نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم

أوبرا وينفري عظمة النجاح

0 177

سيدةٌ نفضت غبار الألم عن سواعدها، لتنهض من تحت ركام الظلم قوية وصلبة. ظلمتها الحياة بقسوتها، لاسيما الناس الذين حاربوها حد الجنون، تعثرت كثيراً كي تصل إلى مبتغاها. وتحملت أقسى أنواع الظروف كي تنجح، غير أنها لم تبالي بكل ما قيل وقال، في الحقيقة هي عملت بما قاله وليم شكسبير ( قلب لا يبالي، يعش طويلاً )، إنها الإعلامية الأمريكية الشهيرة ومقدمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري، فما قصتها؟

نشأة أوبرا وينفري

ولدت أوبرا وينفري في ولاية مسيسيبي بتاريخ 29-1-1954م، ثم انتقلت بعدها للعيش في ولاية ميلووكي، كما كان والدها يعمل حلاقاً، بالإضافة إلى عمله بالتجارة بمشاريع صغيرة، وكانت والدتها تعمل كخادمة في البيوت، وعندما انفصل والديها عن بعضهما، فيما بعد عاشت أوبرا لدى جدتها في حي فقير، حتى بلغت السادسة من عمرها، وكانت حينها ترتدي أثواباً من أجولة البطاطا مما كان يعرضها للسخرية من أبناء الحي.

أوبرا وينفري في عمر الطفولة

حياة أوبرا وينفري الدراسية

بعد دخولها روضة الأطفال، لاحظت معلمتها أنها لا تشبه أقرانها من الأطفال، لاسيما أنها لا تنتمي إلى ثقافتهم وعقولهم، فطلبت من مدير الروضة نقلها إلى مرحلة أعلى، تحديداً الصف الأول، لأن عقلها وذكائها يؤهلانها لكي تحلّ في مرحلة الصف الأول.
ثم في مدرسة “East Nashville High School”، حصلت أوبرا على لقب الطالبة المحبوبة الأكثر شعبية، في الحقيقة نظراً لتعاملها الجيّد مع جميع المعلمين والطلاب، وكانت تعدّ حينها في تلك الفترة من عمرها، من أكبر المعجبات بالنجم العالمي”Michael Jackson”، وكانت تشجّع الجميع على حضورهم لحفلاته الغنائية، بالرغم من وضعها الماديّ الرديء، وأكملت تعليمها الجامعي فيما بعد في تينيسي وذلك إثر منحةٍ حصلت عليها لأنها كانت من أوائل الطلاب في الجامعة.

يمكنك أيضاً التعرف على طرق التحفيز الدراسي

أوبرا وينفري في سن المراهقة

المرحلة الأصعب في حياة أوبرا وينفري

تعرضت للاغتصاب في عمر الـ 14 عاماً، ثم نتج عنه حملها بطفل لم يعش طويلاً، حيث مات بعد فترة قصيرة من ولادته، في الواقع هذا الأمر الذي تسبب لها بمشاكل في الرحم لاحقاً، وعلى أثره تعرضت للحرمان من نعمة الإنجاب على الإطلاق.

من جهة أخرى كانت هذه الفاجعة لها تأثير سيء على حياتها، حيث أدمنت على تناول المخدرات وحبوب الهلوسة، ثم جعلها فيما بعد تدمن الهيرويين والكوكايين.

فيما بعد لم تستطع والدتها السيطرة عليها وعلى أفعالها، عموماً قامت بإرسالها إلى دور التأهيل والرعاية، بالأخص إلى مركز “juvenile hall  “، والذي يختص بتأهيل وتحسين الأطفال ما دون عمر الـ18 عاماً، ولكن من حسن حظ أوبرا أنها لم يتوفر لها مكان في المركز، في النهاية هذا الذي استدعى والدتها إلى أن ترسلها إلى والدها لتعيش معه.

وبعد تخرجها من الجامعة لقبوها بـ ” Miss Black Tennessee “، الذي جعلها تلفت الأنظار إليها، ثم حصولها على عمل كمراسلة في محطة إذاعية محلية تدعى “WVOL” ليبدأ حينها مشوارها المهني.

نظرة تأمل أوبرا وينفري

حياتها المهنية

عملت  في عمر التاسعة عشر في تلفزيون ” Nashville”، وكانت تعد حينها أصغر مذيعة في تاريخ المحطة. في الحقيقة لم تتمكن من الاستمرار في مجال الأخبار. لأن مخرج الأخبار قام بطردها من النشرة حيث تأثرت كثيراً وهي تقرأ النشرة. وعرض عليها فيما بعد أن تكون برنامج نهاري منوع.
مع هذا انتقلت بعدها إلى تلفزيون (WJZ_TV) في بالتيمور. والذي انطلقت منه لتقديم برنامج حواري محلي آخر على نفس القناة بعنوان (People are talking).

وفي عام 1984م، شاركت في تقديم نشرة الأخبار للتلفزيون المحلي في “بالتيمور”، ماريلاند. ومن بعدها حصلت على إعجاب المعنيون في محطة ”  WLS” في شيكاغو. ثم طلبوا منها القدوم للقيام باختبار الأداء لتقدم برنامج طبخ.

علاوة على ذلك بالرغم من عدم معرفتها في أي شيء يتعلق بالطبخ والوصفات إلا أن هذا لم يوقفها. بل هذا كان شعوراً طبيعياً لدى أي إنسان. ثم من بعدها عملت في قناة ABC العالمية. لتقوم بتقديم عرض لهم وهو تبني برنامج طبخ خاص بها. لكنهم رفضوا، وشعرت بالإحباط الشديد، ولكن لم تجعل هذا يعيق من حماسها واندفاعها.

ثم في عام 1985م كانت أوبرا ترغب أن تصبح ممثلة. خاصة بعد أن قامت بتمثيل دور رئيسي في فيلم “اللون الأرجواني” الذي كان من إخراج ” ستيفن سبيلبيرج”. والذي تم ترشيحه حينها لـ9 جوائز أوسكار. لأنه كان يشير إلى المواطنين الأميركيين من أصول أفريقية، وما يعانوه خلال فترة استعبادهم من قبل الأميركيين ذوي البشرة البيضاء. وفيما بعد نالت أوبرا العديد من العروض السينمائية والتلفزيونية.

بينما تم نجاح فيلمها “اللون الأرجواني”، تم تمديد وقت البرنامج الذي تقدمه ليصل إلى قرابة ساعة من البث، وقاموا بإعادة تسميته ليصبح معروفاً باسم برنامج “أوبرا وينفري” (Oprah Winfrey Show) هذا الاسم الذي لن ينساه الجمهور.

تستطيع التعرف أيضاً على أشهر النساء العاملات الناجحات حول العالم

خطاب أوبرا وينفري

أعمال أوبرا وينفري

إن أعمال أوبرا وينفري خلال حياتها عديدة إليكم أبرزها:

استديو خاص

في عام 1988م قامت بتأسيس الاستديو الخاص بها (Harpo Studio) والتي تعني أحرف اسمها بالترتيب المقلوب، وفيما بعد استطاعت شراء حقوق عرض برنامج (Oprah Winfrey Show) من شبكة ABC وأصبح البرنامج ملكها وحدها. مما جعلها أول امرأة في التاريخ تنتج برنامجها الخاص بنفسها، وثالث امرأة تعمل في مجال الإعلام والترفيه التي تملك الاستديو الخاص بها، بعد كل من (Mary Pickford) و (Lucille Ball).

مجلة شهرية

كما أصدرت أوبرا في شهر نيسان عام 2000م مجلة شهرية تحمل اسمها(The Oprah Magazine)، التي أصبحت واحدة من أهم المطبوعات، ومن أنجح المجلات في العصر الحديث من خلال عدد القرّاء، الذي وصل إلى مليوني ونصف المليون قارئ شهرياً. كما حرصت على وصول أعداد مجلتها إلى أماكن مختلفة من حول العالم، فأصدرت أول عدد من المجلة في جنوب إفريقيا تحت عنوان (عش أفضل حياة ممكنة) (Live your best life).

 

شبكة إعلامية خاصة

وفي عام 2008 قامت أوبرا بالاتفاق مع مؤسسة (Discovery Communication) إلى إعلان خطة بإطلاق شبكتها الخاصة
(OWN: Oprah Winfrey Network) لتحقق معها أوبرا رقما قياسياً جديداً، بأول شبكة يؤسسها شخص واحد وتسمى تيمناً باسمه كأحد المبدعين.

كما شهدت ذات السنة انطلاق أول منصة تفاعلية للنقاش حول الكتب، ووقع الاختيار على كتاب (The New Earth) كأول منشور سيقرأ في نادي الكتب الذي أطلقته أوبرا وينفري، ثم تم تحميل هذه المناقشات حوالي 35 مليون مرة، فشكل هذا النادي الذي أسسته أوبرا فرصة للمؤلفين والكاتبين ودور النشر لزيادة مبيعات كتبهم، وإيصال فكرتهم بسرعة ولجمهور واسع.

للتعرف أيضاً على كيفية إطلاق مشروع جديد من هنا 

أوبرا وينفري وبرنامجها الناجح

هو ذاك البرنامج الحواري الأكثر انتشاراً، والأعلى نسبة مشاهدة في تاريخ التلفزيون الوطني الأمريكي والعالمي. حيث كان يتم عرضه في 150 بلداً. والذي استمر عرضه لـ25 سنة من الزمن.

كما استضافت أوبرا وينفري من خلاله آلاف الأشخاص من مشاهير الفن والأدب والسياسة. وحتى الناس العامة الذين حملوا قصصهم وأخبارهم إلى مسرح البرنامج وشاركوها مع العالم.

وفي عام 2001م حقق هذا البرنامج  (Oprah Winfrey Show)لوحده حوالي 300 مليون دولار تقريباً من عائدات الشركة. حيث كان يتم بثه في 107منطقة من البلاد حول العالم.

كما حقق المرتبة الأولى في الولايات المتحدة ضمن فئة البرامج الصباحية التي ضمت حوالي 50 برنامج حواري آخر. كما ظهرت لدى أوبرا وينفري موهبة اكتشاف مواهب جديدة في عالم البرامج والتقديم. وكأنها تملك حاسة سادسة حول هؤلاء الأشخاص والمواضيع القادرة على نيل إعجاب الجمهور. والتي تستطيع تحقيق نسب مشاهدة عالية. كما تستطيع الحكم على ضيوفها من الظهور الأول، عن طريق مراقبة حركة الجسد خاصته، وكيفية تصرفه وحديثه ومدى تفاعل الجمهور معه.

وقدمت أوبرا آخر حلقات برنامجها هذا في 25 أيار من عام 2011م، خصوصاً بعد أن أخذت قرار الاعتزال في تقديم البرامج نهائياً، والتفرغ ﻹدارة شبكة القنوات الفضائية الخاصة بها، والتي تحمل الأحرف الأولى من اسمها.

مقابلات أوبرا وينفري

في الختام لا بدّ من الإشارة إلى أن الحياة ليست بوردية بل هي مليئة بالفشل تارة  والنجاح تارة، وعظيمون هم من يستثمرون الفشل ليصبح نجاح يتميزون به، وهذا بالضبط ما قامت به أوبرا وينفري، وعلى وجه الخصوص علينا الإيمان بمقولة

” لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة أبداً” فبعد كل نفق مظلم هناك ضوء سيجعل حياتنا أجمل إن استطعنا إيجاد المخرج بعزيمة وإصرار.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما
تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما

 

اترك رداً

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.

تم إضافة تعليقك بنجاح

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء ملفات الكوكيز في أي وقت إذا كنت ترغب في ذلك. موافققراءة المزيد