مهارات التحدث والاستماع
إنّ اللغة المحكية أو الشفوية من أكثر الطرق المتعارف عليها للتواصل بين الناس، ولتحسين اللغة الشفوية نحتاج لمهارات متلازمة ألا وهي مهارات التحدث والاستماع، فهما مهارتان تعملان جنباً إلى جنب؛ فعند تعلمك لمهارة الاستماع يجب أن تتقن في ذات الوقت مهارة التحدّث، ولعل أقرب مثال على ذلك هو عندما تتعلم لغة جديدة فتبدأ في الاستماع إلى كلماتها ثم تكرراها ، وتأتي بعدهما القراءة والكتابة. وفي ضوء ذلك يقدم لكم موقع ملهمون المقالة التالية التي سوف نتحدث من خلالها عن كل مهارة بشكل مستقل ثم نتعلّم كيف يمكن أن ندمج بينهما .
مهارة الاستماع
الاستماع هو عبارة عن عملية إعطاء المستمع اهتماماً خاصاً للطرف الآخر المتحدث ، فالاستماع مهارةً وفن، وهو عملية حسية وعقلية معاً، ومن المعروف أنّ لهذه المهارة دورٌ أساسيّ في عملية التعلّم، فقد كانت في زمان مضى هي الوسيلة الوحيدة التي يتمّ من خلالها نقل مختلف العلوم والثقافات، وسنتحدّث عن كيفية اتقان مهارة الاستماع بشكلٍ مفصل.
إتقان مهارة الاستماع
مهارة الاستماع مهارة يجب إتقانها للحصول على أكبر قدر من المعلومات عند التواصل، فعلى المتحدث أن يحترف فن الاستماع ويستمع بشكل جيد إلى أراء المستمعين وتعليقاتهم حتى يستمعوا إليه أثناء حديثه ويستطيع التأثير فيهم وإقناعهم بأفكاره وإذا لم يهتم الإنسان بمهارة الاستماع لديه، فإنه لن يتعلم الكثير، وأهم السبل لتنمية هذه المهارة هي:
- الانتباه التام، فإذا استمع بأذنيه فقط، فإنّه بلا ريبة سيخسر قسما كبيرا من المعلومة.
- إبداء نيّة الاستماع للمتحدّث والاهتمام بما يريد قوله قبل البدء بالمحادثة .
- إبداء نية الاستماع لدى الفرد قبل إجراء المحادثة ، وإظهار ذلك للمتحدث ،من خلال الاهتمام بما يريد قوله.
- الاهتمام بلغة الجسد أثناء الجلوس والاستماع فمثلاً يجب الاهتمام بالنظر للمتحدث، وميل الجسد باتجاه المتحدث وعدم تشبيك اليدين أو النظر في الساعة لأن ذلك يدل على عدم الراحة والتململ من المتحدث .
- الابتعاد عن كل ما يشتت الانتباه مثل التلفاز أو استخدام الموبايل .
- إعطاء الآخرين المجال ليتحدثوا حيث يشعر الإنسان بالراحة والحرية في التعبير عند وجود من يستمع له بشكل حسن .
- مساعدة الآخرين: لتكوين شخصيتهم بالإصغاء إليهم، فعندما يستمع الفرد إلى كلام الناس بأهمية كبيرة، ويتفاعل معهم، فإنّ المتحدث منهم سيُخرج أفضل ما لديه ولا يُصاب بخيبة أمل.
- معرفة أنواع المستمعين، والتفريق فيما بينهم، فالانصات الجبد، هو الحل السحري الذي يجعل الآخرين يشعرون بالسعادة.
مهارات التحدث
مهارة التحدث هي قدرة الفرد على التحدث في أي وقت كان وفي أي ظرف أو مناسبة يحتاج إلى استخدام اللغة فإذا وددت أن تصبح شخصاً اجتماعي، يجب عليك التواصل مع الآخرين، ومعرفة التحدث، وتحسين اللغة اللفظية، مع مراعاة الزمان الذي تتحدث فيه، ومع من نتحدث حتى تتمكن من الوصول إلى الأهداف المرجوة .
يتمتع بعض الأشخاص بمهارات التحدث أحياناً من الفطرة، أو يتم تعلمها واكتسابها من خلال التعليم ذاته، ويتم و تطوير هذه المهارة بالممارسة والاستماع، حتى يستطيع الفرد التعبير عن احتياجاته والتواصل مع الآخرين وفهمهم ، ونقدم لكم كيفية إتقان مهارات التحدث .
إتقان مهارات التحدث
المتحدث البارع يبحث عن السبل التي تحسن هذه المهارة لديه وتنمّيها، وأهمها
- الإيمان بما يقول، أن يكون المتحدث قدوة حسنة للمستمعين مؤمناً ومُطبقاً لما يقول فلا يمكن ان يتحدث عن التفاؤل وهو يعاني من اليأس .
- معرفة أراء الآخرين وإظهار الاحترام لها ولو كانت تخالف قناعاته .
- تحديد الهدف من الحديث من أجل إقناع المستمعين والتأثير بهم والحصول على اهتمامهم .
- التقليل من الكلام، فلا يستأثر الكلام لنفسه فقط، وعليه مراعاة الوقت أثناء الحديث وعدم إطالة الحديث ومراعاة الوقت وإفساح المجال للآخرين للحديث.
- الاستعانة بالأمثلة، بشكل يوضح الفكرة ، ويُقنع المستمعين ، ويرسخ ذلك في أذهانهم .
- الإعداد الجيد بشكل مسبق للموضوع ، حتى يكون أسرع وأكثر مهارة في إيصال المعلومة للمستمعين .
- اختيار الموضوع والمفردات المناسبة لحالة المستمعين من الناحية العمرية والمستوى الثقافي والتعليمي .
- أن يملك المتحدث مجموعةٍ واسعةٍ من المفردات اللغوية التي تُساعده على التعبير عن المعنى المطلوب .
- الثقة بالنفس؛ فواثق الخطى يمشي ملكا ِ، فيصل بسرعة للمستمعين إليه، و يحقق الأهداف التي يسعى إليها.
- الصدق و الأمانة هي من أهم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها المتحدث.
- الصدق في العاطفة والمشاعر التي يظهرها لمستمعيه .
- استخدام لغة الجسد كرديف أساسي لحديثه فمثلا عندما يتحدث عن الحماسة يجب أن تظهر الحماسة في حركاته الرشيقة والسريعة.
علاقة مهارات التحدث والاستماع ببعضها
يرتبط التحدث ارتباطاً قويا ًبالاستماع فكلاهما من فنون اللغة فالتحدث عن أي موضوع أو موقف ما. أو سلوك ما ؛ هو نتاج ما استمع إليه الشخص في حياته. والنظام الذي استمع به مع إضافة التجربة الشخصية لذلك .
إن نمو مهارات الاستماع تساعد على نمو الانطلاق بالحديث فالمستمع يستطيع أن يفهم الجمل الطويلة أكثر ممن يتحدث بها.
وفي الختام فان تعلم مهارات الاستماع والتحدث هما وجهان لعملة واحدة مع ضرورة أن يكون الإصغاء والاستماع أكثر من التحدث. فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
حيث نوه الله لأهمية الاستماع ودوره في التفاعل والتواصل في الحياة، وهو أول حاسة يستعملها الإنسان. وهو من أهم وسائل الفهم والتفكير. بينما يمثل الحديث الجانب الإيجابي من التواصل اللغوي لأن الحياة من دون تفاعل وحديث تبعث على الملل.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما