رحيل كاسميرو عن الميرنجي | خطة دهاء واستعطاف لامتصاص غضب الجماهير

رحيل كاسميرو عن الميرنجي | خطة دهاء واستعطاف لامتصاص غضب الجماهير. ألم يحن الوقت لكشف بعض التفاصيل المتعلقة بخبايا صفقات الريال، والتي رغم تكرارها بشكل ممنهج، إلا أن بعض المشجعين، لا يودون رؤية الحقيقة. بل يودون تصديق الإعلام الممنهج من قبل فلورنتينو بيريز، وأعمدة النادي الملكي، المسؤولة عن هذه الصفقات.

فرحيل كريستيانو رونالدو، ثم رحيل كاسميرو، ومن قبلهم التخلي عن أساطير النادي. وكأن ريال مدريد، هو النادي الأكثر تخلي عن أساطيره، الذين صنعوا هذا المجد والعراقة للنادي، وكانوا العمود الأهم في لقب نادي القرن، وأكثر نادي تتويجاً بدوري أبطال أوروبا.

لذا سيقدم لك، في هذه المقالة، عن تاريخ ريال مدريد في إدارة بعض الصفقات التي استفزت الجماهير. وما وراء صفقة رحيل كاسميرو عن الميرنجي لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

رحيل كاسميرو عن الميرنجي وخطة الريال لإقناع الجماهير

في الواقع، بدأت خطة رحيل كاسميرو عن الميرنجي، ومن قبلها رحيل كريستيانو رونالدو، بعدة مراحل متشابهة. وكأنها خوارزمية موحدة لتخفيف وقع الخبر على الجماهير الغير متقبلة، لرحيل أحد لاعبيها المفضلين.

ترتيب خطة رحيل كاسميرو عن الميرنجي

• أولاً: هي جعل الإعلام العالمي، وبالأخص الإعلام الإسباني، موجه للترويج لورود عرض ضخم من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي. لكن، دون الإفصاح عن المبلغ المعروض، أو تفاصيل دقيقة عن الصفقة.
• ثانياً: جعل الإعلام الإسباني أو العالمي، بنشر بعض الإشاعات والأخبار، التي تتحدث عن نية الريال حول الصفقة، أو بمعنى أدق: التمهيد للإجابة عن موقف رئيس النادي حول رحيل كاسميرو عن الميرنجي. فظهرت صحيفة “أس” الإسبانية، لتؤكد عدم موافقة فلورنتينو بيريز والمدرب كارلو أنشيلوتي حول العرض. لكن رغبة اللاعب، والمبلغ المقدم، هو من يحدد وجهة اللاعب.
• ثالثاً: تأكيد الأخبار السابقة، بان اللاعب كاسميرو، ينوي خوض تجربة جديدة بعيدة عن الميرنجي، الذي توج معه بـ 18 لقب. رغم أن بعض الأخبار السابقة، لبعض الصحف المحايدة، أكدت أن كاسميرو سعيد في الريال، ولا ينوي الرحيل، خاصة بعد التتويج بدوري الأبطال.
• رابعاً: تسريب تفاصيل العرض بالتفصيل، من قيمة العرض المقدمة من مانشستر يونايتد، إلى الراتب الذي سيحصل عليه كاسميرو من النادي الإنجليزي. والتركيز على فكرة أن اللاعب البرازيلي سيتقاضى ضعف ما يحصل عليه من ريال مدريد.
• خامساً: غسل أدمغة المشجعين الذين لم يتقبلوا ما يحدث، بأن اللاعب قدم أفضل ما لديه في النادي الملكي، وأن المبلغ المقدم سيكون لتحضير بديل شاب. لكن أين البديل في صفقة كاسميرو، هل تعتقد أن تشواميني أو إدواردو كامافينجا بمثابة بدلاء لكاسميرو؟
• سادساً: استسلام الجماهير لفكرة الرحيل، خاصة بعد التخطيط لوداعية مليئة بمشاعر الأسى على رحيل اللاعب. من خلال صور ومقاطع، لأفضل ما قدمه اللاعب مع الميرنجي، كما في هذا المقطع على سبيل المثال. وكتلخيص لكل ما سبق مع كاسميرو وحتى كريستيانو، يمكننا رسم خارطة مدروسة للتخلي عن أي لاعب غير مرغوب في بيعه، من قبل الجماهير:

اقرأ المزيد عن: ريال مدريد في دوري الأبطال | 4 دروس على الفرق تعلمها من تجربة الملكي

خطة الريال لإقناع الجماهير برحيل كاسميرو

ما سر تخلي الريال عن كاسميرو وكريستيانو

في الواقع، وبعيداً عن كل التحليلات العاطفية، فإن ريال مدريد هو مشروع رياضي ناجح إلى حد كبير، ومن واجب القائمين على النادي التعامل بأسلوب التجارة في رفض أو قبول الصفقات الواردة.
وبالعودة إلى صفقة كاسيميرو، اللعب البرازيلي الذي قدم للنادي أكثر من 8 سنوات من العطاء وأكثر من 18 بطولة، ولن يقدم أكثر مما قدمه سابقاً. كما وصل اللاعب لعمر الـ 30، والذي يعد بداية النهاية لمسيرة أي لاعب كرة قدم. والأهم هو المبلغ الضخم المقدم من إدارة مانشستر يونايتد، “حوالي 80 مليون باوند”.

وبالعودة لكل هذه النتائج، نجد أن الريال يتعامل بعقلية تجارية بحتة، بعيداً عن إدخال العاطفة الرياضية في مسائل الصفقات والعقود. لكن بعض الجماهير لا تقتنع بالرابط الوثيق بين العقلية التجارية والرياضة. وما يقصد بالعقلية التجارية هنا، هي دراسة القيمة المادية والعائد المادي فقط، من أي صفقة متاحة، ثم التفكير بطريقة تعويض اللاعب، سواء أكان التعويض على المدى القريب، أو خلال أكثر من موسم.

ماذا سيقدم كاسميرو لمانشستر يونايتد

رحيل كاسميرو عن الميرنجي لصالح مانشستر يونايتد، حرك ذاكرة بعض الجماهير، لطريقة النادي الإنجليزي في إبرام الصفقات الكبيرة. لكن صفقة كاسميرو تبدو مغايرة لصفقة سانشيز أو بول بوجبا مثلاً. وذلك لعدة أسباب أهمها:

• لاعب خبرة، يبلغ 30 عاماً، متمرس في أفضل البطولات الأوروبية، وأحد أفضل الدوريات الأوروبية “الدوري الإسباني“.
• عقلية اللاعب الاحترافية، والتي ظهرت مع ريال مدريد والمنتخب البرازيلي، والأهم أنه يظهرها على أرض الملعب. كما ظهرت خلال أول مشاركة للاعب مع النادي الإنجليزي، أمام نادي ساوثهامتون، والتي انتهت بفوز اليونايتد بهدف دون رد.
• حاجة اليونايتد للاعب في مركزه، وضعف أسماء خط الوسط الذين يشغلون القسم الدفاعي. لذلك نرى أن النادي الإنجليزي بدأ بدراسة العروض الكبيرة التي يقدمها، لتفادي الخسارة المادية والجماهيرية، كما حصل مع صفقة سانشيز وبول بوجبا، وغيرهم الكثير من الصفقات التي لم تثبت ما دفع فيها.
• رغم صعوبة الدوري الإنجليزي، إلا أنها فرصة لكاسميرو، للدخول في معترك جديد، لكن بضغوطات أقل، فلن يلعب في دوري أبطال أوروبا، مع وجود حافز إيصال النادي الإنجليزي للبطولة الأعرق السنة القادمة.
• قدرة اللاعب على الاندماج بالتشكيلة، خاصة مع وجود زملائه السابقين في النادي الملكي، “كريستيانو وفاران”. ووجود بعض اللاعبين الذين يتحدثون اللغة البرتغالية، “فريد وبرونو”.

صحة قرار رحيل كاسميرو عن الميرنجي

لا يمكننا التكهن بصحة قرار اللاعب البرازيلي في الخروج من النادي الملكي إن كان هذا القرار من محض إرادته، كما روج له. لكن يمكننا الجزم أن الريال اشترى اللاعب الفرنسي تشواميني، وبدأ المدرب كارلو أنشيلوتي بالاعتماد عليه، كما رأينا في المباريات الودية التي خاضه الريال.

كما نعلم أن كسميرو يتبقى له عامين على انتهاء عقده في الريال، وأن النادي الملكي يتبع سياسة التهميش بعد وصول أي لاعب للثلاثين عام. ويجدد للاعب بشكل سنوي، دون تقديم عروض طويلة الأمد.

وفي الختام لمقالتنا “رحيل كاسميرو عن الميرنجي | خطة دهاء واستعطاف لامتصاص غضب الجماهير“. وبعد التعرف على “سر تخلي الريال عن كاسميرو وكريستيانو“. و”ماذا سيقدم كاسميرو لمانشستر يونايتد“. كما ورد “صحة قرار رحيل كاسميرو عن الميرنجي“. نستدرك أن العلاقة بين نادي مانشستر يونايتد وريال مدريد ما زالت بأوجها، وخاصة في الصفقات، وربما سنشهد انتقال كثير من اللاعبين بين الناديين على مدى السنوات القادمة. وكأن الريال الآن يرد الدين للنادي الإنجليزي الذي باعه كريستيانو في أفضل حالاته، ومن قبله فانستيلروي، والأمثلة تطول.