نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم

اضطراب الشخصية الهستيرية | التوصيف العلمي للدراما كوين

0 355

بينما نعيش جميعًا في عالم واحد مشترك شبه متفقين على توزيع أدوارنا فيه، فإن الشخصية الهستيرية تعيش في عالم آخر خاص بها. وعالمها هو مسلسل درامي طويل من بطولتها طبعًا، وجميعنا نؤدي أدوارًا رئيسية أو ثانوية فيه تبعًا لأهميتنا بالنسبة لها. لذا فإن كلمة هستيريا لا تشير لضرب من ضروب الجنون كما قد يتبادر لذهنك عند سماعها، بل هي أقرب لكونها ضربًا من ضروب الفنون، فالمصابون باضطراب الشخصية الهستيرية يتمتعون بقدرات تمثيلية عالية. ولكنهم للأسف لا يستطيعون التكيف مع المجتمع. وإذا كنت ترغب بأن تعرف أكثر عن هذه الشخصية وصفاتها وعلاجها فتابع معنا هذا المقال.

 

ماهو اضطراب الشخصية الهستيرية

يصف اضطراب الشخصية الهستيرية histrionic personality disorder حالة نفسية غير مفهومة تمامًا يرغب فيها الشخص بالحصول على انتباه الآخرين طوال الوقت مع عدم استقرار عاطفي. وهي تنتمي لاضطرابات الشخصية من المجموعة B. وتسمى هذه الشخصية أيضًا بالشخصية الدرامية أو المسرحية، لأنها تتصرف كما لو أنها تقف فعلًا على خشبة المسرح. حيث تبالغ في ردات فعلها وإيماءاتها وتبدو ملامح وجهها ولغة جسدها مفرطة التعبير. لذا قد يُشار إلى هذه الشخصية في اللغة الدارجة بالدراما كوين.

 

ماهو اضطراب الشخصية الهيستيرية

وتفيد الدراسات الإحصائية بأن معدل انتشار هذا الاضطراب هو 2% من مجموع السكان، أي أنه اضطراب غير شائع نسبيًا. كما تبلغ نسبة إصابة النساء به أربع أضعاف الرجال. ولكن على أي حال، تقترح بعض الدراسات أن نسبة انتشاره متساوية بين الرجال والنساء. إلا أن أعراضه تكون صارخة أكثر لدى النساء أو مرفوضة اجتماعيًا بشكل أكبر مما يزيد فرصة تشخيصه لديهن أكثر من الرجال.

ماهي صفات الشخصية الهستيرية

إن هنالك عددًا من الصفات والأعراض التي يتشارك بها معظم المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية وهي:

  • الرغبة في جذب انتباه الآخرين والحصول على اهتمامهم طوال الوقت.
  • سلوك شاذ أو مبتذل يهدف للفت الأنظار.
  • ارتداء ملابس فاضحة أو فاقعة الألوان أو غير متناسبة مع مكان تواجدهم.
  • الضحك بصوت عالي وبطريقة غير مقبولة اجتماعيًا.
  • مشاعر سطحية متمحورة حول الذات مع فقدان التعاطف مع الآخرين أحيانًا.
  • الاعتقاد بأن علاقاتهم أكثر قوة وحميمية مما هي عليه في الواقع.
  • التصرف بطريقة مغرية أو جذابة حتى مع الأشخاص الذين لا يبدون مرشحين لعلاقات عاطفية معهم.
  • الأنانية والاعتماد على المظهر بشكل أساسي لنيل التقدير والاحترام.
  • الرغبة في الحصول على رضا الآخرين وإعجابهم بسرعة.
  • حساسية شديدة للنقد.
  • آراء جذابة ورنانة ولكنها خالية من الأدلة المنطقية.
  • أسلوب كلام غامض يفتقر للتفاصيل.
  • كراهية للروتين وحب مبالغ به للتجديد والحداثة.
  • علاقات اجتماعية غير مستقرة ومتبدلة بانتظام.
  • التأثر بآراء الآخرين بشدة وانجراف غير واعي وراء التيارات الجديدة.
  • انفعال عاطفي مبالغ فيه؛ سلبي أو إيجابي قد يسبب إحراجاً لمرافقيهم في الأماكن العامة.
  • تقييم أنفسهم بناءً على آراء الآخرين عنهم وتقييمهم لهم بعيدًا عن حقيقة من يكونون هم في الواقع.

ماهي أسباب نشوء هذا الاضطراب

صفات الشخصية الهيستيرية

تقف مجموعة من العوامل الموروثة والمكتسبة وراء نشوء هذا الاضطراب. حيث قدرت الأبحاث قابلية وراثة اضطراب الشخصية الهستيري ب31%. وتبقى النسبة الأكبر للعوامل المكتسبة مثل الإساءة والإهمال في فترة الطفولة أو عدم الحصول على الإشباع العاطفي وتراجع دور الأبوين في توفير الاهتمام والدعم للطفل، مما يدفعه إلى محاولة تعويض ذلك بعد البلوغ. وتساهم أيضًا التربية المتساهلة جدًا أو غير المتوازنة في تطور هذه المشكلة.

كما تزداد خطورة حدوث هذا الاضطراب عند وجود سلوكيات مشابهة له عند الوالدين مثل عدم الأنانية وعدم استقرار العلاقات والمشاعر السطحية المتقلبة. أضف إلى ذلك إدمانهم للكحول أو المخدرات وغيابهم من حياة الطفل.

ماهو العلاج

تبدأ الخطوة في العلاج عندما يعترف المريض بوجود اضطراب في مشاعره وسلوكه، إلا أن هذا لا يحصل إلا نادرًا. لأن هؤلاء المرضى لا يلاحظون أي مشكلة في تفكيرهم وسلوكهم بل قد يوجهون أصابع الاتهام لمن حولهم حول كونهم مضطربين. وغالبًا ما يراجعون الطبيب بأعراض اكتئاب أو قلق ناجمة عن علاقاتهم الاجتماعية المعقدة وغير المستقرة أكثر من مراجعتهم بسبب أعراض اضطراب الشخصية بحد ذاتها.

ومثل باقي اضطرابات الشخصية فإن العلاج ينقسم لنوعين هما:

  • العلاج النفسي

ويتضمن العلاج السلوكي المعرفي الذي يناقش مشاكل المريض التي تؤرقه أكثر من غيرها ويعمل على حلها. كما يشرح للمريض طبيعة اضطرابه ويساعده على فهم مشاعره وتصرفاته ولماذا هي خاطئة في الواقع، ويعمل على بناء ثقة المريض بنفسه وتقوية علاقاته الاجتماعية وتعليمه كيفية تقييم ذاته بشكل حقيقي بعيدًا عن آراء الآخرين. كما أثبت العلاج النفسي الديناميكي فعاليته في علاج هذا الاضطراب عبر اكتشاف الأسباب الكامنة وراء نشوئه بالعودة إلى مراحل الطفولة الباكرة وتجارب المريض السابقة ثم التصالح معها والتغلب عليها.

  • العلاج الدوائي

لم توافق ال FDA على علاج معياري لاضطراب الشخصية الهستيرية، إلا أن العلاج الذي يصفه الطبيب النفسي يكون موجهًا للأعراض الأكثر وضوحًا أو إزعاجًا للمريض مثل مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج ومضادات القلق، وجرعات منخفضة من مضادات الذهان في بعض الأحيان.

ما الفرق بين الهستيريا والشخصية الهستيرية

الفرق بين الهيستيريا واضطراب الشخصية الهيستيرية

يوجد الكثير من الخلط بين الهستيريا واضطراب الشخصية الهستيري، لكنهما في الواقع اضطرابان مختلفان. حيث أن الهستيريا هي فقدان وظيفة عضو ما بسبب مشكلة نفسية مرتبطة به كامنة داخل المريض دون وجود مرض عضوي حقيقي. مثل فقدان النطق أو الشلل الهستيري أو فقدان الإحساس في منطقة من الجسم، إذًا فهو نوع من الاضطرابات التحويلية.

أما اضطراب الشخصية الهستيري فهو مجموعة مشاعر وأفكار وسلوكيات مضطربة دون مظاهر جسدية. وعلى أي حال، قد يتطور اضطراب الشخصية الهستيرية ليشمل نوعًا من الهستيريا في بعض الأحيان.

وفي النهاية، هذا هو أهم ما يتعلق باضطراب الشخصية الهستيرية أو شخصية “الدراما الكوين” التي يوجد نفور اجتماعي منها بسبب مشاعرها المتقلبة وسلوكها المزعج للآخرين. ولكن قد يكون هؤلاء الأشخاص بالفعل ضحية لطفولة غير سوية وظروف خارجة عن إرادتهم، لذا يجب مساعدتهم على الحصول على استشارة نفسية والخضوع للعلاج المناسب كي يتمكنوا من الانخراط في عالمنا بشكل أفضل.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
اترك رداً

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.

تم إضافة تعليقك بنجاح

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء ملفات الكوكيز في أي وقت إذا كنت ترغب في ذلك. موافققراءة المزيد