أهم علامات قلة لبن الأم انتبهي إليها
تكثر التساؤلات حول علامات قلة لبن الأم المرضعة، وذلك بسبب أهمية حليب الأم لنمو الطفل وصحته، وخوفها من تأثر الرضيع بعدم كفايته. لذلك يقدم لكم موقع ملهمون مقال شامل عن كل العلامات التي تدل على قلة الحليب، وما أسباب هذه الحالة، وكذلك كيف يمكن للأم أن تزيد إدرار الحليب.
لماذا لبن الأم مهم؟
طوال فترة الحمل يتعرض الثديين لتبدلات هرمونية تؤثر على الحجم والملمس. وذلك لتهيئة الأم جسدياً ونفسياً لعملية الإرضاع مباشرة بعد ولادة الطفل. حيث يفرز الثديين اللبأ في الأيام الأولى بعد الولادة، وهو سائل كثيف فضلاً عن كونه غني بالعناصر المناعية. بالتالي ينقل مناعة من الأم لطفلها، تحميه من الإصابة بأمراض مختلفة خلال الأشهر الأولى من حياته. كما يقلل خطر إصابة الطفل باليرقان الفيزيولوجي خلال الأيام الأولى من الولادة. بالإضافة لما سبق يؤمن لبن الأم كل العناصر الضرورية لنمو الطفل العاطفي والجسدي، وأيضاً يسهم في تطور فكيه. كما أظهرت دراسات حديثة أن أطفال الإرضاع الطبيعي أقل عرضة للإصابة بالسمنة في مرحلة المراهقة. أما على المستوى العقلي فقد بينت الدراسات أن معدل الذكاء التراكمي IQ لديهم أعلى من سواهم.
ما هي أسباب قلة لبن الأم؟
في الحالة الطبيعية ينتج الثديين كمية من اللبن تكفي الرضيع وتزيد عن حاجته بمقدار الثلث. إلا أنه يمكن لأمراض وحالات فيزيولوجية كثيرة أن تسبب نقص في كمية الحليب عند المرضع، ونذكر من هذه الحالات ما يلي:
- تأخر بدء الرضاعة بعد الولادة، حيث يجب أن تبدأ الرضاعة خلال الساعة الأولى من الولادة.
- عدم عرض الطفل للرضاعة بشكل متواتر، حيث أن إنتاج الحليب يتحرض بكثرة الرضاعة.
- إعطاء الطفل حليب صناعي أو مكملات رضاعة، بالتالي يستسهل هذه الأغذية ويقل سحبه لحليب الثدي.
- وجود مشاكل في إطباق الطفل على الثدي بشكل صحيح، أو وجود حلمة غائرة تصعّب عملية الرضاعة.
- تناول الأم لبعض الأدوية مثل دواء بروموكربتين Bromocriptine، أو الأدوية الحاوية على الأستروجين، أو مزيلات الاحتقان مثل سودافيد sudafed.
- العمليات الجراحية السابقة على الثديين، التي قد تؤثر على الغدد المنتجة للحليب أو الأقنية الناقلة له.
- الولادة بعملية قيصرية، ذلك لأن التبدلات الهرمونية التي تحصل خلال الولادة الطبيعية تتضمن تحرر هرمون الأوكسيتوساين oxytocin، الذي يلعب دور أساسي في الرضاعة وتشكيل الرابطة بين الطفل والأم.
- معاناة الأم من السمنة، حيث أن زياة النسيج الدهني ينقص إفراز الحليب أول 3 أيام، كما يجعل الرضاعة أصعب، وذلك بسبب مساهمته في زيادة تركيز هرمون الاستروجين.
- معاناة الأم من اختلاطات خلال الحمل، مثل ارتفاع الضغط الحملي، أو عدم السيطرة على الداء السكري من النمط الأول (المعتمد على الأنسولين).
ما هي علامات قلة لبن الأم؟
تعتبر قلة حليب الأم التي تصل لمرحلة عدم كفايته من الحالات النادرة. ولكن لا بد من اكتشاف هذه الحالات بسرعة, ودعم الطفل بأغذية مساعدة لتأمين نموه السوي. حيث يمكن أن تدل كل من العلامات التالية على قلة لبن الأم وهي:
1- عدم سماع صوت البلع
عند وضع الطفل على الثدي وبدء عملية الإرضاع، تستطيع الأم في الحالة الطبيعية سماع صوت بلع الرضيع والإحساس بتدفق الحليب من الثدي.
2- تأخر نمو الطفل من علامات قلة لبن الأم
إن نمو الطفل غير المتناسب مع عمره قد يكون مؤشر لعدم كفاية الحليب. حيث يتم الانتباه إلى وزن وطول الرضيع، ثم يحدد الطبيب إذا ما كان النمو سوي، وذلك وفق معايير معينة.
3- قلة عدد مرات تبديل الحفاض
في الحالة الطبيعية يتبرز الرضيع 4-5 مرات وربما أكثر، خلال الأسابيع الأولى من عمره. ويجب أن تكون طبيعة البراز بعد اليوم الرابع رخوة، وكذلك لونه مائل للأصفر. أما بالنسبة للتبول فيجب أن يبل الرضيع 5-6 حفاضات يومياً.
4- تهيج الطفل بعد انتهاء الرضاعة
بكاء الطفل مباشرة بعد الرضاعة قد يكون بسبب قلة لبن الأم، وعدم شعور الرضيع بالشبع. حيث أن الأطفال غالباً ما يكونوا هادئين بعد الرضاعة الناجحة.
كيف أزيد إدرار الحليب؟
حليب الأم هو الغذاء الأمثل لطفلها، يؤمن له مناعة طبيعية ضد العديد من العوامل الممرضة، كما يشكل رابطة بين الأم وطفلها تساعد في تهدئته. بالإضافة إلى ذلك يتمتع أطفال الإرضاع الطبيعي بوزن أفضل، وتطور روحي وحركي مناسب لعمرهم، لذلك تحرص الأمهات على تحسين إدرار الحليب لديهن عبر ما يلي:
- الاستمرار بالحمل أطول فترة ممكنة بحسب توصيات الطبيب.
- إرضاع الطفل مباشرة خلال مدة لا تزيد عن الساعة بعد الولادة.
- الانتباه للأدوية التي تتناولها الأم، واستشارة الطبيب بخصوصها.
- عرض الطفل للرضاعة 8-12 مرة في اليوم، بمعدل رضعة كل ساعتين أو ثلاث ساعات.
- عدم تخطي أي رضعة، وفي حال كان الطفل نائم أو من غير الممكن إرضاعه، أفرغي الثدي بالمضخة.
- تجنب إعطاء الطفل أي أغذية أخرى غير حليب الأم، بما في ذلك الماء والسكر أو المكملات الغذائية.
- عدم إعطاء الطفل اللهاية قبل الشهر الأول، واستغلال الوقت السابق في تحفيز الرضاعة.
- الانتباه لطريقة وضع فم الرضيع على الثدي وإطباقه على الحلمة، كما يمكن استخدام حلمة اصطناعية لحل مشكلة الحلمة المقلوبة.
- الابتعاد عن تناول الكحوليات والنيكوتين، لأن استهلاك كميات متوسطة إلى كبيرة يسبب قلة لبن الأم.
بهذا نكون وصلنا لنهاية مقالنا، تعرفنا فيه على أهمية حليب الأم لطفلها، بالإضافة إلى أهم الأسباب التي قد تؤدي لقلته وكيفية تجنبها. كما ذكرنا أهم علامات قلة لبن الأم التي يجب الانتباه إليها لتأمين نمو الطفل السليم، مع تمنياتنا لكم ولأطفالكم دوام الصحة والعافية.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.