مشاكل العقد النفسية| أسبابها وكيفية التخلص منها
كثيراً ما يتم وصف بعض الأفراد من في مجتمعنا بكونهم أشخاص معقدين نفسياً و ذلك نظراً لبعض التصرفات أو السلوك التي يقوم به أو وجود بعض المتناقضات في حياته أو لرؤية أشياء معينة أو ضمن مواقف ما، مما يدفعهم إلى رد فعل غير عادي، وهذا مايصنف تحت مشاكل العقد النفسية. تؤثر العقدة النفسية على طريقة نظر الفرد لنفسه، وكيف يتصرف تجاه الآخرين، ويمكن أن تكون لها تأثير كبير على حياة ذلك الفرد، لكن سبب ظهور العقد النفسية غير معروف تماماً، سواء كان ذلك شيء يولد معنا أو أن بيئتنا تساعد في تشكيله، وملهمون سوف يقوم بشرح عام عن مشاكل العقد النفسية وطرق علاجها، تابع معنا…
تعريف مشاكل العقد النفسية
تعرف العقدة النفسية بأنها فكرة أوعدة أفكار مترابطة والتي يضمرها الانسان جزئيا أو كلياً، وتكون هذه الأفكار مترابطة بانفعال معين، بلإضافة لأنها تكون في صراع مع مجموعة من الأفكار الأخرى المقبولة من جانب الفرد، وتتصف بأنها استعداد لاشعوري لا يتنبه الفرد الى وجودها ولايعلم المنشأ أو أصلها، ويكون كل ما يحس به هو آثار العقدة النفسية في تصرفاته وشعوره وجسمه، ومن هذه الآثار القلق الذي يغشاه أو الشكوك التي تنتابه واضطرابات جسمية نفسية المنشأ، وحسب الدراسات الأشخاص الذين يشعرون بوجود عقدة نفسية ما لديهم فذلك نتيجة لما يقوله الناس عنهم.
عوامل ظهور مشاكل العقد النفسية
يوجد عدة عوامل تعد السبب بظهور مشاكل العقد النفسية وتتضمن :
الخوف من فئة معينة من الأشخاص:
وعادة ما تنشأ هذه العقدة النفسية عند الأطفال عندما يقوم أهلهم بتهديدهم أو تخويفهم من أمر معين أو فئة معينة من الناس .
صدمة انفعالية واحدة أو خبرات مؤلمة متكررة عند الإنسان:
إذا شاهد الشخص في طفولته حيواناً او كلب يهاجمه فجأة أو ينبح بصوت عالي، نتيجة لماحدث من الممكن أن يصاب بعقدة نفسية من الكلاب أو حتى من الممكن أن تتفاقم العقدة إلى الخوف من أغلب الحيوانات.
الأسلوب الشديد في التربية:
عند قيام الآهل بتخويف أبنائهم أو إشعار الطفل بالذنب وأن كل مايفعله غير صحيح، يؤدي ذلك إلى :
- ظهور مشاعر سلبية بالنقص والذنب والقلق والغيرة.
- تنشأ عنده العواطف الهدامة كالكراهية والحقد.
دلالات وجود مشاكل العقد النفسية
يتضمن كلّ تصرف نفسيّ عدة مميّزات وخصائص، ويتميّز السلوك النفسيّ المعقد بدلائل تدل على وجوده عند المعقد، وتمثّل هذه الدلالات ميزتين رئيسيتين وهما:
سلوك مبالغ فيه وزائد عن الحد
وهو ظهور السلوك المعقد من العدم دون وجود أي مثير أو تفصيلات بسيطة، وينتج عن ذلك ردود فعل حادة ومبالغ فيها وتهويل للمواقف البسيطة .
سلوك ومتكرّر وذاتي وتافه
هو ظهور التصرف المعقد مع وجود تبدل في ردود الأفعال وفقاً لما تقتضيه المواقف والمناسبات، فيظهر الخجل من الجانب النفسيّ مع تزامن إنبثاق الذاتيّة بكافة حدودها .
علاج مشاكل العقد النفسية
درس علم النَّفس سجل النمو الخاص بالفرد والذي يحدّد الأسباب الممكنة والمسببة لبعضِ الاتّجاهات الخاطئة، والتي تعزّز من فهم القناعات والخيارات غير السليمة، فأوجد الكثير من الطرقِ والأساليب العلاجيّة التي تساعد الفرد على التخلصِ من العقدِ النفسيّة التي يعاني منها بغض النظر عن نوعيتها، ومن الممكن أن يطبقَ الإنسان هذه الأساليب على نفسه أو قد يحتاج إلى الأخصائيين والمرشدين المختصين في نطاقات المعلاجة النفسية، وفيما يأتي مجموعة من أهم هذه الطُرق:
استدعاء الإرادة
هي تحفيز الشخص لنفسه في حلّ المشكلات التي تواجهه ؛ عبر استعمال عدة طرق وتكتيكات لتحكم على العادات والإنفعالات السيئة وعدم التسليم لها وتركها تتحكم فيه.
إظهار التلقائية والعفوية
هو أسلوب يعمل على تنشيط ودعم العواطف التي تعتمد على تقبل النّفس كما هي، من خلال :
- الابتعاد عن الخوض في الصراعات الداخلية معه.
- إطلاق العنان لنفس حتّى تتحرك وتتفاعل بدون قيود وهمية.
- تدريب النفس على الاسترخاء والتعامل مع المواقف المختلفة كما هي دون الخوض في معانيها والمبالغة في توضيحها.
مهاجمة الالتواءات السلوكيّة المعقدة
هي دور المرشد أو المختص في تفسير الجوانب التافهة والمبالغ فيها في رد الفعل، ونفي الحقائق المغروسة في مخيلة الفرد.
الابتعاد عن ظهور النّفس بصورة مختلفة
هي بقاء الفرد على شخصيته الأصيلة، والابتعاد عن الظهور بشخصية مغايرة عن تكوينته الأصلية، والحرص على التزام الصدق مع النفس في كافة أمور الحياة .
منح الفرصة للنّفس حتّى تعيش المراحل العمرية
أي محافظة الفرد على الترتيب المتدرج لعملية النضج، والبعد عن السعي للتّقدمِ بشكلٍ سريع في عيش مراحله العمرية.
الابتعاد عن الخجل
يتم الإبتعاد عن الخجل من خلال القيام بعدة أمور وتتضمن :
- اهتمام الفرد ببناء العلاقات الاجتماعية والتعرّف على أشخاص جدّدٍ في بيئات جديدة بشكلٍ مستمر.
- البحث عن الرفاق المقربين والافراد الذين يتبادلون الاحترام مع الأخرين.
- الاهتمام بالمحافظة على العلاقات الاجتماعيّة البنّاءة والسليمة.
العلاج الجماعي أو الأجتماعي
هو العلاج الذي يعتمد على اجتماع مجموعة من الأشخاص في الجلسة العلاجيّة الواحدة ويتم من خلال :
- يجب أن يكون أشخاص هذه المجموعة مشتركون بالمعاناةِ من عقدة نفسية متشابهة في ما بينهم.
- أن تكون جلسات المعالجة الجماعيّة منظمة من قبل المرشد بشكلٍ دقيق، ممّا يسهل على الشخص المعقد عملية الفهم في فهم نفسه وإدراكه للمشاكل التي يعاني منها الافراد الآخرون.
الاعتزاز بالذات
هي محاولة الإنسان تحقيق عدّة أعمال ونجاحات تساعده على الاعتزاز بنفسه وإحساسه بقدرته على الإنجاز.
الجلوس مع الذات بصدق
هي بحث الإنسان عن حقيقةِ ذاته حتّى يتمكن من معرفة من يكون وماذا يشعر، وحتى يستطيع الوصول إلى مرحلةٍ أفضل من فهم نفسه وتحديد هويته الشخصيّة والذاتيّة ومعرفة قدراته الفردية، وتحديد الإنجازات التي حقّقها.
وفي الختام من الواجب على الفردِ الحفاظ على ثقته بنفسه واعتزازه بذاته وإيمانه بنفسه، ومقاومته مخاوفه وتغلب عليها، ونبذ كل الأفكار السلبية والعادات السلبية من ذاته وتعلم عادات جيدة جديدة تمنحه القدرة على تجاوز هذه العقدة النفسية.