المشجعون نوعان، من يؤمن بالانتماء فقط لمجرد حب الفريق، أما النوع الآخر من يؤمن بالانتماء المتأصل في منتخب بلده وفريقه المحلي المفضل فقط. وسنتحدث في مقالتنا “لماذا نعشق المنتخب الفرنسي” السر الباطني لعشقنا للأجيال السابقة والقادمة لهذا المنتخب العريق.
لطالما تفاخر الشباب العربي بالمنتخبات الأوروبية وترعرع على متابعتها. والكثير منهم يحمل شأن ومكانة خاصة عند كل المشجعين من الأجيال الشبابية. وموضوعنا المنتخب الفرنسي الذي استولى على قلوبنا في كأس العالم 1998 برأسية اللاعب ذو الأصول العربية، زين الدين زيدان. ثم الجانب المظلم من ضرب زيدان برأسه للمدافع الإيطالي. ثم أودت بالكأس لمنتخب الغرينتا في كأس العالم 2006.
لذا لطالما كان الترابط بين المنتخبين الفرنسي ومشجعيه، ترابط قوي مبني على أحداث عاطفية وتاريخية سابقة وتتجدد، فكما يقال “التاريخ يعيد نفسه” وفرنسا تفوز بكأس العالم في روسيا 2018. لتزرع النجمة الثانية على قمصان هذا المنتخب العريق. وليتناسى المشجعون خيبات نهائي 2006 ونهائي اليورو 2016.
العراقة الحديثة للمنتخب الفرنسي
لا يمكننا إخفاء حقيقة أن المنتخب الفرنسي هو منتخب عظيم، بالرغم من كل ما يذاع عنه، على أنه منتخب حديث الولادة نسبياً. لكن لنكن شفافين، المنتخب الفرنسي بنى معظم عظمته وبطولاته القارية والعالمية آخر 30 عام. ولنكن أكثر دقة، منذ جيل ال97، الذي بدأ بحصاد البطولات ووضع فرنسا في المراكز الأولى في معظم الكؤوس والمحافل الدولية. لكن هذا الكلام لا يقلل من تاريخ المنتخب قبل هذا الجيل، حتى لو لم يحصد البطولات التي حصدوها الأجيال التي لحقت به.
زيد الدين زيدان
من لم يتابع ما فعله زين الدين زيدان في المنتخب الفرنسي منذ ظهوره لحد اعتزاله في عام 2006، فاته الكثير. كيف لا وهو أهم جواب للسؤال المطروح “لماذا نعشق المنتخب الفرنسي“. فهو من أسر فينا حب هذا المنتخب. بشخصيته المحنكة وريادته الفنية على أرض الملعب.
وبالرغم من الموقف الذي لا يحب مشجعو المنتخب ذكره، أو ما تسمى “نطحة زيدان”. من يتابع المنتخب الفرنسي يعلم ما فعله زين الدين زيدان طوال مسيرته الفنية مع المنتخب. ويتذكر أنها كانت كبوة للمقاتل الصلب الذي لم يتخاذل يوماً في تقديم كل ما لديه.
ولا يزال يصدمنا زيدان كمدرب أيضاً بفترة تدريبية ذهبية مع ريال مدريد، بثلاثية دوري أبطال أوروبا، ولم ولن ننسى فترته كمساعد مدرب مع أنشلوتي والفوز بالعاشرة حينها.
اللاعبين السابقين
لا ننسى حقبة اللعبين السابقين اللذين أسروا قلوبنا وحببونا أكثر فأكثر في هذا المنتخب ومنهم من أكمل في المجال الرياضي بعد الاعتزال، واحترف التدريب، كاللاعب “لوران بلان” الذي تميز بدفاعه الصلب فترة لعبه، وتميز بفترة تدريبه لبوردو وباريس سان جيرمان، رغم قلة تجاربه التدريبية مقارنة بالمدربين المحترفين.
والجدير بالذكر أن أهم الأسماء الموجودة حالياً بعد زيدان، “ديدي ديشان”، المدرب الفني الحالي للمنتخب الفرنسي والفائز معه بكأس العالم سابقاً كلاعب، وحالياً كمدرب.
التنوع الثقافي في المنتخب الفرنسي
منتخب فرنسا من أكبر المنتخبات الأوروبية تنوعاً ثقافياً وعرقياً، لما تتمتع به البلد من تخالط يضفي بجماله على تكوينه المنتخب من أفارقة وعرب وأوروبيين.
وهنالك بعض اللاعبين الحاصلين على الجنسية الفرنسية لكنهم من دول أوروبية أخرى كاللاعب أنطوان غريزمان ذو الأصول البرتغالية، لكن هذا التنوع لم يقلل من عطاء هؤلاء اللاعبين ولم يخفف من حماسهم وانسجامهم على أرض الملعب، بل أضاف لهم هدف مشترك وهو الظهور كفريق منافس رغم كل الانتقادات والضغوط.
الأجيال الموهوبة في المنتخب الفرنسي
لم يمر المنتخب الفرنسي بجيل متواضع يحمل اسمه، فمنذ عام 1997 وهو يركز على بناء جيل متوازن يضم عنصر الشباب من 18 حتى 23. ويضم أيضاً اللاعبين المخضرمين، التي تتراوح أعمارهم بين 28-33 عام. وكمثال على ذلك، فالمنتخب الفرنسي الحالي يضم عنصر الشباب كالمهاجم الموهوب كيليان مبابي وعثمان ديمبلي ويضم المهاجمين المخضرمين كانطوان جريزمان وأولفييه جيرو.
أما عن خط الوسط فيضم الخبرة نجولو كانتي وبول بوجبا ويضم عنصر الشباب مثل سيلمي كامافينكا. ناهيك عن خط الدفاع المتنوع والحراسة.
وسنتحدث عن أبرز الأسماء الجديدة التي استدعاها المدرب ديدييه ديشان. أبرزهم كريستوفر نكوكو مهاجم لايبزغ الألماني، والمدافع جونثان كلوس، وستكون مشاركتهم الأولى مع المنتخب الفرنسي.
وشهدت التشكيلة رجوع بريسنيل كيمبيمبي لاعب باريس سان جرمان، بعد الاستغناء عنه في بطولة أمم أوروبا لتدني مستواه. ورافايل فاران وبول بوغبا لاعبا مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعد غيابهم عن النافذة الدولية بسبب الإصابة.
ولن يتمكن ديشان من الاعتماد على فيرلان مندي لاعب ريال مدريد الإسباني وتوما ليمار لاعب أتلتيكو مدريد، بسبب الإصابة.
وتستعد فرنسا للدفاع عن لقبها الذي توجت به صيف 2018 في روسيا. بعد ما تعرفت على هوية المنتخبات التي ستواجهها وهم المنتخب الالتونسي ومنتخب الدنمارك، وسنشهد مواجهة من الطراز الرفيع بين المنتخب الفرنسي والمنتخب التونسي الشقيق.
تشكيلة المنتخب الفرنسي في كأس العالم
- حراسة المرمى: ألفونس أريولا، هوغو لوريس، مايك مينيان.
- خط الدفاع: جوناتان كلوس، لوكا ديني، لوكاس هرنانديز، تيو هرنانديز، بريسنيل كيمبيمبي، جول كونديه، بنجامان بافارد، رافايل فاران.
- لاعبو الوسط: ماتيو غندوزي، نغولو كانتي، بول بوغبا، أدريان رابيو، أوريليان تشواميني.
- مهاجمون: وسام بن يدر، كينغسلي كومان، أنطوان غريزمان، كريم بنزيما، موسى ديابيه، كيليان مبابي، كريستوفر نكونكو.
الاستقرار الإداري للمنتخب الفرنسي
يشهد المنتخب الفرنسي استقراراً فنياً وإدارياً منذ استلام المدرب ديدييه ديشان زمام المسؤولية، وعلى الرغم من بعض المشاكل التي تحصل بين لاعبي المنتخب، كالمشكلة الواقعة بين فالبوينا وكريم بنزيما التي حرم من خلالها بنزيما من اللعب للمنتخب لمدة 3 سنوات قبل عودته. إلا أن المنتخب يقدم وينجز على أرض الملعب. وهذه النقاط تحسب للإدارة الفنية والمدرب الفني والاتحاد الرياضي الفرنسي.
في نهاية مقالتنا “لماذا نعشق المنتخب الفرنسي” وتعرفنا على أهم النقاط الإيجابية التي يتمتع بها المنتخب الفرنسي. نستنتج أننا على موعد مشوق لمتابعة المنتخبات الأوروبية والعربية والأمريكية في كأس العالم 2022 في قطر.