الصحة النفسية وطرق العناية بها
هل تساءلت يوماً عن الصحة النفسية ماهي الصحة النفسية وطرق العناية بها؟ تعتبر الصحة النفسية جزء لا يتجزأ عن الصحة الجسدية، والعكس صحيح. حيث أنه يجدر بك العناية بصحتك النفسية بنفس درجة العناية والاهتمام الذي تقدمه للعناية بصحة جسدك. لذلك سنقدم في مقالتنا هذه عبر موقع ملهمون معلومات تفيدك عن الصحة النفسية وطرق العناية بها.
ماهي الصحة النفسية؟
اجتمع العلماء والأطباء أجمعين على أن الصحة الجسدية معروفة بسلامة الجسد من الأمراض، والآلام ، وسلامة جميع الأعضاء الداخلية. إضافة إلى سير العمليات الحيوية ووظائف الجسم بشكل سليم. إلا أن تعريف الصحة النفسية لا يمكن أن يكون بهذا الوضوح كما رأى بعض العلماء. بحيث أن دلالات النفس وكينوناتها وتوافقها ليست دلالات مادية ملموسة يمكن قياسها. بل يستدل عليها عن طريق مراقبة السلوك الخارجي للفرد وتفاعلاته واستجابته مع البيئة المحيطة.
كما تختلف تعريفات الصحة النفسية نظراً لاختلاف المجتمعات والثقافات والقواعد السلوكية التي تجري بها. ونتيجة لذلك يمكننا توضيح التعريف الأشمل والأبسط للصحة النفسية بما يلي: تعرف الصحة النفسية بحالة الفرد السائدة باستمرار والتي يكون فيها الفرد مستقراً نفسياً واجتماعياً. إضافة لشعور الفرد بالسعادة مع الآخرين ومع الذات أيضاً. وبالتالي القدرة على استغلال المهارات الذاتية وتحقيق وتقدير الذات بأقصى حد ممكن. أي أنها الميزة الاجتماعية التي يتميز بها سلوك الفرد تجاه الآخرين وتجاه نفسه، فيكون عندها فرداً متوازناً سعيدً وحسن الخلق.
أهمية الصحة النفسية
تعود أهمية الصحة النفسية على كل من الفرد والمجتمع. فهي المسؤولة عن زرع السعادة والتكامل والاستقرار بين أفراد المجتمع. ويمكننا تلخيص بعض النقاط الأساسية التي تشير إلى أهمية الصحة النفسية بشكل أساسي ومنها على سبيل المثال:
- الاستقرار الذاتي للفرد:
حيث تكون حياة الفرد خالية من جميع أنواع التوتر والمخاوف، بالإضافة لشعوره بالهدوء والسكينة والأمان الذاتي.
- إنشاء أفراد مستقرين وسويين عقلياً:
كلما كان الأهل يتمتعون بالقدر الكافي من الصحة النفسية والوعي، كانت قدرتهم على تربية أطفالهم بشكل سوي نفسياً أكبر. بالتالي الأسرة المستقرة نفسياً يتميز أفرادها دائماً بالتماسك والقوة الداخلية والخارجية، وبالتالي زيادة قوة المجتمع وتماسكه.
- تعزيز ذات الفرد:
تتيح الصحة النفسية للفرد الفرصة لفهم ذاته وفهم الآخرين حوله. كذلك تجعله أكثر قدرة على ضبط العواطف والسيطرة عليها. إضافة لذلك فإن الفرد يصبح أكثر قدرة على ضبط الانفعالات والرغبات ، وتوجيه السلوك الذاتي بشكل صحيح بعيد عن ردود الفعل السريعة وغير السوية.
أسباب الأمراض النفسية
تؤثر حياة الإنسان الاجتماعية والنفسية والبيئية، والعوامل الوراثية تأثيراً سلبياً أو إيجابياً في معدل الصحة النفسية التي يتمتمع بها هذا الإنسان. ومن أهم الأسباب التي من الممكن أن تخلق مرض نفسي عند البعض هي:
- العوامل الوراثية:
يعد المرض النفسي أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين من الولادة بأمراض عقلية. حيث أنه من الممكن أن تزيد بعض الجينات خطر الإصابة بالمرض النفسي، ومن الممكن أن يؤدي نمط الحياة المتبع إلى ذلك أيضا.
- التعرض للعوامل البيئية قبل الولادة:
من الممكن أن يؤدي التعرض للضغوطات البيئية، أو حالات التسمم، وتعاطي الكحول والمخدرات خلال وجود الجنين في رحم الأم إلى تعرض الطفل لخطر الإصابة بمرض نفسي عند الولادة.
- كيمياء المخ:
إن النواقل العصبية هي عبارة عن مواد كيميائية توجد بالحالة الطبيعية في المخ، مسؤولة عن حمل الإشارات إلى أجزاء أخرى من المخ والجسم. ولكن عند ضعف الشبكات التي تحتوي على المواد الكيميائية هذه، تتغير وظيفة مستقبلات وأنظمة الأعصاب، الأمر الذي يسبب حالات من الاكتئاب المستمر والحالات العاطفية غير الصحية.
مضاعفات الأمراض النفسية
تعد الأمراض النفسية من الأمراض الخطيرة في حال عدم المعالجة أو العناية بالموضوع. حيث أنه من الممكن أن يسبب المرض النفسي غير المعالج الكثير من المشاكل الصحية وردود الأفعال السلوكية أو الجسدية غير الصحيحة. ومن المضاعفات التي ترتبط في بعض الأحيان مع الأمراض النفسية ما يلي:
- عدم الشعور بالسعادة أو القدرة على الاستمتاع بالحياة
- المشاكل العائلية
- التعقيدات في العلاقات العاطفية
- الانعزال الاجتماعي
- إدمان التبغ والكحول والمخدرات
- التقصير في أداء الواجبات الدراسية أو الأعمال الأخرى
- التشرد والفقر
- إلحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين مثل: التفكير بالانتحار أو القتل
- الضعف في الجهاز المناعي، وبالتالي الصعوبة في مقاومة حالات الالتهاب
- الإصابة بأمراض القلب وغيره الكثير من الحالات الطبية الأخرى
الصحة النفسية وطرق العناية بها
يوجد الكثير من الأساليب والطرق التي تعمل على تعزيز الصحة النفسية في حياة الفرد بالنسبة لذاته أو لمن حوله. ومن هذه الطرق على سبيل المثال:
- النوم بالقدر الكافي الذي يحتاجه جسمك: حيث أن أخذ قسط كاف من النوم يقيك من الشعور بالاكتئاب والقلق المرتبط مباشرة مع النوم.
- اتباع نظام غذائي متوازن: فالنظام الغذائي المتوازن له دور في تعزيز مستوى الطاقة في الجسم ومساعدته على الشعور بالنشاط الدائم. كذلك الأمر له تأثير عميق على الصحة النفسية.
- ممارسة التمارين الرياضية: التمارين الرياضية مفيدة لصحة العقل كما هي مفيدة للجسم تماماً. فعند ممارسة التمارين الرياضية يتم إفراز مادة الاندورفين والسيروتونين المسؤولة عن تعزيز الحالة المزاجية مما يساعد على تخفيف حالات التوتر.
- تعزيز التواصل مع الآخرين: من الممكن أن يساعدك التحدث إلى الأشخاص الذين تثق بهم في زيادة الصحة النفسية لديك. لذلك حافظ على الاتصال الدائم مع أحبابك وتكلم معهم عن جميع مخاوفك وتوتراتك وتقلبات مزاجك.
- تحديد هدفك بالحياة والسعي الدائم للوصول إليه.
- تأمين التنشئة السليمة والخالية من جميع أشكال العنف تجاه كل من الأطفال والشباب في سن المراهقة ضمن العائلة.
- اللجوء إلى أساليب الاسترخاء على سبيل المثال: ممارسة التأمل والتمارين التنفسية. وكذلك ابتعد تماماً عن كل مصادر القلق النفسي والخوف والتوتر.
في نهاية مقالنا نرجو أن نكون قد قدمنا لكم المعلومات المفيدة عن الصحة النفسية وطرق العناية بها، وكذلك تناولنا أهم الأفكار عن أسباب الأمراض النفسية وأهم مضاعفاتها بالإضافة إلى أهم الطرق لتعزيز الصحة النفسية. إذا كنت ترغب في قراءة المزيد من المعلومات الصحية، ما عليك سوى زيارة موقعنا الخاص.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.