سنتحدث في هذه المقال عن حدث كروي كبير حققه نادي مغمور، هل تريد أن تعلم لماذا سمي فوز ليستر سيتي بالدوري الإنكليزي 2015|بعام المعجزة الكروية، منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع من عائلاتنا أن زمن المعجزات قد انتهى وهذا الزمن فقط زمن العمل الشاق والنقود والسلطة، ولكن يا صديقي نادي ليستر سيتي الإنكليزي كسر هذه القاعدة، وأكد لنا وللجميع أنه لا يوجد شيء يسمى بالمستحيل، والمعجزات لا تأتي بالصدفة بل تكون دائمًا مكافأة لك على تعبك وإيمانك بنفسك أنك قادر على الوصول إلى المكان المنشود إن كرّست وقتك وحياتك لهدفك الأكبر، قدم لنا نادي ليستر سيتي درساً بالمجان ليس فقط بالناحية الكروية بل درس يُستفاد منه في كافة مجالات الحياة ليعطينا أمل في كل نهار تُشرق الشمس فيه أننا لم نخلق عبثاً بل خلقنا لكي نقاتل لترك بصمة لنا.
تاريخ نادي ليستر سيتي الإنكليزي
تأسس النادي في عام 1884 تحت مسمى ليستر فوس، وتم تغيير الاسم إلى ليستر سيتي واعتماده في عام 1919، يقع مقر النادي في مدينة ليستر الإنكليزية، من ناحية أخرى اُعتبر ملعب فيلبرت ستريت ملعب النادي لمدة 111 عاماً من عام 1891 حتى عام 2002، يعتبر أكثر فريق حقق لقب الدوري الإنكليري الدرجة الأولى حيث حققها 6 مرات، ويشتهر نادي ليستر سيتي بلقب الثعالب وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أن المنطقة التي ينتمي لها مشهورة بشكل كبير بصيد الثعالب وكثرته فيها.
عدم وجود نادي ليستر سيتي على الخريطة الكروية
في عالم كرة القدم يوجد مسمى يدعى بالخريطة الكروية، أي أنه دائمًا نحن نعلم أن الفرق ذات الدخل والاستثمار العالي هي القادرة على جلب ودفع رواتب نجوم كرة القدم وبالتالي فهي المرشح الأبرز لحصد البطولات، فبراعة الفرق الصغيرة عادةً ما تستمر فقط مباراة واحدة أو مباراتين أي أنها مؤقتة أما الفرق الكبيرة فتكون صاحبة النفس الأكبر بالبطولة، وفي إنكلترا مثلاً فالفرق الكبيرة معروفة كتوتنهام وليفربول ومانشستر ستي ومانشستر يونايتد، وهذه الأندية تكون مؤسسة الخريطة الكروية وهذه الفرق فازت بالدوري الإنكليزي من نشأته حتى الآن ما يقارب 70% من عدد البطولات ولكن وفي ذلك الدوري عام 2015 الذي حقق ليستر سيتي اللقب لم يكن يتردد اسمه بين الكبار وكان معتاداً لجماهيره على الفريق بين فرق الوسط أو المؤخرة لكي تعلم لماذا سمي فوز ليستر سيتي بالدوري الإنكليزي 2015|عام المعجزة الكروية تابع معي هذه المقالة للنهاية.
لا وجود للاعبين بارزين ضمن الفريق
والسبب الآخر لتسميته بالدوري المعجزة أن نادي ليستر سيتي لا يملك أي لاعب من النجوم البارزين آنذاك فالأكيد نحن
نتحدث عن الدوري الإنكليزي المليء بالنجوم على مستوى العالم من ناحية أخرى نادي ليستر سيتي كانوا لا يملكون سوى لاعبين مميزين ومحبين للنادي حيث إنه لم يكن أحد يعرف أسماء لاعبين الفريق ولا حتى جنسياتهم حيث كان النادي مغمور مثل أي نادي آخر من أندية الصف الثاني بإنكلترا عكس اللاعبين النجوم المشهورين لكل العالم ومتابعينهم يقدرون بالملايين وترتعب
الفرق المنافسة عندما تواجه فريق يضم بداخله اسم نجم ما بسبب استطاعتهم في أي لحظة بقلب النتيجة وتحقيق
المفاجأة ومنح الألقاب للفرق الذين يلعبون بها ولمنتخباتهم الوطنية.
الميزانية الصغيرة التي لا تمكّن النادي من المنافسة
المال أحد أهم العوامل التي تتحكم في كرة القدم إن لم تكن أهمها فالجميع يعلم أن الأندية صاحبة الشهرة والاستثمارات الكبيرة هي وحدها القادرة على جلب النجوم والتكفل برواتبهم من أجل تحقيق الألقاب، لكن في نادي ليستر سيتي فالأمر مختلف حيث أن ميزانية النادي في عام 2015 لا تعادل سوى ثمن لاعب واحد من النجوم البارزين، فالنادي كان يخطط قبل بداية الموسم بأن هذه الميزانية سوف تصرف فقط لبقاء النادي في دوري الأضواء لا لتحقيق الألقاب ومن ناحية أخرى فإن اللاعبين لم يكونوا مطالبين بالمنافسة أو تحقيق لقب، وعلاوة على ذلك فإن أغلب الفرق الكبيرة في الدوريات الخمس الكبرى تملك طائرة خاصة بالفريق من أجل تنقلاته الداخلية والخارجية بعكس نادي ليستر سيتي الذي كان يسافر من خلال الرحلات الجوية الإنكليزية أو من خلال حافلة النادي، وهذا سبب من الأسباب أيضاً لتسميته بالدوري المعجزة.
عدم وضعه في التوقعات
عند بدابة أي دوري في العالم فإن الفرق المرشحة للفوز باللقب تكون معروفة بالجميع وبنسبة 90% في كل مرة تكون
هذه التوقعات للفرق صحيحة حيث يفوز بالدوري أحد الفرق المرشحة من قبل الخبراء الرياضيين ويهبط الفرق المرشحة
بالهبوط من قبلهم أيضاً، علاوة على ذلك هل تعلم لماذا سمي فوز ليستر سيتي بالدوري الإنكليزي 2015 بعام المعجزة
الكروية بسبب عدم ترشيح أي من الخبراء والمحليين الرياضيين لنادي ليستر سيتي لكسب اللقب المحلي وتم ترشيحه
ليكون ضمن الخمس أندية في مؤخرة الترتيب، ولكن لنأخذ بالحسبان أن هذه التوقعات لم تكن ضارة للنادي بل العكس تماماً
لأنها أبعدت الضغوطات عن النادي وعن الجماهير وهذا ما يبرر الصدمة التي حصلت في ختام الدوري، والمفاجأة أن نادي
ليستر سيتي في موسم 2016 أي بعد موسم التتويج لم يكن من العشر الأوائل أصلاً.
حصول أحد لاعبيه على لقب الأفضل في الدوري الإنكليزي
من الممكن أن يحصل أي فريق على بطولة الدوري المحلي، هو بالتأكيد أمر الصعب لكنه ليس بالمستحيل، والدليل
على ذلك تحقيق ليستر سيتي لبطولة الدوري صحيح أن الأمر نادر الحدوث لكن في نهاية الأمر قد يحدث، ومن العوامل
المهمة التي ساهمت في تحقيق ليستر سيتي الدوري هي وجود لاعب عربي إفريقي قد حصل على لقب أفضل لاعب
في الدوري الإنكليزي وهو أمر قليل الحدوث أن يتحصل لاعب على لقب أفضل لاعب من نادي ليس بالمعروف، قبل بداية
الموسم الكروي يتم توجيه الأنظار على اللاعبين النجوم البارزين في الفرق الكبيرة وترشيحها للحصول على لقب أفضل
لاعب في هذا العام تم ترشيح ما يقارب 20 اسماً لم يكن اسم رياض محرز بينهم فهو لاعب جيد لكنه لم يكن لاعب سوبر
ستار يمكنه ترشيحه لكن ما صدم الناس في النهاية حصول رياض محرز على لقب الأفضل في الدوري الإنكليزي بسبب
الأهداف والتمريرات الحاسمة التي قدمها لفريقه.
في الختام نادي ليستر سيتي أعاد تذكيرنا بأنه لا يوجد شيء مستحيل وأن المعجزات قد تحصل ولكن بعد
عمل وجهد كبير للوصول إلى الهدف المنشود وتخطي كل الصعاب.
