تغذية مريض الشلل الرعاش وكيفية الاعتناء به
تغذية مريض الشلل الرعاش تعد من المواضيع التي تزايد الاهتمام بها مؤخراً، من قبل ذوي المرضى للعناية بهم. لذلك حرص موقع ملهمون أن يقدم لكم مقال يحوي أهم المعلومات عن تغذية مرضى الشلل الرعاش، للتغلب على أعراضه المختلفة.
ما هو الشلل الرعاش؟
هو اضطراب عصبي تنكسي، ينتج عنه نقص افراز مادة الدوبامين، الضرورية لتوازن الحركة لدى الإنسان. حيث تبدأ الأعراض بالظهور تدريجياً و بشكل متصاعد. كما يعد الشلل الرعاش ثاني أشيع مرض عصبي تنكسي، يصيب دماغ المتقدمين بالعمر، وذلك بعد الزهايمر.
فوائد تغذية مريض الشلل الرعاش الصحية
أثبتت الدراسات أنه لا توجد حمية غذائية محددة كفيلة بعلاج مرض الشلل الرعاش. بالرغم من ذلك، فإن تناول غذاء صحي متكامل، من شأنه أن يحسن من تطور الأعراض الحركية و غير الحركية لمرض الشلل الرعاش. حيث يفيد تناول طعام غني بالبروتين، بالإضافة الى القيام بتمارين رياضية منتظمة، بتحسين البنية العضلية لمرضى الشلل الرعاش. وبالتالي القدرة على السيطرة، والتحكم ببعض بالأعراض الحركية مثل الرجفان والتصلب وبطء الحركة. من ناحية أخرى، يمكن تقليل حدة الأعراض غير الحركية، والتخفيف منها باتباع بعض الإرشادات التغذوية. حيث يمكن تفادي مشاكل الامساك واضطراب النوم، بالاضافة الى تحسين الحالة النفسية لمريض الشلل الرعاش. وكذلك التخفيف من حالات القلق والاكتئاب الشائعة عند المرضى، وتعزيز الصحة النفسية وضمان جودة حياة أفضل.
الأعراض التي يمكن معالجتها باتباع حمية غذائية
يجب أن يتمتع مريض الشلل الرعاش بنظام غذائي متكامل، غني بأصناف متنوعة حاوية على المعادن، البروتين، الفيتامينات والألياف الغذائية بالإضافة الى كمية كافية من مضادات الأكسدة.
وهنا سنذكر بعض الأعراض المصاحبة لمرض الشلل الرعاش مع الحمية الغذائية المتبعة للتخفيف منها:
تغذية مريض الشلل الرعاش المصاب بالإمساك
إن مرضى الشلل الرعاش معرضون بكثرة للإصابة بالإمساك وأيضاً البواسير، نتيجة بطئ حركة الأمعاء وضعف العضلات. إلا أنه يمكن اتباع بعض الإرشادات البسيطة، للتخلص من هذه الأعراض أو حتى تخفيفها. حيث يعد الماء العنصر الأكثر أهمية في تغذية مريض الشلل الرعاش، لذلك ينصح بشرب كميات كبيرة منه. وذلك لتسهيل عملية الهضم وحركية الأمعاء، كما يساعد الماء في تليين البراز والفضلات الموجودة في الأمعاء ويسهل من خروجها. كما يوجد للماء فوائد أخرى، كزيادة كفاءة امتصاص الأدوية وتوزعها، لذلك يجب ان يترافق تناول الدواء مع كوب كامل من الماء لضمان الاستفادة المثلى من الدواء. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الخضار و الفواكه و الحبوب الكاملة مفيد لتفادي الإمساك. حيث أن الألياف الغذائية تساهم في تنظيم حركة الأمعاء، وزيادة كتلة البراز مما يساعد في علاج الإمساك .
علاج اضطراب النوم عند مرضى الشلل الرعاش
يعاني العديد من مرضى الشلل الرعاش من اضطرابات في النوم مثل الأرق. ولعل أفضل خيار لمواجهة هذه المشكلة هو التقليل من تناول السكريات. حيث تمد السكريات الجسم بالطاقة و تزيد النشاط ، وكذلك تؤثر سلباً على الصحة العامة. حيث أن النظام الغذائي الغني بالسكر غالباً ما يكون فقير بالعناصر الغذائية الأخرى المهمة للجسم. كما أن الابتعاد عن تناول الأشربة الحاوية على الكافئين مثل القهوة والشاي والكاكاو يعد خيار جيد، خاصة قبل الذهاب إلى النوم . فمن المعروف أن الكافئين يصنف من العقاقير المنبهة، التي تساعد على زيادة التركيز و النشاط.
تقوية الذاكرة وتدارك النسيان عند المرضى
يعد النسيان من الأعراض الشائعة التي تصيب مرضى الشلل الرعاش وخصوصاً كبار السن. لذلك فإن تناول وجبة خفيفة من المكسرات، مثل اللوز والبندق تساعد على تنشيط الذاكرة، وذلك لغناها بفيتامين E. كما أن للجوز دور مهم في تنشيط الذاكرة، ويمكن ان يعود ذلك لغناه بالاوميغا 3، التي تخفف من الاضطرابات الإدراكية على المدى البعيد. حيث تعد الأوميغا 3 من الأحماض الدهنية التي تساهم في تحسين الوظيفة الذهنية. كما لها دور في علاج الأعراض الثانوية لمرض الشلل الرعاش مثل الخرف و الارتباك. وهنا تعد حمية البحر الأبيض المتوسط الخيار الأفضل للحصول على الاوميغا 3. وذلك لأنها تعتمد على عناصر غذائية محددة مثل زيت الزيتون والفواكه والخضار. بالإضافة الى تناول نسبة معتدلة الى كبيرة من الأسماك كالسلامون و التونا المعروفة بغناها بأحماض اوميغا3 الدهنية. حيث بينت الدراسات أن حمية البحر الابيض المتوسط يمكن أن تؤخر من الإصابة بمرض باركنسون. كما أن الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة، مثل التوت والعنب والسبانخ كفيلة بالتخفيف من هذا العرض. وذلك لدورها في الحفاظ على صحة الدماغ، وزيادة التركيز و الذاكرة.
تفادي صعوبة البلع أثناء تغذية مريض الشلل الرعاش
تظهر هذه المشكلة في المراحل المتقدمة من المرض، حيث تتأثر عضلات البلع مما يسبب صعوبة في تناول الأغذية. وقد تؤدي إلى مضاعفات كبيرة، حين يدخل الطعام الى الرئتين فتسبب إنتانات رئوية خطيرة. لذلك من الأفضل اللجوء الى المأكولات السائلة كالشوربة، كما يمكن هرس الأطعمة للحصول على قوام أسهل للبلع. كذلك يجب شرب كمية كافية مع الماء أثناء تناول الطعام، من أجل تليين قوامه و تسهيل بلعه.
كيفية تغذية مريض الشلل الرعاش؟
لكي نحصل على حمية غذائية صحية، يجب أن تكون متكاملة وحاوية على مختلف العناصر المهمة والضرورية للحفاظ على صحة وحيوية جسمنا. ومن هذه العناصر الغذائية التي يجب أن تضمنها حميتنا الغذائية:
البقوليات
حيث شاع قديماً تناول الفول، والاعتقاد بأنه من الأغذية المهمة لعلاج الشلل الرعاش. وذلك لاحتوائه على مادة الليفودوبا، وهي مادة تدخل في تركيب أدوية الشلل الرعاش. ولكن أثبتت الدراسات أنه لا يوجد دليل قاطع على فائدة الفول من هذه الناحية. على الرغم من ذلك تعد البقوليات من العناصر الغذائية التي يجب أن يحتويها نظامنا الغذائي، و ذلك لغناها بالعديد من المعادن و الفيتامينات.
مضادات الأكسدة
من المؤكد أن الأغذية الحاوية على مضادات الأكسدة تعد هامة ضمن حميتنا الغذائية. تكثر الأغذية الحاوية على مضادات أكسدة مثل النباتات الحاوية على فلافونويد، كالبرتقال والعنب والفاصوليا وكذلك المكسرات. بالإضافة إلى أهمية مضادات الأكسدة التي تكمن في تقليل خطر الاصابة بالسرطان والأمراض القلبية الوعائية.
فإنها تعمل أيضاً على تقليل الإجهاد التأكسدي الذي يؤدي الى تفاقم مرض الشلل الرعاش.
فيتامين D
وذلك للحفاظ على صحة العظام والجسم، حيث أن التعرض لأشعة الشمس يعد خيار جيد لمرضى الشلل الرعاش. حيث يمكن أن يتواجد غذائياً في زيت كبد الحوت، البيض و الحليب الطازج . لكن يجب أن ننوه أن المصدر الرئيسي لفيتامين D هو أشعة الشمس، ولا تغني المصادر الغذائية عنه.
الكافئين
يمكن أن يساعد شرب كوب من القهوة الحاوية على الكافئين يومياً أو أي من المشروبات الأخرى كالشاي مثلاً، في إبطاء تطور أعراض المرض. لكن يجب توخي الحذر وعدم الإكثار من تناول الكافئين من أجل تفادي حالات الأرق وصعوبة النوم.
بهذا نكون قد وصلنا الى نهاية مقالنا، الذي عرضنا فيه أهم المأكولات التي يجب أن نعتمد عليها في تغذية مريض الشلل الرعاش.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.