بالأعصاب.
ومن ثم يظن البعض من الناس أن الصمت هو دلالة على الضعف والخوف. إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ ومغلوط إذ إن الصمت أَحْيَانًا يكون أقوى وأبلغ أنواع الردود. وينطوي على العديد من الرسائل المبطنة والحقيقية التي تكون أبلغ وأشد أثراً من الكلام نفسه. يعود بفوائد كثيرة على الفرد على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الاجتماعي. ولا سيما الصمت الحميد الذي يحمي صاحبه من ارتكاب الأخطاء والتعرض للمواقف التافهة. ولكن لا يعني ذلك أن الصمت محمود بشكل دائم حيث يصبح الصمت أمراً مستهجناً ومرفوضاً في المواقف التي تستدعي الكلام. كقول الحقيقة وإخبار الأمور الضرورية.

كيف تتقن فن الصمت

يتفاوت الناس في قدراتهم على تعلم فن الصمت وإتقانه. ومن ثم فإن هذا الأمر يرتبط بالعديد من الصفات والخصائص التي يمتلكها الفرد والتي تميزه عن غيره من الأشخاص. كمستوى وعي الإنسان وإلى أي مدى لديه القدرة على فهم الآخرين واحترامهم. ولكن باستطاعة الشخص أن يدرب نفسه على اكتساب مهارة الصمت. وذلك عن طريق بعض الطرق والتمارين وبعض الخطوات البسيطة. وهذه بعض المعلومات التي تساعدك على إتقان فن الصمت:

التحلي بقوة الإرادة والعزيمة على تعلم وإجادة فن الصمت. ومحاولة اعتياد قلة الكلام وذلك بضبط اللسان وتعويده التزام الصمت عندما يستدعي الموقف ذلك.

تعويد النفس على الصبر: وذلك لأن تعلم الصمت يحتاج إلى صبر وتدريب النفس لفترة طويلة.

زيادة الثقة بالنفس: إذ إن الثقة بالنفس تساعد الإنسان على تمالك أعصابه في المواقف الصعبة والمستفزة. الأمر الذي يساعد الإنسان على سرعة تعلم مهارة الصمت الإيجابي.

تعويد النفس على كتم الأسرار وحفظها. وهذه العادة تساعد إلى حد كبير في إتقان الصمت.

الابتعاد قدر الإمكان عن مجالسة كثيري الكلام: حيث إن الاختلاط معهم يجعل الإنسان يكتسب بعضاً من سلوكهم. والتفاعل معهم بل الأنسب لمن يرغب في إتقان فن الصمت التعامل والاختلاط مع قليلي الكلام.

فن الصمت

ما هي فوائد الصمت بشكل عام

إن للصمت فوائد عديدة وكثيرة سنتطرق إلى عدد منها:

  • حسن الاستماع والإنصات إلى الآخرين وتعلم آداب الحوار.
  • تجنب الدخول في سجالات عقيمة وفرض احترام الفرد على الآخرين عند تعرضه لموقف صعب.
  •  استثمار الفرد لمهارات التفكير. وذلك من خلال التفكير بعمق في المواقف والظروف المحيطة به.
  •  العصمة من الوقوع في الثرثرة والغلط.
  •  امتلاك القدرة على التأثير في الشخص الذي يكلّمه مما يجعله يكثر من الإيضاح وتقديم المعلومات له.
  •  زرع شعور الحذر وأحياناً الغيظ من الطرف الذي يهاجم في الحديث حيث يمكن أن يكون للصمت في نفس الخصم أثر أكبر بكثير من الكلام.

كيف تتمرن على الصمت

إن البشر بطبيعتهم يحبون التحدث عن أشياء كثيرة. من مواقف آراء أفكار مشاعر قضايا مختلفة. وتختلف قدرة كل إنسان على إمكانية تعلّمه الصمت. وبالطبع هناك بعض الخطوات المساعدة والتمارين التي تساعد الفرد في إتقان فن الصمت وأبرزها ما يلي:

التمكن والقدرة من السّيطرة على النفس عند المشاركة في أحد النقاشات العقيمة

فالأفضل عندما يكون الحديث دون جدوى وعقيماً أن يلتزم الشخص الصمت. حيث يكون دور الصمت في هذه الحالة إنهاء الحديث بأسلوب لبق دون جرح مشاعر الطرف الآخر. أو الانتقاص من كرامته.

التدرّب بشكل ذاتي: وذلك بتدريب الإنسان نفسه على التزام الصمت وكذلك بإفساح المجال أمام نفسه. أو بالأحرى إعطاء نفسه فرصة للاعتماد على ذاته في توجيه نفسه. كما ومن أجل تحقيق أهداف تتعلق بموقف معين. الأمر الذي يساعد الفرد على الصمت بتركيز.

لعب دور المستمع: ويكون ذلك بعدم تعبير الشخص عن أفكاره. وما يدور في عقله قبل أن يقوم بالاستماع إلى آراء الجميع وأفكارهم كلها. بالإضافة إلى ذلك فمن الأمور التي تساعد وتسرع في إتقان فن الصمت البقاء صامتاً لمدة يوم كامل وبالطبع فإن هذا الإجراء يسهم في تنمية فن الاستماع من جهة. ومهارة الصمت من جهة أخرى.

 الاتصاف بالصمت عند التعرّض لمختلف المشكلات

إذ إن عدم إطلاق الأحكام المتسرعة وبشكل مسبق هو أمر حسن ومفيد للإنسان. والأفضل طبعاً تقييم ودراسة الوضع بصورة عقلانية. ومن كافة أطرافه وزواياه ومن ثم الانتقال إلى خطوة إيجابية ومناسبة بعيداً عن القرارات الاعتباطية والمتسرعة.

فن الصمت

 تدريب النفس على الصمت لأطول مدة ممكنة

وذلك بأن يحاول الشخص البقاء صامتاً في كثير من الحالات. وهو بذلك يخفف من توتره من جهة وينعم بالهدوء وراحة الأعصاب من جهة ثانية.

الاستفادة من أوقات الصمت في ممارسة نشاط الكتابة: كأن يكتب الإنسان مذكراته أو يكتب خواطر أو فقرة لمجلة. وهو بذلك يزيد من وعيه ويساعد نفسه للصمت أطول مدة ممكنة. دون أن يشعر بالضيق أو الملل.

الاستماع إلى الموسيقى: حيث إن استماع الشخص إلى موسيقى هادئة ومريحة للأعصاب يساعده على الشعور بالهدوء. وتدريب نفسه الصمت لأطول فترة ممكنة…

 القيام بالتأمل بصمت: إذ إن التأمّل الصّامت يمكنه من المحافظة على هدوئه لأطول مدة. إضافة إلى تصفية ذهنه ومساعدته على الاسترخاء.

وهكذا نجد أن الصمت لغة الأقوياء والعظماء يسلّح الإنسان بطاقة إيجابية. وهو بحق أبلغ من لغة الكلام.

ملهمون
    تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما
اترك رداً

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.

تم إضافة تعليقك بنجاح

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء ملفات الكوكيز في أي وقت إذا كنت ترغب في ذلك. موافققراءة المزيد