مهارات اتّصال الشخص بذاته| كتاب البرمجة اللغوية العصبية|ابراهيم الفقي | الباب الثاني
مهارات اتّصال الشخص بذاته ما زالت حتى يومنا هذا محط تساؤلات كثيرة جدًا، وتتنوع المحاضرات والكتب والدراسات التي كانت حول هذا الموضوع، لكن في مقالنا اليوم سنناقش هذه الفكرة من رؤية الدكتور ابراهيم الفقي بكتابه البرمجة اللغوية العصبية التي أصبحت علمًا قائمًا بحد ذاته.
نبذة عن مهارات اتصال الشخص بذاته
لكي تصبح متصل مميز فإنه يجب عليك أن تبدأ بالإدراك والتعلم والسيطرة على مهارات الاتصال الداخلي وإن تواصل الإنسان مع ذاته يتم داخل الشخصية الإنسانية، أي هي طريقة الاتصال بأنفسنا فعندما نفكر أو ندرك أو نركّز حسب معتقداتنا وقيمنا أي هو عالمنا الداخلي الذي يحضر فيه كل شيء أولا قبل إعلانه للعالم الخارجي. وفي ضوء ذلك يساعدكم موقع ملهمون للكشف عما يدور في داخلنا من خلال ملخص كتاب البرمجة اللغوية العصبية لإبراهيم الفقي ولنبدأ بالباب الثاني منه ألا وهو مهارات اتصال الشخص بذاته وسوف نستخدم مايلي :
مهارات اتّصال الشخص بذاته – الإحساس بالذات
لإدخال أي تغيير في حياتنا، علينا أولا أن تحس بذاتنا، وذلك بالتركيز على أفعالنا وأعمالنا وردود الأفعال ثم نقوم بتطوير وترقية القدرة على تفسير الأفعال والأعمال وردة فعل الجسم البشري حينما يحدث الانفعال.
لكل هذا علاقة بالإحساس الكامل بالذات فإن الإحساس بالذات وهو الخطوة الأولى نحو السيطرة عليها وترويضها.
وانطلاقا من الإحساس التام بالذات، سوف تبدأ ملاحظة أنماط السلوك المتكررة لديك وهي نقطة البداية على طريق تحسين الذات.
مثلا، إذا كان هناك شخص اعتاد تناول الطعام بسرعة كبيرة بسبب انشغاله الكبير. ففي البداية يجب عليه أن يدرك أن تلك العادة ليست عادة صحية.
والخطوة الأولى نحو تغيير تلك العادة غير الصحية هي أولاً التحقق من وجودها. الخطوة التالية هي تناول الطعام ببطء والمضغ بشكل جيد ومع أن الأمر يبدو أمراً بسيطا إلا أنه يفتح المجال أمام إدراج عادة جديدة مريحة وصحية أكثر من القديمة وسوف يستمتع الشخص بتناول وجبته و سرعان ما يشعر بتحسن صحته .
مهارات اتّصال الشخص بذاته – عملية التعلم
وهنا سوف نطلع على مبادئ عملية التعلم حيث هناك أربعة عناصر يجب ذكرها في عملية التعلم، وهي:
1– الشخص غير الكفء اللاواعي:
هو الشخص الذي لا يعي ما يجهله مثل الطفل الصغير الذي يريد ركوب الدراجة لأول مرة، فهو لا يعي عدم قدرته على ركوبها فهو يرى الآخرين يركبون الدراجات ويظن أن في إمكانه فعل ذلك وفي مجال الاتصال، لا يعي بعض الناس أن لديهم تصرفات سلبية تمنعهم من بناء أية علاقات مع الآخرين.
2- الشخص غير الكفء الواعي:
هو الشخص الذي يعي ما يجهله حيث إنه في المثال السابق لا يعي الولد الصغير أنه عاجز عن ركوب الدراجة، فيقرر المحاولة ويتفاجأ حين يقع على الأرض ويصاب بجراح وعندها يعي أنه يجهل ركوب الدراجة.
وفي مجال الاتصال فإن المعوقات التي تحول دون إقامة علاقة جيدة مع الآخرين هي: التحدث بإسراف عن الذات، قلة الابتسام واتخاذ موقف المدافع وهي أمور يجب تصحيحها، وعن طريق أن نتحقق أولاً من هذه المعوقات موجودة لدينا والإدراك هو أساس التحسين.
3– الشخص الكفء الواعي:
هو الشخص الذي يبدأ في عمل ما يلزم لتنمية مهاراته الضرورية لعمل ما يريد فالولد الصغير يستمع إلى شرح والده عن طريقة ركوب الدراجة. ويواصل المحاولة حتى يصبح كفء: يثبت نفسه، ثم يستعمل الدواسات ويضبط الاتجاه ونفس الشيء ينطبق على الناس الذين يميلون إلى كثرة الكلام، فيقررون عمل ما هو ضروري وهو تحسين البدء بالاستماع.
4– الشخص الكفء اللاواعي:
هو الشخص الذي يقومن بإعادة وتكرار المهارة المرغوبة حتى تتحول هذه المهارة إلى عادة والعادة هي المرحلة النهائية لعملية التعلم. فالولد يستطيع الآن ركوب دراجته دون النظر إلى الدواسات ويصبح كل شيء اوتاماتيكيا ً.
مهارات اتّصال الشخص بذاته -نموذج التغيير
قام الدكتور إبراهيم الفقي -رحمه الله- بتحديد نموذج للتغيير معتمدا على مقولة وليم جيمس. إذا أبديت اهتماما كافيا بنتيجة من المؤكد أن تصل إليها ويعتمد نموذج التغيير على تقسيمات تتضمن ست مراحل رئيسية هي:
المرحلة الأولى: لاحظ
أن الخطوة الأولى على طريق التغيير هي ملاحظة تصرفاتك الخاطئة.
المرحلة الثانية: قرر
أن الخطوة الثانية هي اتخاذ القرار ويجب أن يستند هذا القرار إلى إيمان قوي ويقين تام بأن التغيير ممكن.
المرحلة الثالثة: تعلم
ومع أن قرار التغيير هو قرار بالغ الأهمية إلا أنه ليس نهاية الامربل يجب عليك أن تتعلم كيف تمارسه. خذ مثلا ً أن شخص لا يعرف قيادة السيارة ولكنه قرر أنه سوف يقود. إلا أن اتخاذ القرار بأن يقود لا يفيد. دون قيام الشخص ببذل الجهود اللازمة لتعلم القيادة.
والتعلم يكون عن طريق: محاضرات، كتب، فيديوهات، ندوات، مؤتمرات. شخص لديه سلوك مماثل وبعد التعلم يمكنك الانتقال إلى مرحلة أخرى.
المرحلة الرابعة: استوعب
حاول بعض الأشخاص إحداث التغيير مرة واحدة. إلا أن هذه الطريقة صعبة وقد تؤدي فيما بعد إلى تجنب التغيير.وهنا تظهر مدى الحاجة للاندماج وإنّ الخطوات الصغيرة سهلة وتجعل التغيير تلقائيا. وتمكنك من استيعاب أكبر لما تعلمته ممّا يجعلها تصبح عادة .
المرحلة الخامسة: الممارسة
حيث بعد ممارستك لما استوعبته في حياتك اليومية سوف تخرج منك عاداتك، ولن يكون ذلك شيء بسيط لأنه سوف يتم اختبارك حيث أن عقلك اللاواعي سوف يمتحنك لمعرفة ما إذا كنت ترغب في هذا التغيير. وأن يحل محل سلوكك القديم.
المرحلة السادسة المواظبة
ويجب أن تكون قد اجتزت كل المراحل السابقة حتى لا ترتد إلى عاداتك القديمة.
وفي الختام أن إحساسنا بذاتنا ثمّ التطبيق الحقيقي لخطوات عملية التعلم وعناصرها الرئيسية ومن ثم تطبيق نموذج التغيير في كافة مراحله الستة نكون قد مضينا قدماً وقطعنا شوطا كبيراً في تعلم مهارات اتصال الشخص بذاته من خلال ملخص كتاب البرمجة اللغوية العصبية.