لماذا يبكي الإنسان 5 أسباب للدموع
تكثر الدراسات التي تحاول الإجابة على تساؤل “لماذا يبكي الإنسان؟”، على اعتباره كائن حساس وعاطفي. حيث حاولت آخر الدراسات الألمانية والبريطانية سبر أغوار النفس البشرية، وذلك من أجل تحديد أسباب الدموع.
في هذا المقال من موقع ملهمون نستعرض ما توصلت إليه هذه الدراسات، حيث تم تحديد 5 أسباب للدموع العاطفية. بالإضافة إلى ذلك نذكر الأسباب العضوية والمرضية التي قد تسبب زيادة الدموع في العينين.
لماذا يبكي الإنسان لأسباب عاطفية؟
أجرى الباحثون في جامعتي أولم الألمانية (Ulm university) و جامعة ساسكس البريطانية (University of Susex) دراسة جديدة متمحورة حول فكرة لماذا يبكي الإنسان. وتوصلت الدراسة إلى تقسيم الأسباب النفسية والعاطفية التي قد تسبب بكاء الإنسان إلى 5 أسباب، وهي:
الوحدة
العجز
التحمل فوق الطاقة
الانسجام
استهلاك الوسائط
حيث أوضح الباحثون وعلماء النفس أن الرابط بين جميع هذه الأسباب هو العاطفة (emotion). وذلك لأن عدم الإشباع العاطفي يؤدي إلى مشاكل في الاستقرار النفسي، قد يعبر عنها بعض الأشخاص بالبكاء.
الاحتياجات النفسية الأساسية للإنسان
أكدت الدراسات الحديثة أن الجواب على سؤال لماذا يبكي الإنسان يكمن في فهم الاحتياجات النفسية الأساسية للإنسان. حيث قسم علماء النفس الاحتياجات إلى ثلاث أقسام وهي:
- قرب الإنسان من الوسط المحيط Closeness.
- استقلال الشخص Autonomy.
- الكفاءة Competence.
تتشابه هذه التصنيفات النفسية مع الاحتياجات البيولوجية للإنسان، مثل الأكل والنوم. كما تتمحور حول شعور الإنسان بالإشباع والرضا، فإذا حدث نقص في إشباع أحد هذه الرغبات، يتملك الإنسان شعور بالإحباط.
ويلجأ الإنسان عادة إلى تفريغ شعوره بالغضب والإحباط من خلال البكاء. حيث يخفف البكاء من التكيف القمعي، وهو مصطلح أطلقه علماء النفس للتعبير عن احتفاظ الإنسان بمشاعره السلبية والموجعة
ويعتبر الأطباء أن أول حاجة للنفس البشرية هي أن تبقى على تواصل مع الوسط المحيط بها، كما عرف علماء النفس مصطلح Closeness بأنه قدرة الشخص على بناء علاقات اجتماعية جيدة مع الأشخاص المحيطين به.
سواء علاقات أسرية أو أصدقاء مقربين وكذلك زملاء العمل. حيث يفيد هذا الاتصال في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه، وشعوره بالتواصل مع أشخاص يهتمون لأمره. مما يساعد بالتخلص من الشعور بالوحدة والملل.
بالإضافة إلى أن شعور الإنسان بالاستقلال يعتبر من الأمور النفسية المهمة للأشخاص. حيث يفيد في جعل الشخص قادر على التأثير بالأخرين، واعطاء آراء قابلة للتبني من الوسط المحيط، وهذا يزيد من ثقة الإنسان بنفسه.
ومن الاحتياجات النفسية الضرورية الأخرى، هي قدرة الإنسان على انجاز عمله بكفاءة. حيث يؤدي هذا الأمر إلى جعل الشخص موضع ثقة المجتمع المحيط.كما يعزز من تقدير الشخص لنفسه ويؤمن له التوازن النفسي الروحي.
لماذا يبكي الإنسان بسبب الانسجام؟
يعد مفهوم الانسجام Harmony واسع، ويمكن تمثيله من خلال المواقف اليومية التي يمكن أن يمر بها الإنسان. كما يعد المسؤول الأول عن بكاء الأشخاص لأسباب غير نفسية مثل الاكتئاب والوحدة.
حيث يمكن أن يكون البكاء ناتج عن شعور بالحزن أو الفرح. ويعتبر البكاء عند الحنين للوطن أو بسبب فشل علاقة عاطفية مثال للانسجام. فقد يؤدي تحفيز الدماغ وتذكر مواقف عاطفية سابقة إلى توليد رغبة بالبكاء.
كما يسبب شعور الإنسان بفقد روابط التواصل مع الأشخاص المقربين إلى توليد شعور مماثل، وهذا ما يتضح في البكاء أثناء حفل الزفاف أو عند فقد شخص عزيز وحتى عند موت حيوانك الأليف.
من هم الأكثر عرضة للبكاء؟
تختلف قابلية الأشخاص للبكاء من فرد إلى آخر، وكذلك حسب الجنس والمرحلة العمرية. حيث أثبت الدراسات أن النساء أكثر ميلًا للبكاء من الذكور، ويعود السبب غالباً كون المرأة أكثر عاطفية من الرجل.
كما أن الشباب يبكون أكثر من كبار السن، وذلك نتيجة ضغوط الحياة والأعباء التي يضطر الشباب إلى تحملها مقارنة مع كبار السن. الذين غالباً ما ينعمون بحياة مستقرة خالية من المسؤوليات.
في حين أن الأطفال قبل سن السابعة يتساوون في قابليتهم للبكاء سواء كانوا اناث أو ذكور، وقد أعزى العلماء السبب بسبب عاطفية الأطفال وعدم قدرتهم على التحكم بمشاعرهم والسيطرة عليها.
فوائد البكاء لصحة الإنسان
منذ القدم تساءل الكثير من الحكماء لماذا يبكي الإنسان؟، وكان الاعتقاد السائد أن البكاء ضار للإنسان، ويؤدي للكثير من الضغط النفسي. ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أن للبكاء فوائد للكثير من أعضاء الجسم نذكر منها:
فوائد البكاء على صحة العين
يفيد السائل الدمعي بترطيب كرة العين، وكذلك حمايتها من الجفاف Dry. ويعود ذلك إلى تركيب الدمع، حيث تتكون الدموع من ماء ونسبة من الأملاح. يفيد الماء الموجود بنسبة كبيرة في الدموع في حماية العين من الجفاف.
كما يمكن أن تفيد الدموع في حماية العين من الإصابات البكتيرية. وذلك بسبب احتوائها على مركب Lisozom، الذي يتمتع بخواص مطهرة وقاتلة للجراثيم، مما يقي العين من الإصابة بالعديد من الجراثيم التي تسبب التهاب العين.
بالإضافة إلى دور الدمع في تنظيف العينين والمساعدة على التخلص من المفرزات المخاطية الناتجة عن التهاب الجفنين. كما تساعد الدموع على تحسين الرؤية وبالأخص الدموع القاعدية عند الرمش.
خفض هرمونات الجسم
حيث أكد الأطباء أن البكاء يساعد على ضبط هرمونات الجسم ضمن مستوياتها الطبيعية. فقد يعود سبب البكاء إلى اضطراب في مستويات الهرمونات ضمن جسم الإنسان نتيجة التوتر.
ويقوم الجسم بمحاولة لإعادة الاستقرار الداخلي، وذلك من خلال البكاء. حيث يفيد البكاء في تخفيف حالة التوتر، وتأمين استرخاء الجسم من خلال افراز هرمونات مساعدة مثل هرمونات الغدة الكظرية.
لماذا يبكي الإنسان؟ وما علاقته بإطالة العمر؟
أكدت الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الأكثر بكاء يتمتعون بمعدل حياة ٱطول مقارنة مع أقرانهم. وهذا ما نلاحظه عند مقارنة أعمار النساء بالرجال، حيث تتمتع النساء بمعدل بقيا أكثر من الذكور.
كما أرجعت الدراسات السبب إلى دور البكاء في التخفيف من حدوث الأزمات القلبية، والمشاكل الوعائية مثل ارتفاع الضغط. حيث تنتج هذه الأمراض عن حالات التوتر والضغط العصبي، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل السكري.
البكاء ودوره في التخفيف من الألم
عند البكاء يقوم الجسم بإفراز هرموني الأوكستوسين Oxytocin والإندروفين Endorphins، والتي تسمى أيضاً بهرمونات السعادة. حيث تساعد على تعديل المزاج والتخلص من المشاعر السلبية بالأضافة إلى التقليل من التوتر.
وأكد العلماء أن البكاء الناتج عن سبب نفسي أو جسمي متشابه من حيث الآلية. حيث إن تعرض الجسم لألم ما، يحفز الدماغ على اعطاء أمر بالبكاء للتخفيف منه. وهذا ما يفسر لماذا يبكي الإنسان عند التعرض لكسر في اليد.
وبالرغم من ذلك فإن كثرة البكاء وتكراريته خلال فترة زمنية قصيرة، قد يدل على مشكلة نفسية أو عاطفية تحتاج إلى استشارة طبية مثل الاكتئاب.
من المفيد أيضاً معرفة أن البكاء قد يتبع بصداع ناتج عن شد عضلات الرأس ويدعى بصداع التوتر. كما يمكن أن يؤثر التوتر الذي يسبق البكاء على كبار السن فيسبب زيادة في هرمونات الإجهاد، وزيادة بمعدل ضربات القلب.
ختاماً يجب التأكيد على أهمية البكاء في بعض الأحيان للتخلص من المشاعر المكبوتة والتخلص من السموم والتوتر. حيث قدم موقع ملهمون مقال شامل عن أحدث الدراسات التي تبحث في أسباب البكاء وفوائده للجسم.