هل جدري القرود قاتل وما تاريخ ظهور هذا المرض؟
هل جدري القرود قاتل؟.. ازدادت التساؤلات مؤخراً حول مرض جدري القرود، بعد ظهور مفاجئ لعدد من الحالات الجديدة في أوروبا، فهل حقاً هو مرض خطير؟ أم أن جائحة كورونا تركت رعب نفسي عند العالم من أي مرض. في هذا المقال من موقع ملهمون نعرض كل المعلومات المتوفرة عن مرض جدري القرود، ابتداءً من تاريخ المرض، مع ذكر الأعراض التي قد يسببها والإجابة عن هل جدري القرود قاتل.
ما تاريخ مرض جدري القرود؟
بدأ ظهور مرض جدري القرود عند البشر في إفريقيا منذ عام 1970، وخاصةً في مناطق وسط إفريقيا وجمهورية الكونغو، حيث الغابات الاستوائية المطيرة. على الرغم من الاكتشاف المخبري للفيروس المسبب قبل ذلك بعدة سنوات تحديداً عام 1958 في المعهد الوطني للأمصال بالدنمارك. وذلك بعد إصابة قرود المختبر بمرض يشبه الجدري ولكنه غير ناجم عن فيروس الجدري التقليدي، ومنذ ذلك الحين ظهر اسم (جدري القرود).
اقتصر ظهور الإصابات على دول إفريقيا حتى عام 2003، حيث تم تسجيل أول إصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث كانت هذه الإصابات مرتبطة مع التعرض لبراز الكلاب البرية الأليفة. بعد ذلك بدأ الباحثين بتسجيل كل الحالات الجديدة للمرض في الأماكن غير الموبوءة مثل أوروبا ودول الشرق الأوسط وأمريكا. كما بدأت التساؤلات الجدية حول خطورته وهل جدري القرود قاتل. بالنتيجة تم ربط ظهور هذه الحالات مع قدوم مسافرين من مناطق إفريقية أو استيراد حيوانات من هذه المناطق. أما الموجة الأخيرة من المرض فقد تم التبليغ عنها في مايو 2022. حيث ظهرت حالات من جدري القرود في أكثر من 14 دولة غير موبوءة. تركزت أغلب الإصابات في بريطانيا وإسبانيا، لكن بأعداد قليلة لا تتجاوز الـ 30 حالة في كل دولة. مما جعل منظمة الصحة العالمية تطالب برفع الحيطة وزيادة الوعي بهذا المرض، مع الطمأنة بأنه لم يتحول إلى جائحة.
اقرأ أيضاً: مرض جدري القردة | ما حقيقة هذا الوباء الجديد.
طرق العدوى
سبب مرض جدري القرود هو فيروس ذو حمض نووي مزدوج، ينتمي لفصيلة الفيروسات الجدرية. حيث يتميز هذا الفيروس بكونه فيروس حيواني، أي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان. أما عن الحيوانات التي من المحتمل أن تكون ناقلة له، فقد حدد الباحثين عدة أجناس منها، وتشمل السناجب والجرذان.حيث يتم انتقال العدوى من هذه الحيوانات بعدة طرق منها:
- التعامل المباشر مع دماء الحيوانات المصابة به.
- التعرض للسوائل الجسدية وفضلات الحيوانات.
- تناول اللحوم غير المطهوة جيداً وغيرها من المنتجات الحيوانية المستخلصة من حيوانات مصابة به.
أما بالنسبة لانتقال مرض جدري القرود بين البشر فقد ازدادات حالاته مؤخراً خاصة في الدول التي توقفت عن التطعيم ضد الجدري. وتشمل طرق الانتقال ما يلي:
- التماس الوثيق مع المفرزات الأنفية ورذاذ المرضى.
- الانتقال من الأم المصابة إلى الجنين عبر المشيمة أثناء الحمل أو خلال الولادة.
- ملامسة الآفات الجلدية للمريض.
- استخدام الأدوات الشخصية للمريض.
- الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي.
أعراض مرض جدري القرود
في العادة تكون فترة حضانة الفيروس (الفترة الفاصلة بين الإصابة به وظهور الأعراض) حوالي أسبوع حتى أسبوعين. أما بعد ظهور الأعراض يمر المريض بمرحلتين هما:
- مرحلة الغزو التي قد تستمر حوالي 5 أيام عند بعض المرضى في حين قد تغيب عند بعضهم الآخر. تتصف هذه المرحلة بارتفاع درجة حرارة المريض، وظهور صداع قوي بالإضافة إلى الوهن العام وفقدان الشهية. بهذا تكون الإصابة بمرض جدري القرود مشابهة للإصابة بالآفات الفيروسية الأخرى المسببة لطفوح جلدية، مثل جدري الماء والحصبة. ولكن ضخامة العقد اللمفاوية المرافق للإصابة بجدري القرود يميزها عن الأمراض السابقة.
- مرحلة الطفح الجلدي الذي يظهر بعد يوم إلى خمس أيام من ظهور الحرارة. يتصف طفح جدري القرود بتوزعه المميز، حيث تتركز الإصابة في الوجه والأطراف وتندر في الجذع. كما أنه من الشائع إصابة الأغشية المخاطية للفم والعين وكذلك الأعضاء التناسلية. ويمر الطفح الجلدي بعدة مراحل لينتهي بشكل حويصلات مملوء بسائل معدي، لا تلبث أن تتقشر وتشفى.
بذلك نجد أن الأعراض السريرية لجدري القرود تتشابه إلى حد كبير مع أعراض الجدري العادي، ولكنه أقل خطوة منه. حيث أن عدوى الجدري كانت أسرع انتقالاً بين المصابين، وبلغت نسبة الإماتة بها حوالي 30%.
اقرأ أيضاً: الجدري المائي الأعراض وكيفية الوقاية والعلاج.
هل جدري القرود قاتل؟
على الرغم من عدم وجود علاج فعال للمرض وعدم توافر لقاح نوعي ضده، إلا أن معظم حالاته تمر بسلام. حيث تشفى أغلب الإصابات بشكل عفوي خلال أسبوعين وحتى أربع أسابيع. أما الحالات الشديدة فقد تشاهد عند الفئات التالية:
- الأطفال الصغار.
- المعرضين لحمل فيروسي عالي.
- مرضى نقص المناعة، مثل مرضى السكري وسوء التغذية وكذلك مرضى الإيدز.
- غير الحاصلين على لقاح الجدري.
أما عن هل جدري القرود قاتل فقد تراوحت نسبة الوفيات الناجمة عنه بين 3-6%، وكانت الأعلى بين الأطفال الصغار. في الحالات الأقل خطورة قد لا يكون جدري القرود قاتل لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل ما يلي:
- التهابات في الطرق التنفسية.
- ذات رئة وإنتانات رئوية.
- التهاب دماغ.
- إنتان قرنية مهدد بفقدان البصر.
إن كل حالات الوفيات الناجمة عن جدري القرود تكون بسبب المضاعفات، حيث أن المرض ليس قاتل بحد ذاته. لذلك يتركز العلاج على تدبير الأعراض للحد من تطور المضاعفات التي قد تصل إلى حد الموت. يشمل التدبير المتبع تدبير الحرارة والدعم التغذوي للمرضى بتقديم السوائل الوريدية في الحالات الحرجة لمنع تطور التجفاف ونقص المناعة .
بهذا نكون وصلنا لنهاية مقالنا ذكرنا فيه التاريخ القديم لجدري القرود، وأهم ما يميز الانتشار الأخير له. كما تعرفنا أن جدري القرود غير قاتل ولا يعتبر من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان. مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.