متلازمة العيون البنفسجية | تعرف على السر العجيب وراء هذه الظاهرة الإعجازية
عيناكِ غابتي نخيلٍ ساعة السحر … أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر.
نعم إنها العيون أجمل ما في الإنسان, فكمْ من شاعر تغزل بلون العينين. فلكل لون من ألوان العيون سحره الخاص. وللعيون كما نعلم ألوان عدة هي الأخضر والبني والأزرق والعسلي والرمادي.
وهي ألوان مألوفة للجميع لا نحس تجاهها بالغرابة أبداً. ولكن ماذا لو أخبرتك بأن لون عيوني بنفسجي مثلاً. هل ستجد الأمر طبيعياً؟ وهل اللون البنفسجي للعينين شائعٌ ومعروفٌ؟ بالطبع لا.
فما قصة العيون البنفسجية هذه؟ ولماذا إذاً يوجد أناس لهم عيون بنفسجية؟ فالمعرفة المعلومات الكاملة عن متلازمة العيون البنفسجية أو ما يسمى بمتلازمة الإسكندرية. تابع مقالنا هذا وإليكم هذه المعلومات.
حقيقة متلازمة العيون البنفسجية (متلازمة الإسكندرية):
على الرغم من وجود عيون بنفسجية purple eyes بالفعل لدى بعض البشر الذين تعرضوا للإصابة بمتلازمة الإسكندرية. إلا أنه في الواقع فإن متلازمة العيون البنفسجية هي متلازمة افتراضية ويشوب تفسيرها الكثير من الإشاعات والمعلومات غير الصحيحة حول من يحملون هذه العيون البنفسجية.
أما علمياً فإن تلون عيني الشخص باللون البنفسجي فإن له أسبابا متعددة أغلبها يعود إلى عوامل مرضية سوف نذكرها بالتفصيل.
أسباب الإصابة بمتلازمة العيون البنفسجية:
ثمة مجموعة من المشكلات الصحية والظروف الطارئة التي تجعل قزحية العين تفقدا لونها الأصلي. وتتلون باللون البنفسجي من أهمها:
الإصابة بأورام القزحية تؤدي لمتلازمة العيون البنفسجية
قد تتعرض قزحية العين لورم يطال أنسجة القزحية أو المنطقة التي تقع خلف القزحية مباشرة. وتكون هذه الأورام في الغالب عبارة عن زوائد ملونة شبيهة بالشامات تكسب القزحية لوناً غريباً عن لونها الأصلي وغالباً ما يميل اللون الجديد في القزحية نتيجة هذا الورم إلى اللون البنفسجي. ومن الجدير بالذكر أن بعض حالات هذه الأورام يكون خبيثاً.
اضطراب متلازمة هورنر
تحدث متلازمة هورنر عادة نتيجة تعرض الشخص لحادث يسبب أذيّة في الحبل الشوكي أو نتيجة الإصابة بسكتة دماغية مما يلحق ضرراً وأذيّة بالأعصاب الوجهية.
تتسبب هذه المتلازمة بفقدان إحدى القزحيتين في إحدى عيني الإنسان لونها الطبيعي. ويترافق ذلك مع حدوث أعراض أخرى لدى الشخص مثل ارتخاء جفن العين وعدم حدوث تعرق في الجانب من الوجه الذي تتواجد فيه العين المصابة. وينتهي الأمر بفقدان العين لونها الطبيعي وتلونها باللون البنفسجي.
التعرض للحوادث وحالة Uveitis
فعند تعرض شخص ما لحادث معين قد يلحق أنسجة العينين أذى وضرر معين يسبب تغير لون العيون.
يطلق على هذه الحالة أيضاً اسم حالة التهاب التنبيه ,وهي عبارة عن التهابات تصيب العين وتؤدي إلى تورم العين وأحياناً تسبب فقدان البصر لدى المصاب أو تغير لون العينين إلى اللون البنفسجي.
كما أن تناول أنواع محددة من الأدوية قد تكون سبباً في تغير لون العينين إلى اللون البنفسجي ومن أمثلتها تناول أدوية البروستاغلاندينات التي تستخدم لعلاج مرض الزرق. وأدوية البيماثوبزوست التي تستخدم لتطويل الرموش.
حالات طبية خاصة تؤدي إلى تغير لون القزحيتين:
في الواقع هناك عدد من الأشخاص يتعرضون لعوامل مرضية معينة في العينين ينتج عنها تغير لون القزحيتين لدى نفس الشخص. بحيث تبدو كل عين بلون مغاير عن العين الأخرى. أو في بعض الأحيان تظهر قزحية العين الواحدة متدرجة بعدة ألوان. فما سبب ذلك يا ترى؟
إن هذه الحالة تحدث غالباً نتيجة حدوث نوع من الطفرات الجينية الوراثية التي تكون في أغلب الأحيان آمنة وغير مقلقة. ولكن لا بد من استشارة الطبيب عند حدوث مثل هذه الحالة. إذ أنه ربما كان العامل المسبب له علاقة بمتلازمة هورنر وهنا في مثل هكذا حالة لا بد من تلقي العلاج اللازم.
بعض التغيرات الطبيعية التي تحدث للون عيون الأطفال بعد ولادتهم:
في الحالة الطبيعية لا يبقى لون عيني الطفل منذ ولادته ثابتاً بل يتغير. فحين يولد طفل جديد في العائلة ترى الجميع مهتماً بلون عينيه التي تكون غالباً بنية وأحياناً تكون زرقاء أو رمادية. ولكن في الواقع فإن لون عيني الطفل لا يستقر بصورته النهائية حتى عمر السادسة. وفي حالات نادرة قد يتغير لون العينين مع التقدم في العمر. وهذه أهم التغيرات المتوقعة:
- في حال ولد الطفل بعيون بنية اللون فإنه على الغالب لا يتغير لون عينيه تغيراً جذرياً. وإنما يقتصر الأمر على اتخاذ العينين درجة من درجات اللون البني الداكنة أو الفاتحة.
- العيون الزرقاء أو الرمادية: إذا ولد الطفل بعيون رمادية اللون أو زرقاء فإنه على الأغلب يتغير لون العينين تغيراً جذرياً. وقد يصبح في الغالب بنياً أو عسلياً أو أخضر اللون.
ويصنف هذا التغير بأنه طبيعي سببه حدوث تبدلات وتغيرات في بروتين الميلانين الذي يمنح البشرة والشعر وقزحية العين لونها المميز والخاص بها. وتعتمد الخلايا الميلانينية في عملية إنتاج صباغ الميلانين على الضوء الذي يتعرض له الجسم.
اقرأ أيضا: العمى الوراثي وأهم الأعراض والأسباب وأساليب التشخيص
أما في الحالة الجنينية فإن الجنين لا يتعرض مطلقاً إلى الضوء بسبب وجوده داخل رحم الأم. لذلك فإن الخلايا الميلانينية تكون خموله ولا تنشط بشكل جيد إلا بعد حدوث الولادة حيث يبدأ الطفل بالتعرض للضوء وبالتالي يبدأ تغير لون عينيه وبشرته وشعره. خلال السنوات الأولى من عمره.
بعض المعتقدات الخاطئة حول متلازمة العيون البنفسجية:
هناك بعض المزاعم والمعتقدات الشعبية الخاطئة التي يربطها الناس بمن يصابون بمتلازمة الإسكندرية (متلازمة العيون البنفسجية) مفادها أنه نتيجة حدوث طفرات وراثية معينة لدى بعض الأشخاص فإن من يتعرض لهذه الطفرات يتحول فجأة إلى ما يسمى “البشري المثالي” وبالطبع هذه خرافة وأمر عارٍ عن الصحة. كما يوجد بعض الصفات المزعومة “للبشري المثالي” المصاب بمتلازمة العيون البنفسجية , مثل:
- يمتلك عيوناً بنفسجية منذ ولادته. أو قد تأخذ عينيه اللون البنفسجي بعد ولادته بمدة قصيرة جداً.
- جسمه عارٍ من الشعر تماماً.
- يعيش لفترة طويلة قد تصل إلى مئة وخمسين عاماً أو أكثر.
- المصاب بمتلازمة الإسكندرية لا يزيد وزنه أبداً. فجسمه مثالي ووزنه متناسق مع طوله.
- لا ينتج جسم المصاب بمتلازمة الإسكندرية إلا كميات قليلة جداً من الفضلات.
- الرجال والنساء المصابون بمتلازمة الإسكندرية يتمتعون بقدر كبير من الخصوبة والطاقة الجنسية.
- النساء المصابات بمتلازمة الإسكندرية لا تظهر عليهن أعراض العادة الشهرية مطلقاً.
- الجهاز المناعي للأشخاص المصابين بمتلازمة الإسكندرية قوي جداً ومن النادر تعرض أحدهم للإصابة بأي مرض كان.
هذه لمحة عن متلازمة الإسكندرية ورأي العلم في أسباب حدوثها وبعض الآراء والمعتقدات حولها وفي الختام يمكن القول بأن لكل إنسان لون عينين يختلف باختلاف لون عيني والديه والعوامل الوراثية التي تؤثر في لون العينين كما تؤثر في أمور كثيرة أخرى. أما عن معتقد البشري المثالي فإنها في الواقع مجرد تكهنات وآراء عارية عن الصحة. وليس لها أي أساس في العلم. ولنا في ملهمون معلومات جديدة كل يوم تغني معلومات وتثري معارفنا بكل قيّم وجديد.