رياضة المشي | هل المشي كافي كرياضة للوصول للياقة المطلوبة؟
walking | Is walking enough as a sport to reach the required fitness?
مع ازدياد أعباء الحياة وخلال تقدمنا في العمر، يقل حماس الشخص لممارسة الرياضات بشكل عام. لكن هل رياضة المشي كافية من وجهة نظر طبية؟ أم أنها رياضة مساعدة، لكنها غير كافية في حال ممارستها. هذا ما سنصل إليه في نهاية مقالتنا وتحديداً كجواب لسؤال “هل رياضة المشي كافية كرياضة للوصول للياقة المطلوبة؟”.
لا يتردد الأطباء في تقديم النصائح التي توصي بممارسة أي نوع من الرياضات الحركية، لكن كما ذكرنا أن الوقت أحياناً، لا يسمح للشخص العامل أو المنشغل دائماً بالذهاب للصالات الرياضية وممارسة رياضات معينة، وهنا يكمن التركيز على رياضة المشي. فهي الملاذ الوحيد لممارسة نوع رياضي، خلال الذهاب لعملك، أو خلال تلبية احتياجات شخصية أو منزلية. أي وبالمختصر لا تحتاج تفريغ الكثير من الوقت لممارسة رياضة المشي.
أنواع الرياضات المنشقة عن المشي:
كما نعلم أن رياضة المشي هي بمثابة الأم والمنشئة لرياضات أخرى كالجري والهرولة، وبالتحدث عن هذه الرياضات، فيحفز الأطباء خاصة فئة الشباب على ممارسة الجري لمدة نصف ساعة في اليوم. لكن لنكن صريحين، يمكن الإستغناء عن رياضة الجري أو ممارستها بشكل متقطع، لكن لا يمكن الإستغناء عن رياضة المشي. وهذا ما قصدناه بأنها أم لرياضات عديدة.
الأنشطة البدنية الهوائية للمشي:
ما زالت الدراسات تظهر أن المشي يحسن اللياقة الهوائية، ومعنى ذلك القدرة القلبية على توصيل الأوكسجين للعضلات، ومدى فعالية العضلات في استخدام هذا الأوكسجين المتاح.
لكن بهدف أن يكون المشي ذو فعالية حقيقية، حيث يجب أن تكون وتيرته معتدلة ومقبولة للشخص الطبيعي، ما يعني أن تكون قادر على ملاحظة تنفسك، والاستمرار في إجراء محادثة دون حدوث توقف لزيادة تنفسك بين الكلمات، وهو ما يحب الأطباء تسميته، بالمشي السريع. فالمشي هو نشاط من الأنشطة الجسدية الأكثر شيوعاً وانتشاراً حول العالم، لأنه مجاني، وسهل. ثم يمكن القيام به في أي مكان وفي أي وقت بالمجمل.
من الممكن الحصول على تطورات صحية أفضل في اللياقة الهوائية عند ممارسة المشي بوتيرة أعلى وبقوة أشد، وحينها يصبح بالإمكان إجراء محادثة مع شخص آخر، لكن سيكون هناك توقف ملحوظ بين الكلمات لالتقاط الأنفاس.
وأفضل ما في الأمر، وما نريد إيصاله من هذه المقالة. أننا لسنا بحاجة للمشي بقوة شديدة لتحسين صحتنا الجسدية والتنفسية، والحصول على مزايا اللياقة الهوائية، فالمشي المعتدل يزيد من لياقتنا الهوائية بالمجمل. والأهم من ذلك القدرة على التحمل. بمعنى القدرة على القيام بالأنشطة لفترة أطول مع إجهاد أقل، هذا يساعد جسدنا بحرق الدهون بكفاءة عالية ويحسّن من وصول الأوكسجين لكل العضلات، كما يحسّن من كفاءة ما يسمى “الميتوكوندريا” Mitochondria (أحد منتجي الطاقة في خلايا الجسم)، كل ذلك يؤدي إلى قدرة أكبر للقيام بالمهام بمجهود أقل.
ما تقدمه رياضة المشي للجسم:
القوة البدنية
لا يصنف المشي على أنه من التمارين القائمة على القوة. لكن إذا قمت بممارسة هذه الرياضة لفترة جيدة، فستلاحظ مكاسب جمة، وخاصة في القدمين نتيجة المشي المنتظم على فترة معينة.
وعلى الرغم من أن فوائد قوة المشي تبدو متواضعة مقارنة بقوة رياضات أخرى. إلا أن الأبحاث تظهر أن المشي 30 دقيقة و 5 مرات في الأسبوع بكثافة معتدلة، تساعد على الوقاية من مرض ساركوبينيا، وهو مرض يؤدي إلى نقص وفقدان حجم العضلات مع التقدم في العمر.
وبالتالي، بالإمكان تقوية العضلات، وخاصة الجزء السفلي من الجسم والعظام وحتى الأوتار، وذلك من خلال الصعود بالسلالم والطرق الوعرة. فالمشي على أرض غير مسطحة بشكل كامل، أو حمل حقيبة ظهر مريحة أثناء المشي لشد الظهر. لكن الحصول على أقصى درجة من القوة للعضلات يتطلب حمل الأوزان أو ممارسة التمارين في صالات الألعاب الرياضية.
المرونة للجسم
لا يؤدي المشي إلى الحصول على مكاسب كبيرة لجهة مرونة المفاصل، لكن المشي بشكل مستمر وبانتظام، له آثار إيجابية على المفاصل، إذ أن تمارين تحمل الوزن، بما في ذلك المشي، تعمل على زيادة توصيل الغذاء إلى المفاصل بالأخص.
وقد أظهرت الأبحاث أن المشي بانتظام يقلل من آلام المفاصل لدى البالغين، بخاصة أولئك الذين يعانون من إلتهاب مفاصل الركبة، كما أن المشي باعتدال يحمي من مخاطر تطور ضمور المفاصل.
فوائد أخرى لرياضة المشي:
تقوية عضلة القلب
يمكن أن يقلّل المشي لمدة 30 دقيقة و 5 مرات في الأسبوع من خطر الإصابة بأمراض القلب بنحو 20%. وقد تقل المخاطر عند زيادة المدة أو المسافة التي نمشيها يومياً بحسب إحصائيات ونصائح الخبراء.
تعزيز المناعة من خلال رياضة المشي
قد يقلل المشي من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، فقد كشفت دراسة شملت حوالي 1000 شخص، أن الأشخاص اللذين مارسوا رياضة المشي بوتيرة معتدلة لمدة 30 إلى 45 دقيقة في اليوم، كان لديهم أيام مرضية أقل بنسبة 43%.
تحسين المزاج
المشي يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية بشكل عام، لكونه يساعد في تقليل الحالات النفسية المتعقدة، كالإكتئاب والقلق والأرق وغيرها من الأمراض النفسية.
التفكير الإبداعي
قد يساعد المشي على نقاء الذهن والمساعدة على التفكير بشكل مبدع، فقد قارنت دراسة شملت أربع تجارب الأشخاص الذين يحاولون التقدم بأفكار جديدة أثناء المشي أو الجلوس. وقد وجد الباحثون أن المشتركين كانوا أفضل أثناء قيامهم بالمشي، وخاصة في الهواء الطلق.
وفي النهاية لمقالتنا “رياضة المشي | هل المشي كافي كرياضة للوصول للياقة المطلوبة؟”. التي تحمل طابع تعليمي وتثقيفي بالمجمل. وتأكيداً لإجابتنا عن السؤال المطروح، نعم رياضة المشي كافية، لكن للياقة متوسطة، معتدلة وبأقل مجهود مقارنة بالرياضات الأخرى.