الضحك من دون سبب | عادة سلوكية سيئة أم دلالة مهمة في علم النفس
جميعنا نحب الضحك ويحدث معنا مواقف شتى في حياتنا اليومية تكاد توقعنا ضحكاً. ولكن قد نلاحظ أحياناً أن أكثرنا يضحك في بعض الأوقات من دون وجود مسبب للضحك. أو ربما موقف بسيط يجعلنا نبدأ بالضحك حتى نكاد نختنق ونتساقط دموعنا ضحكاً. فقد ينتاب المرء بعض من نوبات الضحك الفجائية والتي لا يتمكن فيها من ضبط نفسه والسيطرة على ضحكه. وقد يكون الأمر محرجاً في بعض المواقف أو غريباً. فيا ترى ما السبب وراء الضحك من دون سبب؟
لمحة صغيرة عن الضحك
في الواقع إن الضحك هو من السمات الجميلة التي قد يتصف بها الإنسان. وهو من أكثر التجارب العاطفية التي تنتقل بالعدوى. ومن الجدير بالذكر أن الضحك لا يتوقف فقط على لحظات شعور المرء بالفرح والسعادة أو في فترات تواصله مع الآخرين. بل قد يحدث الضحك في حالات الإحراج الشديدة أو أحياناً عند التعرض لمضايقات من المجتمع المحيط. وقد يسهم الضحك بشكل كبير في تطوير العلاقات بين الأفراد. وانتشار المحبة وتقبل الآخرين بشكل أكثر سلاسة وراحة.
هل الضحك بلا مبرر مشكلة
على الرغم من أن نوبات الضحك غالباً لا يمكن ضبطها أو السيطرة عليها. وهي عبارة عن ردات فعل لمواقف مفرحة أو مضحكة أو حتى مواقف محرجة. إلا أن فوائده ومنعكساته إيجابية وعديدة. إن الضحك يقوي جهاز المناعة بشكل كبير فهو يعمل على ارتخاء العضلات. كما أن الضحك ينشط الدورة الدموية في الجسم فهو يساعد في تدفق الدم بشكل منتظم كما وينظم عمل القلب. مما يساعد في حماية القلب من الإصابة بالأمراض أو التعرض للجلطات.
هذا بالإضافة إلى أن الضحك يساعد في تحفيز وتنشيط العمليات العقلية فهو يساعد في تخليص الإنسان من التوتر والقلق. ويسهم في تحسين المزاج وزيادة إفراز هرمون السعادة. وإن الضحك بصوت منخفض بحيث يكاد لا يسمع يزيد من إفراز هرمون الأندروفين. ويساعد هذا الهرمون في تنشيط مشاعر الإحساس بالفرح والسعادة. ومن الجدير بالذكر أن تأثير هذا الهرمون يشبه لتأثير المخدرات. وهو أحد الأسباب الذي يجعل الضحك من أشد المشاعر المعدية بالفعل. وكما ذكرنا في السابق أن الضحك يعمل بشكل فعلي إلى تنشيط الدورة الدموية إلى حد ما. فهو يسهم بتحسين وتنشيط المرونة العقلية والجسدية أيضاً وتحسين الوضع النفسي للشخص فإن قليلا من الضحك لا يختلف عن جلسة تقوية وتمرين للدماغ أو للجسد.
وفي الحقيقة يعود الضحك بمثابة مسكن ألم فهو يساعد في تخفيف بعض الآلام كما يساعد في التخلص من الضغط والقلق وكثرة التفكير لذا ينصح دائماً بالضحك وخصوصاً للأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة فإن تحسين المزاج والشعور بالبهجة والسعادة يساعد بشكل كبير جداً على تسريع الشفاء والتخفيف من الآلام ومن مضاعفات المرض بشكل عام.
لمحة عن الضحك من دون سبب
في البداية عندما تسمع صوت شخص بدأ بالضحك فإنك ستتخيل للوهلة الأولى أنه يتكلم مع شخص آخر أو ربما شاهد موقفاً مضحكاً أو ربما سمع إحدى النكات فبدأ بالضحك. أي قد يجول في خاطرك الكثير من التوقعات والاحتمالات. ولكن تخيل لو أن صوت الضحك الذي سمعته هو صوت صادر عن شخص يجلس بمفرده فقط أو ربما شخص يجلس في عزاء أو يسير في جنازة. ففي هذه الحالة بالفعل لن يكون الموقف لطيفاً للغاية.
وفي الواقع إن الضحك من دون السبب وأيضاً البكاء من دون سبب ظاهرة غريبة جداً ويصعب على العلماء تفسيرها. فلا يوجد أسباب محددة تجعل الإنسان يضحك أو يبكي من دون مسبب. فإن الضحك بتعريفه هو ردة فعل على موقف أو مثير يحدث بعض النظر إذا كان مفرحاً أو محرجاً أو حتى حزيناً. فقد ينتابك موجات من الضحك المميت عند تلقيك خبر وفاة أحد أعز أصدقائك. وإن الضحك لا يشكل دائماً عملاً إيجابياً فقدا بكون أحياناً ذو منعكسات سلبية.
بعض أسباب الضحك من دون سبب
لقد سعى علماء النفس والفلاسفة إلى تفسير ظاهرة الضحك من دون سبب وقد تعددت التفسيرات والأسباب النفسية لهذه الظاهرة الغريبة وغير الاعتيادية. وحسب عالم النفس داروين فقد نصت نظريته على أن الضحك عبارة عن نوبات مضطربة من العواطف لا يمكن السيطرة عليها. وتكون عبارة عن موجات متكررة يصعب على المرء التحكم بها وضبط نفسه. والتي تجعل الشخص يضحك بشكل مستمر من دون وجود مسبب للضحك.
أما هذه الحالة فقد سميت بمتلازمة التأثير البصلي الكاذب. ومن المؤسف أن هذه المتلازمة بالفعل هي اضطراب مؤلم قد يصيب الفرد فتجعله يعبر عن مشاعره الكامنة حتى ولو كانت تتعارض مع الفرح والسرور بالضحك المستمر والمتواصل. ومن ناحية أخرى فقد اعتقد بعض علماء النفس أن نوبات الضحك من دون سبب هي مؤشر واضح يدل على بلوغ حالة متقدمة من الاكتئاب. وعلى تخزين كمية هائلة من الطاقة السلبية التي يتم تفريغها بالضحك كردة فعل معاكسة لتلك المشاعر المكبوتة.
آثار الضحك المفرط
قد ينتج هذا الضحك عن خلل معين في الجسم وبعض الاضطرابات الجسدية ومنها تذكر على سبيل المثال إصابات الدماغ. ومرض الزهايمر وأيضاً مرض الشلل وبعض حالات التصلب المتعددة والسكتات الدماغية. وأيضاً من بعض التفسيرات المتداولة الأخرى هو اضطراب في توصيلات الدماغ فقد تكون غير طبيعية. وفي الواقع هي عبارة عن حالة من الرعب والخوف الشديد تجاه السخرية وتكون هذه الحالات عادة ناتجة عن مواقف متراكمة سابقة ولها أثر عميق في النفس.
وفي الحقيقة إن هذه الحالة تبين حب الشخص للضحك وهناك حالة نفسية أخرى تدعى الكاتا بلاستيكية. وهي نوع من الاضطرابات التي تعني حب الضحك على الآخرين والاستمتاع بالسخرية منهم. وفي الواقع إن لهذه الحالات مضاعفات عديدة فهي تثير حالة من التوتر والقلق الشديدين عند الفرد فهي تكسب الفرد شعور عدم الإحساس بالكفاءة تجاه الآخرين. الأمر الذي يسبب حالة من الاكتئاب الشديد فيبدأ المرء بالبحث عن إحدى العلامات والأشياء التي تساعده على السخرية.