أضرار التدخين في قصة قصيرة….. طلب أحد الحكماء من رجلٍ مدخنٍ أن يقوم بإطفاء سيجارته في ثوبه. فدهش المدخن من هذا الطلب وقال باستغراب: وهل تظنّني شخصاً مجنوناً حتى أقوم بإحراق ثوبي!؟ أجابه الحكيم بهدوء: وهل ثوبك هذا أغلى من رئتيك وقلبك يا بُني؟ نعم هذه هي الحقيقة المرّة والواقع المحزن الذي نعيشه ونراه كل يوم. التدخين في كل مكان من حولنا وأعقاب سجائر مرمية هنا وهناك.
مراهقون يتباهون بحمل عبوات سجائرهم. والتدخين في زوايا الشوارع وعلى مقاعد الحدائق هنا وحتى أمام أبواب المدارس. فما هذه الآفة اللّعينة التي سلبت عقولنا وأموالنا. وجعلتنا نتواطأ معها على صحتنا وأعمارنا وسلامة أبنائنا…؟ تعالوا نناقش في مقالنا هذا أضرار التدخين والإجراءات التي تساعدنا في الإقلاع عنه وأهم مزايا تجنب التدخين وكذلك فوائد ترك التدخين.
ما هو التدخين؟
يعد التدخين إحدى العادات السلبية الشائعة بشكل كبير في كافة المجتمعات. على اختلاف مستوياتها الثقافية والاقتصادية. سواءً كانت متخلفة أم متحضرة. وسبب شيوع هذه العادة السيئة هو اعتقاد الناس بأن التدخين يساعدهم على نسيان همومهم ويشعرهم بالمتعة. أو أنهم اعتادوا عليه ومن الصّعب عليهم الإقلاع عن عادتهم هذه.
والأسوأ من هذا كله نظر الشّباب المدخنين إلى التدخين على أنه مرتبط بالرجولة. فتراهم يتباهون في تدخين سجائرهم. وإهدائها إلى بعضهم البعض كمن يتهادى شيئاً نفيساً. وبالطبع جميعها اعتقادات خاطئة. ليس لها أي أساس من الصحة.
أضرار التدخين:
إن للتدخين أضراراً لا تعد ولا تحصى وتشمل جوانب متنوعة من حياة المدخن من أضرارٍ صحية ومادية واجتماعية وغيرها الكثير وهذه بعضٌ من أضراره:
- زيادة احتمالية الإصابة بالسرطانات كسرطان الرئة وسرطان الحلق
- الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو المزمن وتليف الرئتين والتهاب الشعب الهوائية.
- التعرض لمشاكل دموية كتجلط الدم.
- الإصابة بأمراض القلب والتعرض لخطر النوبات القلبية وانسداد الشريان التاجي.
- زيادة في ضغط الدم وانخفاض معدل ضربات القلب.
- تغير لون بشرة الوجه إلى اللون القاتم وظهور التجاعيد عليها بشكل لافت.
- اصفرار الأسنان وتخريبها والإصابة بأمراض الفم واللثة. وانبعاث روائح كريهة من فم المدخن.
هذا ناهيك عن أضرار التدخين الاقتصادية حيث إنه سبب في هدر الكثير من الأموال من أجل شراء السجائر ولا سيما إذا كان المدخن من ذوي الدخل القليل فإن التدخين في مثل هذه الحالة يكون وبالاً عليه وعلى أسرته.
بعض الأمور التي تبعد الإنسان عن اعتياد التدخين:
إن كثرة أضرار التدخين ومضاره على صحة الجسم تجعل الشخص يفكر في الأمور التي من شأنها أن تقلل من إدمان هذه العادة ,و منها:
- الابتعاد عن شرب الكحول : إن شرب المشروبات الروحية والكحول يقود الإنسان إلى اعتياد التدخين. لذلك ينصح الشخص الذي لا يرغب باعتياد التدخين على عدم شرب مثل هذه المشروبات. واستبدالها بأنواع مشروبات صحية مثل العصائر والكوكتيل وتناول المكسرات.
- التخفيف من مجالسة المدخنين : إذ إن مخالطتهم بشكل دائم يدفع الشخص إلى اعتياد التدخين بشكل لا شعوري. لذا الأفضل أن يبتعد الإنسان عن الأشخاص المدخنين وأن يتقرب من الأشخاص غير المدخنين فهو بصورة أو بأخرى سيتأثر بهم. ويتخذهم قدوة في سلوكه ولا سيما إذا كان من فئة المراهقين والشباب.
- الابتعاد كل البعد عن عادة التدخين بعد الوجبات , ولا سيما الوجبات الدسمة. حيث إن هذه العادة ضارة جداً على صحة الإنسان من جهة وتدفعه إلى اعتياد التدخين من جهة أخرى لذلك من الأفضل استبدالها بتناول قطعة حلوى أو قطعة فواكه بعد الطعام بدلاً من تدخين سيجارة.
- الاستفادة من الإنترنيت للوقاية من اعتياد التدخين: وذلك من خلال الانضمام إلى جمعيات أو برامج تكافح التدخين وتنشر الوعي حول مخاطره.
- تجنب مصادقة رفاق السوء من المدخنين الذين ليس عليهم أية مراقبة من الأهل. إذ إن الصديق يتأثر بصديقه ويحاكي سلوكه.
- قيام الأهل بمراقبة ومتابعة أبنائهم باستمرار وتوعيتهم إلى مساوئ ومخاطر التدخين.
- نشر صور مقارنة بين رئتي شخصين أحدهما مدخن والآخر سليم وتوضيح جوانب الأذى بينهما بسبب التدخين.
طرق علاج أضرار التدخين:
التدخين عادة وإدمان والإقلاع عن هذه العادة هو أمر ليس سهلاً. ولكن في نفس الوقت ليس مستحيلاً. وهناك العديد من الإجراءات التي تساعد الإنسان على الإقلاع عن عادة التدخين والتخلص منها أهمها:
- الإرادة والتصميم:
إنّ الإرادة القوية والتصميم والعزيمة النابعة من صميم نفس المدخن للتخلص من هذه العادة هي من أكثر الأمور أهمية لمساعدة المدخن على ترك التدخين. كما أن تذكير الإنسان لنفسه بشكل دائم بمضار التدخين وما يسببه من أمراض خطيرة ومشكلات صحية
- التفكير بالجانب الاقتصادي:
قيام الشخص المدخن بحساب كمية المال التي يهدرها شهرياً لشراء التبغ. مما يدفعه للمحافظة على أمواله وترك عادة التدخين. علاوة على ذلك فإن ممارسة الرياضة من ألعاب رياضية أو تمرينات رياضية كالاشتراك في نوادي رياضية ذلك أن الرياضة تسهم في تحسين مزاجه وتشعره بالراحة النفسية بالرغم من صرف مقدار أقل من المال عليها.
- المساعدة الطبية:
في الواقع إن الاستعانة بطبيب مختص يساعد على الإقلاع عن التدخين. من ثم الالتزام بما يقدمه من استشارات طبية ونصائح ووضع خطة للمساعدة على التخفيف من التدخين تدريجياً. إضافة إلى قيام الطبيب بإعطاء المريض بدائل عن النيكوتين (Nicotine)الذي يوجد في السجائر. كالعلكة وجهاز الاستنشاق أو إعطائه بعض الأدوية التي تتناسب مع حالته إذا اقتضى الأمر ذلك. كما ومن الممكن للمدخن استخدام السجائر الإلكترونية ولكن بصورة قليلة لأنها مضرة أيضاً.
- ممارسة تقنية الاسترخاء:
كممارسة تمارين التنفس العميق أو التدليك والمساج أو حتى الاستماع إلى الموسيقا الهادئة أو ممارسة اليوغا أيضاً. وتذكير الشخص لنفسه بمزايا وإيجابيات تركه التدخين حيث أن هذه التذكيرات يغذي طاقته وقوة إرادته على كبح رغبته في التدخين ومن هذه المزايا مثلاً تحسن صحته وحماية أطفاله أو المقربين منه من مضار التدخين السلبي وتوفير أمواله في شراء أشياء أكثر فائدة كالملابس والفواكه وغيرها. كما وأن تغيير روتين مشروباته ولا سيما تلك المشروبات التي ارتبط التدخين بشربها من مثل الكحول أو القهوة أو المشروبات الغازية وغير ذلك.
اقرأ أيضا طرق الإقلاع عن التدخين
- ممارسة بعض العادات الصحية:
ممارسة بعض العادات الصحية التي تقيه من التدخين ومنها:
- الانشغال بممارسة هوايات مفيدة أو أعمال محببة للشخص كالعزف أو الرسم أو الكتابة أو حتى العمل على جهاز الحاسوب.
- التنفس بعمق والمشي في أماكن نقية غنية بالأوكسجين عندما يشعر الشخص برغبته في التدخين.
- أن يبتعد الشخص عن الأماكن التي يتواجد فيها المدخنون بكثرة من مثل المقاهي واستبدالها بالمكتبات والمتاحف مثلاً إذ إنها أماكن لا تسمح بالتدخين
- شرب كميات كبيرة من السوائل
- ممارسة الرياضات المتنوعة كرياضة المشي أو اليوغا التي تساعد الفرد على الاسترخاء.
وَأَخِيرًا يمكن القول “إن التدخين هو عادة سيئة بكل المقاييس. وإن كثرة أضرار التدخين تجعلنا أن نفكر بكيفية الإقلاع عنه وتجنبه حفاظاً على صحتنا وسلامتنا وسلامة أحبائنا”.
