المهق وأهم الأعراض والأسباب وامكانية العلاج
في الكثير من الأحيان نرى أشخاص ذات شعر أبيض اللون، وبشرة فاتحة للغاية بالمقارنة مع الأشخاص الآخرين، ولا نعرف المسبب لهذه الحالة. نتيجة لذلك سنقدم لكم في هذه المقالة عبر موقع ملهمون أهم المعلومات عن المهق وأهم الأعراض والأسباب.
ماهو المهق؟
في الحالة العامة يطلق على مرض المهق أيضاً اسم البرص. وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تسبب نقصان في إنتاج صباغ الميلانين أو عدم إنتاجه بشكل مطلق. حيث أن المسؤول عن لون البشرة والشعر والعيون هو صباغ الميلانين الموجود بالجسم ونوعه. بالإضافة لذلك فإن صباغ الميلانين يلعب دور في خلق الأعصاب البصرية. لذا نرى العديد من مرضى المهق يعانون من مشاكل في الرؤية.
يمكن ملاحظة علامات الإصابة بالمرض بشكل عام من خلال جلد الشخص، ولون الشعر والعينين. ولكن في بعض الأحيان تكون هنالك اختلافات خفيفة عند بعض الأشخاص. وكذلك الأمر يعانون أصحاب البرص من حساسية تجاه أشعة الشمس، وبالتالي يصبحون أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الجلد.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج بشكل كامل للمهق أو البرص، فإن الأشخاص يمكنهم تخفيف هذه الاضطرابات عن طريق حماية البشرة والعينين، والتحسين من الرؤية قدر المستطاع.
أعراض المهق
تظهر علامات أو أعراض المرض على كل من الجلد، لون العينين، الرؤية، لون الشعر.
الجلد:
أكثر الأعراض الشائعة من البرص يمكن ملاحظتها هي الشعر أبيض اللون، البشرة الفاتحة للغاية بالمقارنة مع الأشخاص الآخرين. ولكن يمكن أن يتدرج تلون البشرة أو تصبغها ولون الشعر أيضاً من اللون الأبيض الفاتح إلى اللون البني. وفي بعض الأحيان يقترب لون المريض من لون الوالدين أو الإخوة غير المصابين بالبرص.
وفي حال تعرض المريض لأشعة الشمس، من الممكن أن يصاب بما يلي:
- ظهور النمش
- تَتشكل الشامات الملونة أو الشامات مندون صباغ بشكل عام تكون وردية اللون
- ظهور التصبغات وهي بقع كبيرة الحجم تشبه النمش
- عدم القدرة على تسمير البشرة، وإصابتك بحروق شمسية
الشعر:
يتراوح لون شعر المرض من الأبيض الناصع إلى البني. فالمرضى من الأصول الأفريقية أو الآسيوية يكون لون الشعر عندهم أصفر اللون أو بني، أو يميل إلى اللون الأحمر. ولكن مع التقدم بالعمر يتصبغ الشعر بالمعادن الطبيعية الموجودة في الماء والبيئة مما يؤدي إلى تحويل الشعر إلى لون أكثر غمقاً.
لون العيون:
عند الإصابة بالمهق تصبح الرموش والحواجب ذات لون شاحب. وقد يتغير لون العينين من اللون الأزرق الفاتح جداً إلى اللون البني. وكذلك الأمر يتغير لون العينين مع التقدم في العمر.
يمكن أن يؤدي نقصان مادة الصباغ الموجودة في الجزء الملون من العين المسمى بالقزحية إلى جعل القزحية شفافة إلى حد ما. وهذا يدل على أن القزحية في هذه الحالة لا تستطيع حجب الضوء بشكل كلي أو منعه من الدخول للعينين. ونتيجة لذلك قد تظهر العيون ذات اللون الأزرق الفاتح حمراء عند وجود الضوء.
الرؤية:
يعاني الكثير من مرضى البرص من مشاكل في الرؤية مهما كان نوع المهق. ومن المشاكل التي تعاني منها العينين هي:
- الرأرأة وهي حركة العينين بشكل غير إرادي ذهاباً وإياباً
- القيام بتحريك الرأس أو ميلانه، من أجل تقليل حركات العين غير الإرادية، وتحسين حالة الرؤية
- الإصابة بالحول
- المعاناة من قصر النظر أو مد النظر بدرجة كبيرة
أسباب المهق
يوجد العديد من الجينات التي تعطي التعليمات من أجل تصنيع البروتينات المتعددة التي تدخل في إنتاج صباغ الميلانين. حيث تفرز الميلانين من خلايا تدعى بالخلايا الصباغية، وهذه الخلايا توجد في الجلد، والعينين، والشعر.
ويمكن القول أن المهق ينتج عن شذوذ في أحد هذه الجينات. كما أن أنواع المهق تختلف بالاعتماد على أي جين من الجينات حدثت له الطفرة. وقد تؤدي هذه الطفرة إلى انعدام إنتاج صباغ الميلانين بشكل مطلق أو نقص في إنتاجها.
أنواع المهق المتعددة
تتعدد أنواع المهق حسب الجينة التي أصيبت بالطفرة. وينقسم المهق إلى الأنواع التالية:
- البَرَص الجلدي البصري OCA:
وهو أكثر أنواع البصر انتشارًا. وفي هذه الحالة يصاب المريض بالبرص بسبب ظهور نسختين من طفرة جينية، وهما نسخة من من الأم والأب. والسبب في هذا الأمر هو الطفرة الحاصلة في واحد من سبعة جينات متدرجة من OCA1 إلى OCA7. حيث يسبب OCA انخفاض صباغ الميلانين في كل من الجلد، الشعر، العينين، وغيرها من المشاكل البصرية.
- البرص البصري:
عادةً ما يكون تأثير هذا النوع مقتصراً على العينين ويتسبب في ظهور مشاكل بصرية. ويحدث هذا نتيجة طفرة جينية في كروموسوم X. يمكن أن ينتقل المرض من الأم التي تحمل طفرة جينية في كروموسوم X إلى طفلها. وفي أغلب الأحيان يصيب هذا النوع من المهق الذكور أكثر من الإناث. وهو أقل انتشارًا من النوع الأول.
- إصابة بالبرص المتعلق بمتلازمة وراثية
من النادر جداً حدوث هذه الحالة. على سبيل المثال: تتضمن متلازمة هيرمانسكي بودلاك نموذج من OCA، فإنها تسبب مشاكل مثل النزيف والسحنات كذلك أمراض كل من الرئتين والأمعاء. وكما تتضمن متلازمة شيدياق هيغاشي نموذج من OCA بالإضافة إلى العديد من المشاكل المناعية وحالات العدوى المتكرِرة الحدوث واضطرابات عصبية غير معتادة وكذلك العديد من المشاكل الأخرى شديدة الخطورة.
مضاعفات المهق
في بعض الأحيان تظهر بعض المضاعفات عند مرضى المهق أو البرص على كل من العين والجلد والحالات الاجتماعية:
- مضاعفات العين:
قد تؤثر المشاكل التي تصيب الرؤية على القدرة في التعلم، والعمل، كذلك تؤثر على قيادة السيارة.
- اضطرابات في الجلد:
يعتبر جلد المصابين بهذا المرض حساس كثيراً تجاه الضوء وأشعة الشمس. بحيث يمكن القول أن حروق الشمس هي من أخطر المضاعفات التي ترتبط بالمرض. فمن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بسرطانات الجلد أو التخثر في الجلد الناتج عن الضرر الذي تسببه أشعة الشمس.
- الصعوبات العاطفية والاجتماعية:
كثير من المصابين يتعرضون للتنمر أو التحرش أو الأسئلة الزائدة عن سبب مظهرهم، أو نظراتهم المختلفة، أو عن الأجهزة المختلفة التي يستخدمونها لتحسين الرؤية. قد يشعر المريض نفسه غريباً بين أفراد عائلته. ونتيجة لذلك قد يصبح المريض منعزل اجتماعياً، بالإضافة لشعوره بضعف ثقته بنفسه، والإجهاد.
طرق الوقاية من المهق
في حال كان أحد أفراد العائلة مصاب بالمهق، فيستطيع مستشار في علم الوراثة مساعدتك في فهم نوع المهق. وما إذا كان هناك احتمال في المستقبل لإنجاب طفل مصاب بالمرض. كما يمكنه أيضاً أن يشرح لك الاختبارات المتاحة.
في ختام هذه المقالة نرجو أن نكون قد قدمنا المعلومات المفيدة التي تهمك، فقد تناولنا الكثير من المعلومات عن المهق وأهم الأعراض والأسباب بالإضافة إلى أنواع المرض وأشهر المضاعفات المتعلقة به. لمعرفة المزيد من المعلومات المفيدة يمكنك زيارة موقعنا الخاص.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.