الانسان كائن تحكمه العادات، لذلك وعندما يتبع المرء منا عادات يومية مفيدة سيجد نفسه يعيش أفضل حياة ممكنة. لكن هذا الأمر أسهل في القول من الفعل. بمعنى آخر من الصعب إعادة تشكيل أدمغتنا على عادات جيدة تفيدنا في حياتنا اليومية. وإذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا فيجب أن نعترف أن مشاهدة آخر حلقة من مسلسلنا المفضل ستجذبنا كثيراً. وذلك وبشكل أكبر من قراءة كتاب يجعلنا ننظر للعالم بشكل أفضل. كما أن المثلجات والأطعمة السريعة ستثير شهيتنا أكثر من تناول الخضروات والفاكهة المليئة بالعناصر الغذائية المفيدة. بالرغم من ذلك لا يجب عليك أن تقلق. وبشئ من المثابرة والانضباط وبمساعدة مقالنا هذا يمكنك اتباع عادات مفيدة يؤدي تراكمها يوماً بعد يوم إلى تحقيق حياة أفضل.
ما الذي يمكن اعتباره عادات يومية مفيدة؟
سنبدأ من دون المزيد من المقدمات، إليك 10 عادات مفيدة ستحسن من يومك وحياتك عامة.
عادات يومية مفيدة للاسترخاء وتغذية العقل
وسط زحام العمل وضغوط الحياة اليومية نحتاج جميعنا إلى مهرب يخفف عنا وطء الحياة المعاصرة التي يحكمها التسارع والتوتر. لذلك وبدلاً من اللجوء إلى الإفراط في الأكل أو مشاهدة المسلسلات والأفلام التي تؤدي إلى كسل ذهني، ربما أردت أن تخوض غمار قصة خيالية تقدح مخيلتك وتأخذك إلى عالم آخر. ومن هذه القصص سيد الخواتم وهاري بوتر (إن كنت من الأشخاص النادرين الذين لم يقرؤوا هذه الروايات الشهيرة).
لا تحب الخيال؟ حسناً ماذا عن قصة غموض تشجعك على حل مشكلة ما؟ وتوقع شخصية القاتل كما في روايات أجاثا كريستي وآرثر كونان دويل؟ هناك أيضاً الروايات العاطفية التي تذكرك بجمال العالم والعلاقات الانسانية كما في مرتفعات وذرنج لإيميلي برونتي.
هل ما زلت غير متحمس باعتبارك لا تحب القصص والروايات؟ لا مشكلة، يوجد الكثير مما يندرج تحت خانة الغير خيالي يمكنه تغيير مسار يومك إلى الأفضل. فكتب السفر والرحلات ستفتح عينيك على بلدان ومدن أخرى ربما رغبت بزيارتها يوماً ما.
وكتب المساعدة الذاتية ستضفي بعض النظام والحيوية على حياتك، ولعل أهم هذه الكتب هو العادات الذرية، فن اللامبالاة، نظرية الفستق، تناول ذلك الضفدع وغيرها الكثير. مهما كان ذوقك وما يثير شهيتك وفي حال أردت قائمة عادات يومية مفيدة ننصحك بوضع قراءة الكتب على رأس القائمة.
لا تعتقد أن التشتت بين عدة مهام هو من جملة عادات يومية مفيدة تتبعها
هل سمعت أحداً ما يقول أن الدماغ البشري مثل معالج الكمبيوتر؟ حسناً هذه مقولة خاطئة تماماً. فالدماغ البشري لا يستطيع العمل على عدة مهام معاً كما في أجهزة الكمبيوتر. ونتيجة لذلك الاعتقاد الخاطئ هناك عدد لا يحصى من الناس الذين يحاولون خوض جدول مهامهم المزدحم بالجمع بين عدة مهمات في آن معاً.
وبينما تظن أنك ترفع من إنتاجيتك بهذه الطريقة فأنت لا تفعل شيئاً إلا فرض ضغط نفسي أكبر على عقلك. بالإضافة إلى تخفيض الجودة الإجمالية لأعمالك. باختصار نقول ان تعدد المهام عادة سيئة جداً وتشتت انتباهك وتضع دماغك في حالة إرهاق دائم.
عادات يومية مفيدة اجتماعية
حان الوقت لكي تفكر في عادات يومية مفيدة لك وللآخرين. الكثيرون لا يعرفون أنه يمكن جعل يومك أفضل عبر مشاركة البهجة مع أحد آخر. لذلك قم بتوجيه مجاملة صادقة إلى أحد ما وراقب احمرار وجهه خجلاً وفرحا. ونحن نثق بأنه من أجمل المشاعر أن تضفي الفرح والبهجة على اليوم الذي يمضيه المقربون منك. احرص على أن تكون منارة للإيجابية لمن حولك دائماً.
عادات يومية مفيدة في الإعلام والشبكات الاجتماعية
يخطئ من يظن أن الشبكات الاجتماعية ستخفف من القلق والإرهاق اليومي. فوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة ستزيد من القلق والتوتر بمقدار الضعف على الأقل وبوسائل كثيرة. وفي مقدمة هذه الوسائل دفعك لمقارنة حياتك بحياة الآخرين مما يثير السخط والحسد. لذلك ابتعد عن الشاشات، اطفئ هاتفك والتلفاز.
لهذا السبب ننصحك باستغلال الوقت المخصص لهذه الأمور في تعويد نفسك على العيش والوجود دون جهاز في يدك دائماً. لكن هذا قد يكون أمراً صعباً في البداية خصوصاً لأولئك الذين لا يطيقون العيش دون هواتفهم. لكنك ستجد منافع جمة في الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي لمدة ساعة على الأقل يومياً.
اجعل من تذكر أهدافك دائماً من جملة عادات يومية مفيدة لك
ما هو السبب الذي يجعلك تنهض من سريرك صباحاً؟ والأهم من ذلك ما هي طموحاتك؟ وهل يستحق مجهودك ووقتك؟ لذلك وفي حال أردت جعل يومك أفضل فربما أردت التفكير في الهدف والمغزى من حياتك. وبسبب هذا الاسلوب في التفكير قم بإعداد قائمة بالأمور التي تحفزك وتشجعك بالإضافة إلى الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
الضحك والبهجة أهم عادة من عادات يومية مفيدة لك ولمن حولك
الضحك يخفف التوتر ويجعل ضغوط الحياة اليومية أكثر احتمالاً. لذلك وإذا أردت عادات يومية مفيدة فاجعل الضحك رفيقك الدائم. على سبيل المثال يمكن أن تخطط لحضور عرض أو مشاهدة مسلسل أو مقطع فيديو مضحك على يوتيوب. وامرح مع اصدقائك وتبادلوا المزاح معاً. حيث يمكن لجلسة صغيرة من الضحك أن تخفف عنك أيام من الضغوط وعناء الحياة اليومية. لذلك ومهما بلغ انشغالك احرص على تخصيص وقت للضحك.
عادات يومية مفيدة تحسن من مزاجك
لا يمكن الحديث عن عادات يومية مفيدة دون ذكر المشي والتجول في الهواء الطلق. حيث يمكن لهذه العادة أن تحسن من عدة جوانب من حياتك اليومية كالمزاج والانتاجية بل وحتى نظرتك للحياة بشكل عام. لذلك وعبر الابتعاد عن مكان عملك وتغيير البيئة المحيطة يمكنك التفكير في يومك بشكل أفضل وفي حل للمشاكل التي تعترضك. كما ويمكن لتزجية بعض الوقت في الهواء الطلق أن يجعل من مللك وكسلك إلهاماً وأن يحول الإحباط والغضب إلى شعور بالامتنان ليوم جميل.
لكن يجب أن تتذكر أنك لست بحاجة لاقتلاع حياتك من جذورها لكي تكون سعيدا. يمكن لتغيير بسيط لموقفك ووجهة نظرك في الحياة أن يحسن من يومك كثيراً. يمكنك مثلاً أن تذهب إلى حديقة هادئة في الصباح الباكر. واستمتع بالنسيم والأشجار وشعاع الشمس الذي يتخللها. هذا الوقت في الطبيعة يمكنه أن يحسن من مزاجك كثيراً ويغير من نظرتك للحياة.
احرص على أن تكون محاطاً بالناس الإيجابيين
قد يخيب أملك إن قلنا لك أن الشعور بالتفاؤل هو أمر ضد الطبيعة البشرية. لذلك عادة ما يركز الناس على السلبيات في حياتهم ويرون التفاؤل والإيجابية أمراً مستحيلاً تحت ظروف معينة.والأهم من ذلك يجب أن تتذكر أن السلبية معدية. ونتيجة لهذه العدوى السلبية احرص على أن تبتعد عن الناس السلبيين الذين يتخذون من التذمر والشكوى هواية لهم. وتقرب من الناس الايجابيين الذين يتفهمونك ممن يمتلكون الشغف والحماس للحياة. هؤلاء الأشخاص ينقلون إيجابيتهم إليك ويساعدونك على تبني عادات يومية مفيدة وصحية.
كن ممتناً
نصحناك مسبقاً بتذكر أهدافك دائماً. لكن تحقيق هذه الأهداف سيجعل من حياتك دوامة لا تنتهي من الأعمال والواجبات والمهام اليومية. وهي مهام نعدك ونؤكد لك بأنها ستثقل كاهلك في بعض الأوقات. لذلك من المهم أيضاً أن تتوقف، تأخذ استراحة وتنتقل في تفكيرك مما ليس لديك إلى ما تتمتع به من نعم وفضائل. فكر في عائلتك واصدقائك. بل وحتى المتع الصغيرة في الحياة مثل كوب القهوة الصباحي أو ربما نسمة الهواء العليلة في ليلة صيف. لا تأخذ الحياة كأمر مسلم به، وكن ممتناً لأنك حي وتعيش حياة مليئة بالاحتمالات.
التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط
هل تعلم ما هو أثمن شئ في الوجود؟ المال؟ بالطبع لا، العائلة؟ ربما لكن احزر مجدداً، إنه الوقت. الوقت هو الشئ الوحيد الذي لا يعوض. وكل دقيقة تمضي من حياتك لن تعود. وأهم ما يوفر الوقت هو التخطيط. وفي معظم الحالات وعندما يسوء يومك لسبب ما يسهل الاعتقاد بأن حياتك تحكمها الفوضى، إلا أن التخطيط هو من جملة عادات يومية مفيدة تمكنك من استعادة زمام الأمور وتغيير يومك نحو الأفضل.
ويساعدك التخطيط على استخدام وقتك بالشكل الأمثل وتحقيق أكبر فائدة من يومك. تناول قلماً واكتب مهامك ورتبها حسب الأولوية. وقم بتخصيص مجال زمني لكل منها مع توزيعها بالشكل الأمثل على الساعات المتبقية من اليوم. وهذا ما يسمح لك برؤية واستشراف يومك في موضع وجدول واحد فقط بدلاً من التشتت والضياع في أكثر من موضع. وأهم ما ستعرفه عند القيام بهذه الخطوة هو أن مهامك ليست بالصعوبة التي تظنها، وأن يومك أسهل في الأدارة مما هو متوقع.
كما ترى من هذه القائمة فليس من الصعب تبني عادات يومية مفيدة تغير اتجاه حياتك. قد تبدو لك أنها صغيرة وغير هامة. وهي كذلك في حال لم تلتزم بها ونفذتها ليوم واحد فقط. أما إذا جعلتها مساراً دائماً لحياتك فعندها ستعرف أن الحياة يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه الآن.
تابع ملهمون لعلك تصبح ملهماً يوماً ما